بات التعامل مع الأزمات من أهم جوانب السياسات التي تثبت تقدم الدول وقدراتها وكفاءة المؤسسات والشعب.. وسوريا اليوم رغم تأثيرات الحرب، عادت للتأكيد على قدراتها في الكثير من الجوانب، حتى في التعامل مع الأوبئة او الاحتياط لها في مجال الصحة.
رغم عدم تسجيل أي إصابة في سورية بفيروس كورونا المستجد ، إلا أن إجراءات استباقية اتخذتها سورية، خطة شاملة، بدأت من تطبيق مبدأ “الوقاية خير من العلاج”، كما أصدرت الحكومة السورية مساء أمس الجمعة قراراً وعممته بكافة الوسائل، يقضي بتعليق العمل لمدة 15 يوماً بدءاً من اليوم السبت في جميع مرافق الحياة على اتساع البلاد.
واعلنت وزارة الصحة انه “مع اتساع خريطة انتشار فيروس كورونا المستجد 2019 (كوفيد 19) لتشمل 117 دولة حتى تاريخ 12 آذار وارتفاع عدد الإصابات على المستوى العالمي وإعلان منظمة الصحة العالمية عن رفع درجة تقييمها لخطر انتشار وتأثير فيروس كورونا إلى مستوى مرتفع للغاية على مستوى العالم و تصنيفه بـ “الوباء”، رفعت وزارة الصحة السورية من درجة جاهزيتها واستعداداتها الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد من خلال اتخاذ إجراءات صارمة بالتعاون مع جميع الجهات العامة المعنية بهدف التصدي للمرض والاستجابة للحالات المشتبهة وفقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية”.
تعطيل احترازي شمل كافة قطاعات التعليم بكل مراحله في العام والخاص، والوزارات والجهات التابعة لها في العام والخاص أيضاً، وكل ما له علاقة بان يكون مكاناً محتملاً يساعد في انتشار الوباء في حال وصوله للأراضي السورية. كما اغلقت المقاهي وكل ما له علاقة بالتجمعات، وشمل هذا كل المناطق في البلاد، حرصا على السلامة العامة، والنوادي الرياضية وغيرها مع التنويه لاحتمالية تمديد العطلة في حال ثبت أو تم اكتشاف أي طارئ خلال أيام العطلة.
وزير الصحة السوري د. نزار اليازجي اكد في مؤتمر صحفي له، على أنه “سيكون هناك إعلان مني شخصياً في حال تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا” ، كما أشار إلى أن إغلاق الحدود مع دول الجوار ساهم بشكل أساسي بعدم تسجيل أي إصابة، ونوه بتصريحه إلى عمل منظمة الصحة العالمية لرفدها بعد أسبوعين من إعلان الصين لانتشار الفيروس بجهاز #PCR لكشف الحالات، وتم التدريب عليه، ويتم إجراء هذا الفحص للحالات صعبة التشخيص.
وصرّح أيضا عن أن سوريه لديها “فريق تقصي وبائي” منتشر على كل الأراضي يخبرنا عبر تقرير أسبوعي بكل الأمراض السارية المنتشرة عبر الأراضي السورية، وكان هذا الفريق بحالة طوارئ منذ بداية انتشار المرض في دول العالم، بالإضافة لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية يصل إلى وزير الصحة السوري شخصياً.
العمل الذي قامت به سورية، أتى بغرض تجنب انتشار المرض في حال وجوده بحالات لم يظهر عليها أي أعراض حسب ما أكدته الحكومة، والحرص الأكبر بعد هذا يأتي في عدم تفشيه في البلاد في حال وصل إليها، وذلك من خلال التعقيم ووضع برامج مناوبات للموظفين في القطاعات التي لا يمكن ان تتوقف وتنظيم العمل بما يخدم المصلحة العامة للمواطنين، وتجنب أي حالة فوضى محتملة في حال تم الإعلان عن أي إصابة.
كما اطلقت سورية عمل المنظمات الدولية في سورية بطريقة تمكنها من التعامل مع الوباء في حال وصوله، وتمكنها أيضاً من الوصول لأي حالة، وقبل كل هذا، ومنذ إعلان الصين عن اكتشاف المرض المستجد، انتشرت في البلاد الحملات التوعوية في المدارس والجامعات وعبر الإعلانات والبرامج في وسائل الإعلام، و مع اتساع خريطة انتشار فيروس كورونا المستجد تجهيز كافة الكوادر الطبية وتثقيفها للعمل الطارئ في قطاعات الدولة والمنظمات الدولية العاملة على الأراضي السورية.
حرب السنوات التسع على سورية اثرت بشكل كبير على وضع قطاعات الدولة، يضاف اليها الحصار والحظر، لكن الجهود مستمرة في اكثر من مجال للنهوض ومواجهة الظروف المستجدة.
المصدر: موقع المنار