كورونا وباءٌ عالمي.. هذا ما اعلنتهُ منظمةُ الصحةِ العالمية، وأكدتهُ الاحصاءاتُ القادمةُ من حولِ العالمِ لضحايا الفايروس الذي يتفشى بشكلٍ سريع، مستنزفاً الاقتصادَ العالميَ وقاتلاً الآلاف، ومُقعداً عشراتِ الملايينِ حولَ العالمِ في حَجْرٍ اجباري.
في لبنانَ خطفَ الفايروس الخبيثُ ضحيةً جديدةً هو رجلٌ في العقدِ السادسِ من عمرِه ليرفعَ عددَ ضحاياهُ الى اثنتين، فزادَ من تعقيدِ المشهدِ في بلدٍ منهكٍ اصلاً، فيما تسجيلُ اولِ حالةِ شفاءٍ ابقت الامل، وبقيَ قرابةُ السبعينَ مصاباً راقدينَ في المستشفياتِ على رجاءِ الشفاء..
لم يعد التعاملُ معَ فايروس كورونا عندَ حدودِ احصاءٍ يوميٍّ لعددِ المصابينَ الذين باتوا موزعينَ على أكثرَ من مستشفى، فاللبنانيونَ استشعروا خطورةَ المرحلة، والحكومةُ رَفعت من الاجراءاتِ عبرَ تطبيقِ توصياتِ لجنةِ متابعةِ التدابيرِ الوقائيةِ لفيروس كورونا بمنعِ التجمعاتِ في الاماكنِ العامةِ والخاصة، واقفالِ المطاعمِ والنوادي والحدائقِ والملاهي، ووقفِ الرحلاتِ من والى العديدِ من الدولِ المصابة..
صحيحٌ انَ المطلوبَ الا يَصابَ اللبنانيون بالهلع، لكنَ المفروضَ ان يُصابوا باعلى درجاتِ الاحتياط، والتعاطي بكلِّ مسؤوليةٍ وطنيةٍ واخلاقيةٍ وانسانيةٍ معَ التحدي المستجد. واستنفارُ كلِّ الطاقاتِ الرسميةِ والخاصةِ في شتى القطاعات ِ لمواجهةِ الفايروس الذي رَصَدت لمواجهتِه دولٌ عالميةٌ كايطاليا وبريطانيا عشراتِ ملياراتِ الدولارات، فيما يواجهُه اللبنانيونَ زمنَ التقشفِ ونقصِ السيولةِ والضغوطِ والعقوباتِ الاميركيةِ بتقنينٍ الزامي ..
ورغمَ صعوبةِ المرحلةِ فلم يَخلُ المشهدُ من المزايداتِ السياسيةِ بوجهِ الحكومةِ كما اشارَ رئيسُها حسان دياب، الذي اكدَ انَ الحكومةَ تتبعُ اعلى معاييرِ السلامةِ العالمية، وقد تلقت الكثيرَ من الاشاداتِ الدولية..
وجعٌ جبَّ ما قبلَه من اوجاع، وجعلَه في صدارةِ الاولويات، لكنَ اللبنانيينَ الذين اَثبتوا قدرتَهم في الكثيرِ من ميادينِ المواجهة، قادرونَ على مواجهةِ كورونا اِن احسنوا النوايا والتعاونَ والاداء..
المصدر: قناة المنار