امامَ مفترقٍ تاريخيٍ، مَشَتِ الحكومةُ الطريقَ المتاحَ الوحيدَ، علها تستنقذُ البلادَ مما اوقعها فيه اهلُ الحلِ والربطِ على مدى عقودٍ وسنوات..
فالقرارُ خوضُ معركةِ استقلالٍ جديدةٍ للتحررِ من عدوٍ يُمارِسُ السطوَ على حاضرِ اللبنانيينَ ومستقبَلِهِم، كما أكدَ رئيسُ الحكومة حسان دياب في خطابهِ المَفصليِ عندَ مُفتَرَقِ طرقٍ يعيشُه الوطن.
لبنان سيُعلِقُ تسديدَ مستحقاتِ اليوروبندز،أعلنَ دياب، وسيتفاوضُ مع الدائنينَ بحسنِ النيةِ لاعادةِ هيكلةِ الدينِ العام.
فكيف ندفَعُ للخارجِ واللبنانيونَ لا يُمكِنُهُمُ الحصولُ على اَموالِهِم من البنوك، سألَ رئيسُ الحكومة. كيف ندفعُ ولا نؤَمِّنُ الرعايةَ الصحيةَ للمواطنين؟ كيف ندفعُ وهناك من لا يملِكُ ثمنَ رغيفِ الخبز؟
انها ثمرةُ اخطاءِ سنواتٍ ماضية، بل ازمةُ نهجٍ اقتصاديٍ وَعَدَ الرئيسُ دياب انهُ لن يستمر. فلم يعُد ممكنا الاستمرارُ بالاستدانةِ منِ اجلِ تمويلِ الفساد، او الاستمرارِ بالاقتصادِ الريعي، وعليهِ فاِنَ القرارَ اتُخِذَ بعدَ دراساتٍ ومشاورات، واُرفِقَ بسلسلةٍ من الاصلاحاتِ ستَضَعُ اليدَ على نَزفِ الكهرباء، وستكافِحُ الفسادَ، وسترفَعُ السريةَ المَصرِفيةَ عن كلِ من عَمِلَ او يعمَلُ في الشأنِ العام.
اصلاحاتٌ تَفتَرِضُ اعادةَ هيكلةِ القِطاعِ الَمصرفيِ معَ انتقاءِ الوسيلةِ والخِياراتِ للحفاظِ على اموالِ اللبنانيينَ لا سيما صغارِ المودعين. وستَرسِمُ سياسةً لاقتصادٍ منتِجٍ سيرتكِزُ على الزراعةِ والصناعةِ والمعرفةِ والتكنولوجيا..
اما الوصولُ فممكنٌ اذا استخلَصنا من تاريخِنا عِبرةً باَنَ عدوُنا هوَ الانقسام، فالتسلُحُ بالوَحدةِ والتركيزُ على الوطنِ سيجعلُنا ننتصرُ كما أكدَ الرئيس دياب..
انها اولى الخُطُواتِ على طريقٍ طويل، لكنهُ قرارٌ بتصحيحِ المسارِ بعدَ ان نزفَ الوطنُ وشعبُهُ الى حدِ الانهيار.. سيتبنى الموجوعونَ، وسيعترضُ المتضررونَ، الا اَنَ طريقَ الاصلاحِ مُوجِع، والعِبرةُ بالخواتيم، اما الرِهانُ فعلى قدرةِ اللبنانيينَ لخوضِ معركةِ استقلالٍ جديدةٍ كما قالَ الرئيسُ دياب..
فلقد اتُخِذَ القرار، وغداً يومٌ آخر..
المصدر: قناة المنار