على مدرج مكتبة الأسد الوطنية في دمشق، عقدت نقابة المعلمين السوريين محاضرة حول “صفقة القرن”، تحدّث خلالها الخبير في الشؤون الاستراتيجية، العميد أمين حطيط من لبنان، إذ أوضح خلال محاضرته أمام معلمي دمشق مخاطر صفقة القرن وبيّن أهدافها على المدى القريب والبعيد ومصير الفلسطينيين في حال نجحت هذه الصفقة أحادية الجانب. وفي سياق المحاضرة، أكد حطيط أن هذه الصفقة لن تنجح لاعتبارات دولية كثيرة تتعلق بمضمونها وشروطها على الشعب الفلسطيني الرافض لها بأي شكل من الأشكال.
وقال حطيط إن هذه المحاضرة إنما هي المرحلة قبل الأخيرة لمشروع وعد بلفور، تتكرس بنسختها الحالية صورتها الحالية، والتوزيع الجغرافي وطبيعة التعامل مع الجانب الفلسطيني من كل الجوانب. هذا وأوضح العميد حطيط جميع جوانب الصفقة رابطاً ذلك بمتابعة حثيثة واضحة لكل خفاياها التي لم تظهر كلها للجمهور العربي، قائلاً إن ترسيم المناطق بالطريقة التي ظهرت عليه في الخريطة التي وضعتها دوائر ترامب للفلسطينيين، هي من مناطق بلا حدود أي قابلة مساحاتها للتفاوض، كما نوه للحدود المرسومة مع لبنان وقال إنها حدود أيضاً قابلة للتفاوض والتغيير، مشيراً إلى ضم الجولان ومزارع شبعا في الخريطة الحالية المفترضة لـ “صفقة القرن”.
أما حول مصير الفلسطينيين، فقد نوّه إلى احتمالات وخيارات جميعها غير قابل للتطبيق: إما التوطين في دول الجوار وهذا الأمر غير متاح لاعتبارات، أو أن يتم ترحيلهم إلى دول إسلامية، أو اللجوء إلى ما سيغدو حسب خطة الصفقة “دولة إسرائيل” شرط الاعتراف بيهوديتها والحصول على موافقة أمنية من الاحتلال الصهيوني، وهذا ما لن يحصل عليه الفلسطينيون في سورية ولبنان في حال قبلوا وجاءوا إلى الدولة المفترضة حسب مخطط ترامب. جميع ما تقدم به حطيط من معلومات حول خطة السلام المزعومة أمريكياً، أدى حسب خلاصة أخيرة إلى أن ما يجري ما هو إلا إبادة سياسية لجميع الفلسطينيين الموزعين بين الداخل المحتل ودول اللجوء حول العالم وعدده 13 مليون مواطن فلسطيني نصفهم لاجئون.
يُذكر أن هذه المحاضرة تمّت برعاية نقابة المعلمين في سورية، وذلك لتعريف المعلمين على خطورة “صفقة القرن” كونهم الأكثر قدرة على نقل هذه الرسالة للأجيال التي لابد من أن تنشأ على معرفة ما يحاك ضد قضاياه.
المصدر: موقع المنار