أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي “أننا حافظنا على لبنان مستقراً وآمناً، وبالتالي فإن الاستقرار الأمني لا بد أن يستند على تفاهم سياسي، ونحن لم نختلف أن إطار التفاهم السياسي هو اتفاق الطائف، ولكن جوهر اتفاق الطائف هو الشراكة في القرار والتوازن في التمثيل على أن يكون التمثيل فعلياً وحقيقياً، ولذلك فإنه عندما يقوم البعض بإبعاد أي طرف من الأطراف التي تمثل قاعدة شعبية في لبنان عن الشراكة في القرار، فإنه بذلك يغامر باتفاق الطائف، وبأساس الاستقرار القائم في لبنان، وبالتالي فعلى من يتولى السلطة بجميع أركانها أن يتحلى بالحكمة التي تسمح للبنان أن يحافظ على هذه الصيغة التعددية القائمة على اتفاق الطائف الذي جوهره الشراكة الحقيقية في صناعة القرار، والتوازن في التمثيل للجماعات التي تكوّن المجتمع السياسي اللبناني”.
كلام الموسوي جاء خلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة حاريص الجنوبية، بحضور عدد من رجال الدين، وفعاليات وشخصيات وأهالي، وقال إن “رئيس تيار “المستقبل” بدأ منذ فترة ليست ببعيدة بمسار الانفراج باتجاه التيار الوطني الحر، ونحن شجعنا هذه الاتصالات والمحادثات، ويعرف القاسي والداني، والوسط السياسي اللبناني، أننا تعاملنا بإيجابية تامة حيال “التيار الوطني الحر”، واليوم نقول بكل مسؤولية وواقعية، نحن من جهتنا قمنا بما يلزم وأكثر مما يلزم لإنجاح مسار الانفراج الذي يبدأ بانتخاب رئيس الجمهورية إلى تفعيل بقية المؤسسات الدستورية، وقمنا بما علينا، وكانت مواقفنا إيجابية، وبالتالي فإننا نسأل الآن، لماذا عاد وصدر عن تيار المستقبل مواقف تصعيدية، وهل هذه المواقف تعكس قراراً مركزياً، أم أنها تعكس هذا التناقض الداخلي الذي لم يعد سراً على أحد”.
وتابع “رغم ذلك لا نزال نعتبر أن المسار الذي كان قد بدأ، والذي تعاملنا معه بإيجابية، وقمنا بما علينا وأكثر، هو المسار الذي من شأنه أن يخرج لبنان من أزمة مؤسساته الدستورية، والذي يكمن في انتخاب الجنرال عون رئيساً للجمهورية، وإنتاج حكومة، لننتج من بعدها قانون انتخاب ومن ثم انتخابات نيابية، ونحن في هذا المجال لا نريد أن نعلن أن هذ المسار قد انتهى، لأن صاحبه هو الذي يعلن عنه، أما التصريحات التي تصدر عن بعض نواب أو وزراء المستقبل، فنفترض أنها لا تعبّر عن الجهة الأساسية التي أطلقت مسار الانفراج، ولذلك فإن اللبنانيين اليوم ينتظرون الجواب، ولكن ليس من التيار الوطني الحر، ولا من حزب الله، ولا من حركة أمل، ولا من أي جهة في فريقنا، فنحن قابلنا الخطوات التي خطى بها هذا المسار بإيجابية، ويجب أن يستكمل”.
وختم الموسوي “نريد أن نتفاءل ونقول إن هذا المسار لا يزال قائماً، وبالتالي فإننا ندعو إلى التعجيل به لإخراج لبنان من هذه الأزمة من جهة، ولتفادي خطر ضرب صيغة الاستقرار القائمة من جهة أخرى، لأن استقرارنا حساس جداً ودقيق للغاية، وأي حدث من أي جهة لا ترغب بهذا الاستقرار، تجعل البلد في حدقة الخطر، ولذلك فإننا حريصون على محاصرة هذه المخاطر، ونريد أن نعمل معاً مع جميع اللبنانيين لحصرها، ونشجع على الاستمرار في هذا المسار الذي بدأ”.