أكد تكتل لبنان القوي النائب ابراهيم كنعان أن “هناك مرحلة صعبة تمر على لبنان سنتخطاها بتضامننا وتنوعنا والتفكير في الحلول من دون أن تعمينا الضغوط”، مؤكدا أن “الفوضى لا تؤدي الى التغيير، بل تدمر وتوصل الى فرض حلول لا تخدم مصلحة لبنان”.
كلام كنعان جاء خلال لقاء على مسرح دير مار الياس أنطلياس، بدعوة من هيئة قضاء المتن الشمالي في “التيار الوطني الحر”، في حضور رئيس الدير الاباتي انطوان راجح وحشد من رؤساء البلديات، مخاتير، فاعليات المتن الشمالي، ومنسقي التيار وهيئاته المحلية.
وقال كنعان: “لبنان اليوم مستهدف، والوضع الراهن غير ناتج فقط عن مشكلة اجتماعية ومالية واقتصادية. فلبنان أعلن من خلال رئيسه وسياسته الرسمية وشعبه، أنه ضد 3 أمور: توطين الفلسطينيين، بقاء النازحين السوريين، ضرب الوحدة الداخلية، لأن اللااستقرار يؤدي الى فرط الدولة”.
وتابع: “عرضت صفقة القرن على الفلسطينيين 50 مليار دولار للقبول بها، وفرض التوطين، وبقاء اكثر من 400 الف فلسطيني على ارض لبنان، مع ما يرتبه ذلك من تداعيات. ولبنان ضد هذا الطرح، ولرفضه انعكاسات. ولبنان كذلك ضد حرمان النازح السوري من العودة الى بلاده، والقوى الاقليمية والدولية ترفض مفاوضتنا مباشرة او غير مباشرة لاعادتهم الى بلادهم. ولبنان يرفض الاستمرار في تحمل اعباء النزوح والفاتورة التي وصلت بحسب البنك الدولي الى 22 مليار دولار. وقد تمردنا على خيار بقائهم في لبنان، مما انعكس ايضا على ما نشهده من زعزعة للثقة بلبنان ونظامه المالي”.
أضاف كنعان: “وهناك استهداف أيضا للوحدة الداخلية، التي عملنا على إرسائها على مدى سنوات. فالعماد ميشال عون أبرم تفاهمات لارساء الاستقرار الداخلي. من التفاهم مع حزب الله الذي ردم هوة كبيرة كانت موجودة من التسعينيات وعهد الوصاية. والتفاهم مع القوات اللبنانية حيث طوى صفحة دموية ومؤسفة بين المسيحيين وزخم الحضور المسيحي ومهد للرئاسة القوية. والتفاهم مع تيار المستقبل، بعد خلاف سياسي كبير، وعنوان التفاهم كان الحفاظ على الدولة، وصولا الى تفاهم مستتر بين الثنائي الشيعي وتيار المستقبل. وسلة التفاهمات جعلت لبنان يوصل رئيسا لديه الحضور الفاعل، وحصنت الوضع الداخلي، بالنسبة للعواصف التي ضربت سوريا، مصر، ليبيا، اليمن، العراق، تونس والدول المحيطة. وبقي لبنان محصنا بفضل استراتيجية التفاهمات التي أرساها العماد ميشال عون”.
واعتبر أن “ضرب هذه التفاهمات وزعزعتها يوصل الى اللااستقرار”، مذكرا “برواسب ومسببات بقاء الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري في السعودية، والمحاولة التي كان يمكن أن تفتح مشكلة داخلية لولا رص الصفوف والتفاهم الكبير الذي قاده رئيس الجمهورية، والتف حوله الجميع، ما أسهم بعودة رئيس الحكومة ورفض قبول استقالته في الخارج، وتخطي الازمة السياسية وما رتبته من أعباء اقتصادية ومالية”.
وتابع: “المشكلة الداخلية الثانية هي حزب الله، ورأس حزب الله مطلوب، والتصادم معه داخليا كأحد المكونات اللبنانية الاساسية، يعني ضرب الاستقرار الذي عملنا سنوات على إرسائه”.
واوضح أن “ضرب هذه الاسس، يعني ضرب العهد بما يمثل على صعيد الشراكة الاسلامية المسيحية، خصوصا أن الحضور المسيحي الوازن الذي نجم عن قانون الانتخاب، لم يخدم المصالح الخارجية، لأن الحال المسيحية المحصنة للقرار السياسي تصعب الخرق، بينما الفوضى والخلافات والنزاعات تسهل عملية الخرق”.
وأكد “التمسك بالمؤسسات الدستورية والجيش والنظام المالي المتوازن”، وقال: “منذ العام 2010 بدأنا مسار إصلاح المالية العامة، وإعادة لبنان الى كنف الموازنات والحسابات المالية، ومن ينتقد كتاب الابراء المستحيل لم يقرأه بالتأكيد، لأن هدفه اصلاحي وليس كيديا، وقد حدد المسار الاصلاحي الذي نرسيه اليوم”.
واعتبر أن “الجيش أثبت انه عندما تمنحه القيادة السياسية الزخم، وتكون قيادته قوية، يستعيد الجرود ويكافح الارهاب ويستطيع إرساء الاستقرار”.
وأكد أن “الصرف خارج الموازنات ليس بطولة، بل إقرار الموازنات المترافقة مع الاصلاحات هو العمل البطولي، بدلا من ترك البلاد على أساس القاعدة الاثني عشرية التي تم تجاوزها طوال سنوات ب27 مليار دولار”.
وذكر كنعان ب “ايقاف المساهمات للجمعيات التي لا تعنى بالرعاية الاجتماعية، لأن أحزابا وشخصيات سياسية وزوجات سياسيين، كانوا يستفيدون منها ويعتاشون منها عل مدى سنوات”.
واعتبر أن “إنقاذ لبنان ممكن، وما زلنا على البر رغم الصعوبات التي نعمل على ان لا يتحمل نتائجها المواطن”، لافتا الى أن “المطلوب ان لا تشمل الاجراءات المودعين، وهو ما يتطلب التعاطي بضمير والعمل بجدية”، وقال: “ودائع الناس في المصارف خط أحمر، ونحن نعمل على حمايتها، من خلال الاجتماعات التي تعقد، والقرارات التي يتم العمل عليها”.
واشار الى أنه “من الخطوات التي يجب تطبيقها إصلاح قطاع الكهرباء، وإعادة هيكلة القطاع العام، وتنزيل الفوائد، فالانقاذ ممكن، ولكن لازم نضرب افرام”.
واشار الى أن “معرفة مصير الأموال المنهوبة يتطلب إرادة، وتطبيق القانون 442015 الذي أقر في لجنة المال والموازنة، والذي يعطي صلاحيات لهيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان”.
واعتبر أن “هناك قوانين جيدة في لبنان، والمطلوب تطبيقها”، وقال: “نحن نريد إقرار إنشاء المحكمة الخاصة بالجرائم المالية المقدمة من العماد ميشال عون في العام 2013، اذ ان طريق مكافحة الفساد تمر من هنا، واذا كان من تعديلات مطلوبة على القانون، فلتناقش، ولكن الاقرار ضروري”.
ولفت الى أن “حرق المصارف لا يحافظ على الليرة، وإقفال المؤسسات العامة ومنع الايرادات عن الدولة لا يخدم شعار التغيير ونقل الأمور نحو الأفضل. فالدولة هي نفطنا الحقيقي، وضرب أسسها يضرب الجميع”.
وتوجه كنعان برسالة الى “التيار الوطني الحر”: التيار هو أم الصبي مهما حدث، ويحافظ دائما على القيم والمبادىء التي نشأ على اساسها. ومطلبه الدولة والجيش ولقمة عيش اللبنانيين وكرامتهم وحقوقهم. وهو لا يعتدي على أحد، ونضاله مشرف من أجل لبنان، ولكي يرتفع العلم اللبناني فوق كل الأحزاب والطوائف والمذاهب”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام