حذر المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية “السلام” في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، من “خطورة ضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية، مجددا تمسك المنظمة الدولية بحل الدولتين”.
وفي إحاطة قدمها في مستهل جلسة مجلس الأمن الدولي حول “صفقة القرن”، الثلاثاء، ذكر ملادينوف أن “الأيام التالية على نشر خطة السلام الأمريكية، التي رفضتها الحكومة الفلسطينية، ورحب بها كبار المسؤولين الإسرائيليين، شهدت حوادث عنيفة في الضفة الغربية المحتلة (بما فيها القدس الشرقية) وقطاع غزة ومحيطه”.
وحذر ملادينوف من أن أي تصعيد أو استفزاز سيزيد الوضع على الأرض تعقيدا، ولن يخدم سوى مصالح “هؤلاء الذين يريدون دفع الناس إلى التطرف وتقويض الجهود الرامية إلى تحقيق السلام”.
وأشار الدبلوماسي إلى أن “المسؤولين الإسرائيليين كشفوا، عقب نشر صفقة القرن، عن توجه إسرائيل إلى ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، (بما فيها جميع المستوطنات الإسرائيلية هناك) وغور الأردن”، مضيفا أن الولايات المتحدة أعلنت دعمها لتنفيذ هذه الخطط.
وجدد ملادينوف بهذا الخصوص معارضة الأمين العام للأمم المتحدة، للخطوات أحادية الجانب وخطط الضم، مضيفا أن “مثل هذه الخطوات، بما في ذلك الضم المحتمل لأراض في الضفة الغربية أو تحركات مشابهة، سيكون لها تأثير مدمر لآفاق حل الدولتين. إنها ستغلق الباب أمام مفاوضات وستكون لها تبعات سلبية في المنطقة وستقوض بشكل جدي آفاقا لإعادة الوضع إلى طبيعته وإحلال السلام في المنطقة”.
وقال المنسق الأممي: “مثلما لا تقود خطوات أحادية إلى حل النزاع، يتوجب على من يعارض المقترح (الأمريكي) عدم اللجوء إلى العنف، فسيكون ذلك أسوأ الردود الممكنة في هذه اللحظة الحساسة”.
وتابع: “عوضا عن ذلك، ما نحتاج إليه اليوم هو إرادة سياسية ونظرة جديّة فيما يجب القيام به لإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات”، معربا عن أمله أن ينضم المجلس إلى “دعوة الأمين العام لحل متفاوض عليه، للنزاع والانخراط البناء بين الطرفين”.
وأشار ملادينوف إلى أن “الأمم المتحدة لطالما دعمت حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات السابقة”، منوها إلى أن “الوقت قد حان لكي نسمع مقترحات حول كيفية المضي قدما في هذه العملية وإيجاد الطريق للعودة إلى إطار وساطة متفق عليه بشكل متبادل لضمان إعادة إطلاق مفاوضات ناجعة”.
وتابع أنه من الصعب تصور أي اتفاق شامل بين الطرفين في ظل الظروف الراهنة، لكنه شدد، في الوقت ذاته، على أهمية تفادي إبقاء الوضع الراهن الذي من شأنه أن يوسع الهوة بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتكريس حالة الاحتلال وجعل حل الدولتين غير قابل للحياة.
وأكد ملادينوف “التزام الأمم المتحدة بالعمل مع الإسرائيليين والفلسطينيين ومع الشركاء الدوليين والإقليميين لتحقيق هدف السلام العادل والدائم”، موضحا أن “هذا الهدف لن يتحقق إلا من خلال إحقاق رؤية حل الدولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا إلى جنب بسلام وأمن على أساس خطوط ما قبل العام 1967، والقدس كعاصمة لدولتين”.
المصدر: وكالات