شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش، خلال رعايته حفل التكليف السنوي الذي أقامته ثانوية الإمام المهدي (عج) في بلدة الشرقية، على ان “معظم الأزمات التي تعاني منها الدول والشعوب في المنطقة والعالم على المستوى السياسي والاقتصادي والمالي والاجتماعي وحتى الثقافي والأخلاقي، سببها الولايات المتحدة الاميركية وسياساتها المتهورة”.
واعتبر ان “صفقة القرن هي مشروع اسرائيلي كامل، تبناه ترامب ويريد فرضه كأمر واقع على الفلسطينيين، وهي بمثابة قرار أميركي اسرائيلي باغتصاب فلسطين وتكريس الاحتلال وإسقاط حق العودة، ولكن هذا القرار لن يمر ولن تكتب له الحياة، وسيبقى حبرا على ورق طالما ان الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه وحقوقه، وموحد بكل قواه حول رفض هذه الصفقة، ومنخرط في معركة إسقاطها ومقاومتها وإفشالها”.
ورأى ان “هذه الصفقة أسقطت كل الأوهام بامكانية تحقيق تسوية سياسية للقضية الفلسطينية واعتماد اميركا كوسيط نزيه في المفاوضات، وأسقطت الأقنعة عن وجوه العديد من الأنظمة العربية التي تدعي كذبا تمسكها بالحق الفلسطيني بينما هي تتآمر عليه”.
وقال”بعد صفقة القرن أصبحنا امام خيارين لا ثالث لهما: اما الاستسلام للمحور الاميركي الاسرائيلي، وإما اعتماد خيار المقاومة بكل أشكالها لاستعادة الارض والحقوق”.
أضاف”صفقة القرن كلها سلبيات، وإيجابيتها الأساسية انها عززت خيار المقاومة، واكدت من جديد ان المقاومة هي الخيار الوحيد لمواجهة الاحتلال ومشروع الهيمنة الاميركية الاسرائيلية على فلسطين والمنطقة. وان الشعوب اذا ارادت الخلاص فان عليها ان تتمسك بخيار المقاومة وان تطرد اميركا من المنطقة والا تدعها تتدخل بشؤونها وشؤون بلدانها الداخلية وتفسح بالمجال لأدوات اميركا في الداخل ان ينفذوا السياسات الاميركية في بلدانهم، فحيث لا توجد اميركا يوجد الاستقرار والأمن والسلام والتفاهم والتعاون، وحيث توجد اميركا لا يوجد الا الفتن والخراب والدمار والارهاب والأزمات”.
وفي الشأن الداخلي، رأى ان “البيان الوزاري الذي خرجت به الحكومة هو افضل الممكن، وهو بمثابة خريطة طريق، والمطلوب من الحكومة بعد نيل الثقة من المجلس ان تضع برنامجها الاصلاحي لمعالجة الأزمات، ويجب على اللبنانيين ان يعطوها فرصة لتعمل وتتابع، ثم بعد ذلك لهم ان يحكموا عليها تبعا لأدائها، اما الرهان على فشلها ووضع العراقيل بوجهها فهو خلاف المصلحة الوطنية”.
واكد الشيخ دعموش ان “القوى السياسية في لبنان، سواء من شارك منها في الحكومة ام لم يشارك، ومن يريد منحها الثقة ومن لا يريد، مطالبة بأن تتحمل مسؤوليتها الوطنية في هذه المرحلة الحساسة والاستثنائية التي يمر بها البلد، وان تتعاون مع الحكومة للتصدي للاستحقاقات المالية الصعبة وتساهم في إنقاذ البلد”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام