يتقدم الجيش العربي السوري بوتيرة عالية نحو الشمال، في عملياته في الميدان الاخير للارهابيين، باصرار وانجازات ودون اغفال الصعوبات وهذا أمر طبيعي في مواجهة أعتى أشكال الإرهاب، لكن يبرز التعامل مع الظروف الصعبة باحترافية قتالية عالية.
وبما ان المشهد يحتم الوقوف عنده خاصة مع تسارع العمليات مؤخرا، أجرى موقع قناة المنار لقاء خاصا مع الخبير في الشؤون الاستراتيجية اللواء محمد عباس، حيث شرّح لنا ظروف المعركة الحالية وتحدث عن عواملها وعن تقدم الجيش العربي السوري في الشمال.
عباس وصف العملية الحالية بأنها عملية استراتيجية دفاعية، وهي مستمرة منذ حوالي ثمانية أشهر، حين دخل الجيش السوري بلدة كفر نبل.
الهدف الاستراتيجي للعملية يتمثل بتجفيف الوجود الارهابي من منطقة إدلب وطرد الإرهابيين من جبهة النصرة ومن لف لفّها من هذه المنطقة.
هذه العملية بدأت تؤثر في إنهاك الروح والمعنوية والقتالية للإرهابيين وتفكيك خطوطه الدفاعية في تلك المنطقة، وإرغامهم على القتال في شروط نفسية منهارة وسيئة رغم أن التركي لم يبخل في تقديم أي دعم لقواته البديلة الإرهابية على الارض السورية، بعشرات الشاحنات المحملة بالذخائر والوسائط القتالية يوميا التي تدخل عبر المعابر الحدودية التركية السورية حسب توصيف اللواء عباس.
الدعم التركي كما صار معروفاً لدى الكثيرين كان يركز على خان شيخون ومعرة النعمان والبلدات المحيطة لهما، ولكن كل هذه الوسائط المادية لم تنفع لأن أردوغان كما يؤكد اللواء عباس لم يستطع أن يوفر ولو شاحنة واحدة تحمل روحا معنوية لهؤلاء المنهارين معنوياً.
القوات السورية بعد استعادة معرة النعمان، تتجه شمالا نحو سراقب مرورا بخان سبل بعد استعادتها، في ما وصفه ضيف الموقع بحالة نجاح للعملية .
عدة محاور تتركز في هذه المهمة القتالية للجيش العربي السوري لتحرير الشمال من الإرهاب، الاول جنوب شرق إدلب، والاتجاه الثاني جنوب غرب حلب، وهذان الاتجاهان، يوجد بينهما العديد من العمليات العسكرية وتقدم الجيش على عدة محاور .
الأعمال القتالية الناجحة على محور خان طومان ومعرة طومان والمستودعات والراشدين 5 يحققها الجيش السوري بفعل التأثير الناري المتواصل للوسائط المدفعية والصاروخية السورية والضربات الجوية أيضاً، أعمالٌ نجحت في كسر شوكة المجموعات المسلحة وكسر إرادة القتال لديها في مواجهة الجيش العربي خلال التقدم لتحرير الشمال.
من الطبيعي ان لكل معركة عدة عقبات لا بد من ذكرها، تحكم سرعة التقدم، المفخخات والألغام الكثيفة التي زرعها الإرهابيون في مناطق تواجدهم، يذكرها اللواء محمد عباس مفنّداً الكثير من العناصر التي وضعها المسلحون بغية إعاقة تقدم الجيش العربي السوري من كمائن وإغارة، ولكن عناصر الهندسة في الجيش السوري ووحدات الاقتحام تعمل بوتيرة متواصلة لفتح الطريق الآمن للجيش السوري، رغم وجود الكثير من الأنفاق التي يختبئ بها الإرهابيون بكمائنهم.
المصدر: موقع المنار