قبلَ انْ يَجِفَّ حِبرُها، جافاها الواقع،فوَقَعت صفقةُ دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو من على مِنبرِهما الكاريكاتيري الى ميدانٍ جِدِّيّ، ليسَ فيه شهودُ زورٍ مصفقون، ولا بياناتٌ عربيةٌ بِنِيّاتٍ عِبرية، وانما فيه اهلُ الحقِّ واهلُ القضية، فلسطينيونَ عَقدوا معَ التاريخِ صفقةً اغلظَ من كلِّ الصفقات، عنوانُها فلسطينُ وعاصمتُها القدس، مسرى الانبياءِ لا وطنَ شذاذِ الآفاق..
وليس اسوأَ من صفقةِ ترامب – نتنياهو سوى صلافةِ بعضِ الاعرابِ من ادواتِهما، الذين مَهَّدُوا للصفقةِ بحملةِ تطبيعٍ معَ الصهاينة، وتهشيمٍ لقداسةِ القضيةِ الفلسطينيةِ وقدسِها، وهُم ذواتُهم اليومَ الذين يُرحبونَ بالخطوةِ التي باعت القضيةَ وقدسَها واهلَها ومقدساتِها بثمنٍ بخسٍ، بِضْعِ ملياراتٍ لبعضِهم المفلسِ اقتصاديا، وعروشٍ مهتزةٍ لآخرينَ مفلسينَ سياسياً ..
وعلى وقعِ الغضبِ الفلسطيني اهتزت الضفةُ ومعها غزة، وتوحدَ موقفُ السلطةِ وكلِّ الفصائلِ على قاعدةِ الرفضِ والعملِ لاسقاطِ الصفقةِ المشؤومة، وتلاطمت شعاراتُ الاستنكارِ بينَ فلسطينيي الشتات، ومعهم بياناتُ رفضٍ واستنكارٍ من دولٍ عربيةٍ واسلاميةٍ ما زالت تؤمنُ بالقضية، وبفلسطينَ ومقاومتِها كعنوانٍ ثبَتَت فعاليتُه لاستعادةِ الحقوق..
وعلى ضفافِ الصفقة، وطنٌ خَبِرَهُ الصهاينةُ والاميركيونَ جيداً، هو لبنانُ المصابُ منها اليومَ بتطاولٍ على حدودِه البرية، ومشروعِ توطينِ فلسطينييه.. لكنَ الرفضَ للصفقةِ المشؤومةِ نابعٌ من البعدِ القومي والايمانِ بحقِّ العودةِ للفلسطينيين اولاً، فضلاً عن الحفاظِ على السيادةِ الوطنيةِ اللبنانية..فكان موقفُ الرؤساءِ الثلاثةِ رفضاً وتضامناً معَ الشعبِ الفلسطيني، لا مع عدوِّه الاميركي والاسرائيلي وبعضِ العربي..
فيما بعضُ العربِ الآخَرِينَ عندَ اصالتِهم، كَيَمَنِ الحكمةِ والايمانِ الذي أكدَ أهلُه وجيشُه الوقوفَ الى جانبِ الشعبِ الفلسطيني بكلِّ ما اُوتُوا من قوةٍ وثبات، وهم الثابتونَ كالبنيانِ المرصوصِ بوجهِ اهلِ العدوانِ السعودي الاميركي الاماراتي الاسرائيلي، الذي ذاقَ اليومَ هزيمةً مدويةً على جبهةِ نهم، فضلاً عن استهدافِ منشآتٍ لآرامكو السُعوديةِ في جيزان ..
اما معرةُ النعمانِ السورية، فقد عادت الى حِضنِ اهلِها وجيشِها ومعها العديدُ من القرى والمدنِ المجاورة، ما يساعدُ في التقدُّم نحو ادلب لتحريرها من الارهاب..
المصدر: قناة المنار