قال الرئيس الدكتور سليم الحص في تصريح: “بالأمس، أطل علينا الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمشهد إستفز مشاعر العرب مسلمين ومسيحيين، ويصح فيه القول إنه مشهد مهين للشرعية الدولية، ضاربا عرض الحائط بقرارات الأمم المتحدة، معلنا عما يسمى بصفقة القرن للسلام بين الفلسطينيين والعدو الإسرائيلي وكأن السلام بحاجة إلى صفقة. هي جريمة نكراء لأنها أهدرت حق شعب، وطمست أنبل قضية وجدانية تلغي وطنا عربيا إسمه فلسطين”.
أضاف: “من الذي أعطى الرئيس الأميركي حق الضم والفرز لتوزيع أرض فلسطين التاريخية كما يحلو له وبما يخدم المحتل الإسرائيلي؟ حتى الغاب له شرعته، أما نزق الرئيس الأميركي وعربدته السياسية فلا شرعة لها ولا ضوابط. والجرح كل الجرح أن بعض العرب قد خذلنا بحضور ذاك الإعلان عن الصفقة المقيتة، وكأن فلسطين صارت عبئا عليهم، وإنهاء قضيتها بات يتقدم أولوياتهم، جاعلين من العدو الإسرائيلي المحتل لأرض عربية حليفا وصديقا”.
وتابع: “أمام هذا المشهد المقزز، نقول بأن بيانات الشجب والإستنكار لم تعد تجدي نفعا وأن تمادي الإحتلال الإسرائيلي المستمر بهضم الحق العربي مدعوما بصلف أمريكي وموافقة بعض العرب أضحى أمرا يوميا. إنطلاقا من واجبي القومي، وبضمير عروبي خالص، أتوجه للأخوة الفلسطينيين لأقول إن فلسطين هي القضية الساكنة في القلب والوجدان لأنها بوصلة الأحرار في العالم. فلسطين تتكالب عليها قوى الشر والظلم بتواطؤ فاضح من بعض الدول العربية، تارة عبر مبادرات أثبتت عقمها، أو الشروع بمفاوضات مع العدو المحتل لم تؤت أكلها، أو عبر صفقة أقل ما يقال فيها إنها اغتصاب للحقوق المشروعة بالأرض والوطن وانتهاك لأبسط حقوق الإنسان وكل ذلك بهدف إنهاء القضية الفلسطينية”.
وقال الرئيس الحص: “أيها المناضلون في فلسطين، لا تعولوا على المبادرات الدولية فالدول تحكمها لغة المصالح ولا تفاوضوا محتلا غاصبا لأن المحتل لن يقدم أي تنازل طالما بقي قويا، فهو الذي احتل أرضكم واغتصب حقوقكم وهدم منازلكم وشرد أهلكم، واعتقل المناضلين مصرا على قهركم مزورا التاريخ ساعيا إلى رسم خارطة جديدة للمنطقة بحيث تلغى منها فلسطين التاريخية. ها هو ترامب تراه لاهثا خلف مشروع تهويد القدس بتغيير هويتها العربية لاغيا التاريخ والحضارة إرضاء لعدو مغتصب”.
أضاف: “أيها الفلسطينيون المقاومون، اعتمدوا فقط على سواعدكم في مقاومة الإحتلال وحصنوا وحدة موقفكم من أجل إنهاك قوة المحتل وتقطيع سبل احتلاله وتذكروا بأن سلاح الموقف هو أمضى سلاح”.
وتابع: “أيها الأشاوس في فلسطين، إن الحق المغتصب لا يسترد بالمفاوضات ولا بصفقات سلام مذلة، بل إن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، فلا سلام ولا مساومة ولا إعتراف بمحتل غاصب. إن فلسطين ستبقى قضية الأمة تتوارثها الأجيال أما القدس فهي تمثل نبض القضية وروحها الجامعة للأديان السماوية”.
وقال: “إن هول ما تتعرض له فلسطين من تواطؤ وتآمر يجب أن يكون سببا في التئام الموقف الفلسطيني وإنهاء الإنقسام الفلسطيني الحاصل فورا ودون اي تلكؤ تلبية لإرادة الشعب الفلسطيني المتمسك بالمقاومة والإنتفاضة ضد المحتل”.
أضاف: “أيها الأخوة، إن دماء الشهداء الأبطال أمانة في أعناقنا، فلا تدعوا دماء الشهداء الزكية تذهب هدرا أو هباء منثورا، بل اجعلوا من تلك الدماء التي سالت لأجل فلسطين ومن أرواح الشهداء التي قدمت فداء لفلسطين مشعلا يضيء درب انتفاضة مجيدة ضد العدو الإسرائيلي، وذخيرة تقاومون بها المحتل الغاصب لنيل الحرية، واجعلوا البوصلة دائما نحو الهدف المنشود وهو تحرير فلسطين كل فلسطين”.
وتابع: “إلى الشعوب العربية أقول لكم، إن ضاعت القدس ضاعت كل فلسطين وإن ضاعت فلسطين ضاعت الأمة العربية وضاع معها تاريخها وعزتها وكرامتها. مدينة القدس فيها ولد السيد المسيح، وفيها عرج محمد رسول الله، وفيها تلتقي الأديان وعظمة الرسالات الإلهية التحررية إيمانا وانتصارا للانسانية، فالقدس هي قطب الرحى وفلسطين قضية العرب المحورية مهما طال الزمن وجار”.
وختم: “أقول إلى الشعوب العربية لأني فقدت الأمل بالحكام والأنظمة لكني ما زلت أعلق الآمال على الشعوب وعلى يقظة ضمائرهم وحسهم القومي لعل شرارة ما تشعل فينا الأمل بفلسطين حرة عربية. وفي الختام أقول لكم إنني على ثقة أن فلسطين التاريخية وحق الفلسطينيين بالعودة إلى وطنهم التاريخي وجذورهم، وحقهم بالعيش بكرامة في أرضهم العربية سيبقى في ضمائرنا وفي وجداننا العربي”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام