إنّه يكذب.. هذه خلاصة تقارير غربية عدة علقت على زعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن واشنطن لا تحتاج إلى نفط الشرق الأوسط خلال تصريحه في البيت الأبيض تعليقاً على الضربة الإيرانية على قاعدة عين الأسد الأسبوع الماضي.
آخر التقارير جاء في وكالة بلومبيرغ وأشار إلى أنّ الولايات المتحدة لا تزال تستورد النفط الخام الذي ينتجه العراق والسعودية، وأي عرقلة لإمدادات النفط من الشرق الأوسط سترفع أسعار بيعه للمستهلك الأميركي.
فالولايات المتحدة خامس أكبر مشتر لنفط الشرق الأوسط الخام، وصحيح أنّ وارداتها من المنطقة تراجعت مع ارتفاع معدلات إنتاج النفط محلياً إثر طفرات استخراج النفط الصخري، إلا أنّ نصيب دول الخليج من النفط الذي استوردته الولايات المتحدة في العام الماضي بلغ، بحسب بلومبرغ، برميلاً من كل ثمانية براميل تنتجها دول الخليج، أي ما معدله ثمانمئة وخمسة وسبعين ألف برميل يومياً.
وترجع بلومبرغ سبب عدم قدرة الولايات المتحدة على الاستغناء عن نفط الشرق الأوسط إلى سببين، الأول: قلة المصادر التي تستورد منها أنواع النفط الثقيل والحامض التي تعتمد عليها مصافي النفط الأميركي. فالعقوبات على صادرات النفط الفنزويلية وتراجع الإنتاج في المكسيك وكولومبيا، يجعل الشرق الأوسط ثاني أكبر مورد للنفط إلى الولايات المتحدة بعد كندا.
أما السبب الآخر، بحسب بلومبرغ، فهو الأسعار، نظراً للتأثير الكبير لكميات النفط الخام الذي تصدره منطقة الشرق الأوسط على أسعار المشتقات النفطية في العالم وبالتالي في الولايات المتحدة. وفي هذا الإطار، تشير الوكالة الأميركية إلى أنّ سعر المشتقات النفطية ارتفع داخل الولايات المتحدة بعد ضربة أرامكو في أيلول/سبتمبر الماضي رغم أنّ الإمدادات لم تتأثر، فكيف إذا حصل اضطراب فعلي في الإمدادات النفطية أو انقطاع كلي. وإذ لا تستبعد بلومبرغ أن تؤثر عملية اغتيال الشهيد قاسم سليماني ورفاقه على إمدادات النفط في ظل المخاوف من أن يطال الرد مرافق نفط رئيسية في المنطقة، فإنّه تؤكّد أنّه ما من رئيس أميركي يريد خوض مغامرة من هذا القبيل في عام الانتخابات الرئاسية، بما في ذلك دونالد ترامب.
المصدر: قناة المنار
