وما قتلوه، بل رفعَهُ الله عزيزا.. بعدَ أن اَتَمَّ مناسكَ الجِهاد، ارتقى شهيدا..
طافَ بلادَ المستضعفين، وسعى بينَ جَبَهاتِ المقاومينَ، ورجَمَ كلَ صنوفِ الارهابِ والمستكبرينَ، ارتوى من زمزمِ الصَبرِ، وفَدى شعوباً بسِنِيِّ العمر، فكان جزيلَ البذلِ على طريقِ فِلَسطين ..
وما قتلوهُ، وهوَ المقاومُ الابدي، لهُ طيفٌ وحواريونَ، شَرِبوا من معينِ عُمْقِهِ الممتدِ من تلكَ الثورةِ العصيةِ على كلِ جَورِ السنين..
قاسمٌ لمحورِ شَرِّهِم، وسليمانيُّ القدسِ وقائدُ فَيلقِها، وبعد… لن ينالَ نَملُهُم من صلابةِ مِنسَأَتِه، وطوعُ يديهِ ملائكةٌ مجاهدون، وهُدهُدُهُ بِشارةُ نصرٍ تِلوَ نَصر، من بيادرِ الجَنوبِ اللبناني الى قِفارِ الشامِ العربي، المملوءَةِ عزاً والمرويةِ دماً حتى كانَ الفتح.. وفيما قَلبُهُ كانَ يلهَج دعاءً للاطفالِ اليمنيينَ، كانت يداهُ تَكُّدانِ دِفاعاً عن العراقيينَ، فكانَ قاهرَ الاميركيينَ في غزوتِهِمُ الاولى، والقاضي على اَذنابِهِمُ الداعشيينَ والرادعَ لابنائِهِمُ الاسرائيليينَ، والحاملَ وجَعِ اراملِ العراقِ وايتامِهِ وشبابِهِ وشُيوخِهِ وكلِ الوانِ طيفِه..
وحيثُ كانَ النصرُ، كان الجزاءُ شهادة، والصُحبةُ مهندسٌ محترفٌ لكلِ صُنوفِ الجهادِ والوفاء، المنتمي لامةٍ ما قَبِلَت ذُلاً امريكيا ولا صِهيونياً ولا تكفيرياً، فكانَ الحجي قاسم كما سماهُ العراقيونَ ومعهُ ابو مهدي المهندسُ لعزِ العراقِ واَهلِهِ، توأمَي قيادةٍ وجهادٍ وشهادة..
وكلُ شهاداتِ عارفيهِ اَنَ قِبلَةَ جهادهِ وفِكرهِ ونضالِه، فِلَسطينُ كلُ فِلَسطين، اليها وصلَها دمُهُ الطاهر، وسيَصِلُها اترابُهُ المجاهدون، يرونَهُ بعيداً ونراه قريبا، معَ فيضِ الدمِ الهادرِ من بغدادَ ملاحِقاً كُلَ المعتدين..
وعلى المجرمينَ ان يترقبوا انتقاماً شديداً كما أكدَ الامامُ السيد علي الخامنائي، وجدَّدَ المجلسُ الاعلى للامنِ القومي الايراني، فجريمةُ الاميركيينَ أكبرُ خطأٍ استراتيجيٍ لن ينجوا من عواقِبِها، قالَ المجلس، وعليهِ اتخذُ القرارُ المناسبِ بالردِ على اغتيالِ اللواءِ سليماني في الوقتِ والمكانِ المناسِبَين..
وبتوقيتِ الشهداءِ، والمعرفةِ بجهادِهِم ونِضالِهِم، وكثيرِ مخازنِ اسرارهم، يُطلُ الامينُ العامُّ لحزبِ الله سماحةُ السيد حسن نصر الله عندَ الثانيةِ والنصفِ من عصرِ الاحدِ معزيا ومبارِكاً ومؤكداً المُضِيَ على طريقِ الجهادِ حتى تحقيقِ كل ما كانَ يعمَلُ لاجلهِ سيدُ شهداءِ مِحورِ المقاومة قاسم سليماني والقائدُ الكبير ابو مهدي المهندس ورفاقُهُم من الشهداء..
المصدر: قناة المنار