افتتحت بلدية الطيبة الجنوبية، برعاية عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب الدكتور علي فياض، المهرجان القروي العاشر “عالطيبة لاقونا 2016” في الساحة العامة للبلدة، في حضور رئيس بلدية الطيبة عباس دياب وعدد من رجال دين، رؤساء بلديات، مخاتير، فاعليات، شخصيات ثقافية، اجتماعية، أدبية وحشد من الأهالي.
وبعد تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، ألقى فياض كلمة قال فيها: “إن هذا المهرجان يؤكد أهمية التراث والأصالة، وانشدادنا إلى إعادة إحياء معالم وأنشطة واهتمامات تنتمي إلى هويتنا وثقافتنا، وبالتالي نحن لا نريد للقرية أن تموت أمام غزو الحداثة، ولا للزراعة أن تتلاشى، ولا للرعيان أن يصبحوا في خبر كان، ولا للشكل العمراني أن يصبح غريبا ومشوها ومستوردا، ولا يعبر عن قيمنا وأرضنا وتراثنا”.
وشدد على أن “إيلاء هذا الموضوع أهمية خاصة في تفكيرنا المدني والعمراني وما نتحدث عنه ليس ترفا أو شيئا هامشيا، إنما هو في صميم تأصلنا لثقافتنا وتمسكنا بهويتنا وتقاليدنا، وهذا ما يحتم علينا المحافظة على قرانا وبيئتنا ومياهنا نظيفة ونقية وصحية وجميلة، وبالتالي فإن لبلدة الطيبة خصوصيتها وموقعها وقيمتها، مما يستدعي مقاربة نوعية في تنميتها والعمل البلدي فيها، ويجب أن يتعاون الجميع في سبيل إنجاح التجربة الجديدة للمجلس البلدي فيها”.
أضاف: “نحيي هذا الاحتفال في شهر آب الذي انتصرت فيه المقاومة انتصارها التاريخي على العدو الإسرائيلي في حرب تموز العام 2006، وبالتالي فإننا سنستهل مهرجاننا بمسيرة تقدير ووفاء وانتماء إلى شهدائنا الذين أدوا أدوارا بطولية ورائدة في مسيرة المقاومة، وصحيح أنهم غادرونا بأجسادهم، ولكن ذكراهم العطرة وملامحهم النورانية وآثارهم على مستوى هناءة العيش والأمن والاستقرار والكرامة حاضرة وظاهرة وتحدثنا دائما عنهم”.
وفي السياسة، قال: “لا يظنن أحد أن ما يجري في سوريا إنما يشغل المقاومة عن التربص بالعدو الإسرائيلي الذي لا يتركنا وشأننا ويغتنم أي فرصة أو التباس أو تهاون ليعتدي على سيادتنا، فالمقاومة حاضرة بجهوزيتها الكاملة والدائمة، وبمعادلة الردع والتوازن، وباستعداد أهلنا واحتضانهم لها كخيار لا تراجع عنه، وأما أولئك الذين لا يدرجون في حساباتهم وسياساتهم ومواقفهم أي اعتبار أو وجود للتهديد الإسرائيلي، فإن هذا ليس جديدا، وهو ابتلاء في السياسة اللبنانية والمعايير الوطنية اللبنانية.
وختم: “نؤمن أن التاريخ يسير لمصلحة محور المقاومة لبنانيا وإقليميا رغم تراكم التحديات والتهديدات، وبالتالي فليطبع المطبعون وليتآمر المتآمرون، وأما مقاومتنا وشعبنا فسيبقيان في الموقع الصحيح من التاريخ لمواجهة العدوانية الإسرائيلية، ومقاتلة الإرهاب التكفيري، والتمسك بوحدة مجتمعاتنا العربية، وبأمن واستقرار ووحدة وحرية وكرامة وطننا. ان معادلة الردع والتوازن قد أفلحت في حماية شعبنا وصون أمن القرى والبلدات، وفي تقييد حركة الإسرائيلي في الاستفادة من حقول النفط والغاز البحرية، وستفلح بإذن الله في مواجهة أي أخطار مستجدة ومستقبلية”.
ثم زار فياض والمشاركون روضة شهداء بلدة الطيبة، حيث قرأوا السورة المباركة الفاتحة لأرواح الشهداء، وأقيمت مسيرة تراثية جابت شوارع البلدة، شاركت فيها فرق كشفية ورياضية وخيول وجمال وعربات خيل وجرارات زراعية وغيرها، وأقيم معرض للمنتوجات التموينية والصناعات الحرفية.