بينَ الميثاقِ والمنطق، كانت مقاربةُ تكتلِ لبنانَ القوي للازمةِ الحكومية، وبلغةِ التسهيلِ للمهمةِ معَ رفضِ استغباءِ اللبنانيينَ من قبلِ بعضِ القيِّمينَ والمقدمينَ انفسَهم كنظيفي الكفِ والخالينَ من ايِ مسؤوليةٍ عمن هُم أساسُها منذُ ثلاثينَ عاماً، كانَ الموقفُ الواضحُ للوزير جبران باسيل : لن نشارك، ولا نمنعُ تشكيلَ الحكومة. اما الموقفُ القديمُ الذي جددَه باسيل ، فهو اِما حكومةُ اختصاصيينَ من رئيسِها الى كاملِ اعضائها، واِما حكومةٌ سياسيةٌ من رئيسِها الى كاملِ اعضائها. حكومةٌ فاعلةٌ وواضحة، تعملُ للانقاذ، تَحمي المقاومةَ وتحفظُ الميثاقية، حكومةٌ رئيسُها واعضاؤها من اصحابِ الكفاءةِ والجدارةِ والكفِّ النظيف، قادرةٌ على استعادةِ ثقةِ الناسِ وعلى معالجةِ الملفات، بحسبِ الوزير باسيل الذي خاطبَ المعنيينَ قائلاً: خذوا كلَّ مقاعدَنا ولكنْ اَعطُونا حكومةً تُنقذُ البلد..
لن نقبلَ لاحدٍ ان يركبَ موجةَ الانتفاضةِ لضربِ الميثاقيةِ والشراكةِ الاسلامية – المسيحية قال الوزيرُ باسيل، الذي رأى انَ الرئيسَ سعد الحريري يحاولُ طرحَ معادلةِ انهُ بقوةِ الميثاقيةِ يترأسُ الحكومةَ ويُلغي الاخرين.. قال التيارُ الوطنيُ الحر موقفَه، ووضعَ التشكيلَ الحكوميَ عندَ مفترقٍ جديد، فيما المتربصون بالبلادِ من قوىً خارجيةٍ وادواتِها الاقتصاديةِ ماضونَ في سياسةِ الاستنزاف.. فالالعابُ باتت مكشوفة، والاهدافُ باتت معروفة، وما كانَ بالامسِ اشاراتٍ بعيدة، اصبحَ اليومَ حقيقةً ممهورةً بوقاحةِ الاميركي والبنكِ الدولي على استباحةِ ما تبقى من ماليةِ الدولةِ اللبنانيةِ وتقييدِ مستقبلِها بالتوترِ وفرضِ المغامرات..
سيلٌ من التصنيفاتِ الائتمانيةِ المسيّسةِ غزَا لبنانَ اليوم، وليسَ صُدفةً ان يكونَ بُعَيدَ مؤتمر باريس، وايضاً بُعيدَ التحريضِ الذي مارسَه وزيرُ الخارجيةِ الاميركيةِ مايك بومبيو وزعمِه انَ خشبةَ خلاصِ اللبنانيينَ بيدِ ادارتِه .. وكيفَ يكونُ الخلاصُ على يدِ واشنطن وهي التي تحملُ سكيناً غليظةً على رقبةِ الاقتصادِ اللبناني منذُ سنواتٍ طويلةٍ وتتورطُ بنزفِ ماليتِه وتجفيفِ سيولتِه حتى اخرِ دولار، بالتواطؤِ والتضامنِ معَ لاعبينَ داخليين ، وجهاتٍ سعت لتسريعِ الخرابِ معَ ضمانِ مصالحِها واموالِها… وللتذكير، فانَ الحديثَ في صالحِ البلادِ والعبادِ سيكونُ معَ الامينِ العامّ لحزب الله السيد حسن نصر الله عندَ الخامسةِ والنصفِ من مساءِ الغد..
المصدر: قناة المنار