لا يوازي المشاوراتِ الحكوميةِ صعوبةً، سوى مفاوضاتِ الدولةِ مع اصحابِ كارتيلاتِ النِفطِ، الممسكينَ بِعَصَبِ الحياةِ الاقتصادية، بقراراتٍ من الحكوماتِ المتعاقبة..
كارتيلاتٌ طوقت وزيرةَ الطاقة ندى البستاني المستمرة بطاقتِها الايجابيةِ نحوَ تحقيقِ ما امكنَ من مصلحةِ الوطنِ والمواطن.. فيما هُم انفُسُهُم كارتيلاتٌ وشركاتٌ وسياسيونَ لا يريدونَ سوى الاستثمارِ حتى في هذهِ الظروفِ التي تلامِسُ فيها البلادُ حدَ الاحتضار، وبعضُ هؤلاءِ من نَصَّبَ نفسَهُ مرشِدا روحياً للمتظاهرينَ، او مَن يقودُهُم على سبيلِ الوُصولِ الى مبتغاه، فيما المتظاهرونَ الذين باتوا شوارعَ وتظاهراتٍ، معنيونَ اليومَ بالوقوفِ امامَ هذا المفترقِ الخطير، حيثُ تقودُ وزيرةٌ محاولةً جِدِيةً للسيرِ خُطُواتٍ اولى على طريقِ اصلاح، لا يرَونَها باعيُنِهِمُ التي باتَ بعضُها مُصاباً بعمى اَلوان السياسيين..
عُطِّلَتْ مناقصةُ اليومِ التي كانت مقررةً لاستيرادِ البَنزينِ عبرَ الدولةِ بقراراتٍ من حيتانِ المالِ السياسيينَ مُنهم او المدعومينَ من سياسيينَ، فأَجَّلتِ الوزيرةُ المناقصةَ الى الاثنينِ المقبل رغمَ تقدُمِ شركتينِ، اِفساحاً في المجالِ امامَ شركاتٍ اخرى، وتأميناً للشفافيةِ ضمنَ أداءٍ وِزاريٍ جديد..
في المشاوراتِ الحكوميةِ لا نتائجَ جديدةً الى الآن، على الرغمِ من تواصلِ المشاوَراتِ التي يقومُ بها سميرُ الخطيب الاسمُ المطروحُ لرئاسةِ الحكومةِ العتيدة، والذي وصلَ الى مرحلةِ البحثِ حولَ نوعيةِ الاسماءِ السياسيةِ في الحكومة، كما اسماءِ الاختصاصيين. وهوَ ما كانَ خلالَ لقائهِ بالوزير جبران باسيل، ثُمَ المعاونِ السياسي للامينِ العامِّ لحزبِ الله الحاج حسين الخليل والوزير علي حسن خليل بالامس، فالرئيس سعد الحريري قبلَ قليل.. على اَن تكونَ الساعاتُ المقبلةُ كفيلةً بتظهيرِ مصيرِ المشاورات، واذا ما باتَ البعضُ قادراً على الاستقرارِ في الموقفِ والاَداءِ، بعدَ طولِ تقلبٍ وانكار..
المصدر: قناة المنار