صرحت شركة “دايملر” بأنها ستخفض أكثر من عشرة آلاف وظيفة خلال العامين المقبلين، حيث سيضيف مالك مرسيدس كارثة أخرى إلى سلسلة مدمرة من فقدان الوظائف في صناعة السيارات الألمانية.
وفي تقريره بصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، قال الكاتب جو ميلر إن تكلفة الاستثمار في السيارات الكهربائية والضغط الناجم عن انخفاض المبيعات والأرباح تحثّ على إصلاح شامل للقطاع بأكمله، حيث أُعلن عن فقدان 50 ألف وظيفة هذا العام حتى الآن.
وكانت الشركات الألمانية هي الأشد تضررا، إذ أعلنت شركة كونتيننتال لقطع غيار السيارات في شهر سبتمبر/أيلول الماضي أن 20 ألف وظيفة معرضة للخطر، بينما أعلنت شركة أودي عن تخفيضات قدرها عشرة آلاف وظيفة هذا الأسبوع.
ونقل الكاتب عن عضو مجلس إدارة الموارد البشرية في شركة “دايملر” ويلفريد بورث أن تخفيض الوظائف سيصل إلى “عدد منخفض متكون من خمسة أرقام”، لكنه رفض الكشف عن تقدير دقيق. وأضافت الشركة أن صناعة السيارات تشهد أكبر تحول في تاريخها.
وأوضح الكاتب أن دايملر كانت قد أعلنت بالفعل عن استبعاد عُشر المديرين لأنها تسعى إلى توفير 1.4 مليار يورو من تكاليف الموظفين، لكنها الآن ستتخلى عن خدمات الآلاف من الموظفين الإداريين كذلك، لكي تصل الخسائر الإجمالية إلى أكثر من عشرة آلاف موظف دولي.
في الوقت الذي يعاني فيه أكبر اقتصاد في أوروبا من تباطؤ في قطاع السيارات المهيمن، أعلنت الحكومة الألمانية الجمعة الماضي عن إستراتيجية صناعية جديدة، تشمل تدابير لحماية التكنولوجيات الرئيسية من عمليات الاستحواذ الأجنبية.
كما سبق أن حذرت الرابطة الألمانية لصناعة السيارات من أن 70 ألف وظيفة ستكون في خطر في جميع أنحاء البلاد خلال السنوات القليلة المقبلة، حيث تتصارع الشركات مع قرار الابتعاد عن إنتاج سيارات ذات محركات الاحتراق.
وأوضح الكاتب أن شركتي “بي إس آي” الفرنسية و”فيات كرايسلر” الإيطالية تعملان على الاندماج لزيادة استثماراتهما في مجال الكهرباء، في حين قامت فولكس فاغن وفورد بتجميع بعض موارد التطوير.
وإذا فشلت دايملر في تحقيق مقدار 100 غرام من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر بحلول عام 2021 على مستوى الأسطول كاملا، فقد تواجه غرامات تصل إلى مليار يورو من بروكسل.
يُذكر أن تكاليف الموظفين في شركة مرسيدس وحدها تُقدّر بحوالي 13 مليار يورو سنويا.
وقالت دايملر إنها ستقلل من عدد موظفيها بطريقة مسؤولة اجتماعيا، وستستخدم التقلبات الطبيعية لاستبعاد الوظائف التي أصبحت شاغرة، وأورد أن شركة صناعة السيارات، التي توظف 130 ألف شخص بشكل مباشر في ألمانيا، تؤكد أن الخروج الطوعي من الوظيفة سيُقدَّم أيضًا لمن يشارفون على التقاعد.
وقالت الشركة إنها ستسعى لتحقيق مزيد من المدخرات من خلال تقديم خيار تخفيض ساعات العمل الأسبوعية لقوتها العاملة الحالية.
المصدر: فايننشال تايمز