تبرعت كارتيلاتُ النِفطِ بايجاد أزمة البنزين، والشرارةُ بعُهدَةِ السياسيينَ والمصرفيين، فاشعَلوا الوطنَ زحمةً ونِقمَة..
والمفارقةُ الا نقصَ في مادةِ البنزين، بل شُحٌّ بالدولار والضميرِ لدى البعضِ الذي لم يشبَع من نهب الثرَواتِ والصفَقات، ويريدُ ان يتاجرَ باعصابِ الناسِ لمواجهةِ مشروعٍ تُعِدُهُ وزيرةُ الطاقة قد يَسحَبُ من بعضِ المحتكرينَ اوراقَهُم، ويُضَيِّعُ على بعضِ السياسيينَ المرتزقينَ منهُم جَعالَتَهُم..
انه الوطنُ العالقُ بينَ حِيتانِ المالِ ومراهقي السياسة، الذين يُتقنونَ كلَ فنونِ البلطجةِ السياسيةِ والاقتصاديةِ والمالية، ويُجيدونَ الرقصَ على اشلاءِ ضحاياهم..
وكلما سُحِبَت اوراقُهُم سكبوا عليها البنزينَ واوراقَ الدولارِ والقمحَ والطحين، وكلُها قابلةٌ للحل بايعازٍ خارجيٍ يوصِلُ ادواتِهِ الداخليةَ الى حيثُ يُريد..
ما ارادهُ رئيسُ الجمهورية العماد ميشال عون من لقاءِ بعبدا المالي، بعضَ تعويضٍ عن الغيابِ الحكومي، فالاستقالةُ الحكوميةُ ليست من المنصِبِ الذي لم يَغِب عن بالِ شاغليه، بل من المسؤولياتِ الوطنيةِ الملزَمينَ باَدائِها، وحتى خلالَ تصريفِ الاعمال، فيما هدفُهُم على ما يبدو مفاقمةُ الازمةِ للتحكمِ باوراقِ المفاوضات..
وبالعودة الى بعبدا واجتماعِها المالي الذي حضرهُ وزراءُ معنيونَ ومصرفيونَ وغابَ عنه المعنيُ الاول، رئيسُ حكومةِ تصريف الاعمال سعد الحريري، فاِنَ خُلاصةَ النقاشِ تكليفُ حاكمِ مَصرفِ لبنان اتخاذَ التدابيرِ الموقتةِ اللازمة..
والنتيجةُ التي توصَلَ اليها الجميع، أنَ البلدَ بحاجةٍ ماسةٍ إلى حكومةٍ تُنفِذُ خطةً ماليةً نقديةً واقتصاديةً فورية، للخروجِ من هذا الواقعِ المتدهور.. والحكومةُ هذه لا زالت حبيسةَ مزاجيةِ البعضِ وتقلباتِهِ الذي لا زالَ يُراهنُ على الوقت..
وعلى المقلَبِ العراقي، وضعَ رئيسُ الحكومة عادل عبد المهدي استقالتَهُ بعهدةِ البرلمان، بعدَ انفلاتِ الامورِ في الشارع وتحكم المدسوسين والمرتهنين لمشاريعَ مشبوهة، والخاسرُ الاكبرُ العراقُ دولةً وشعباً ومؤسساتٌ هيَ محلُ تربُصِ جهاتٍ خارجيةٍ كما حذرت المرجعيةُ الدينية..
المصدر: قناة المنار