تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 27-11-2019 في بيروت العديد من الملفات المحلية والإقليمية، كان أبرزها تطورات المشهد الحكومي، في ظل غموض متجدد في موقف رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، على وقع التوترات الشعبية في أكثر من منطقة..
الأخبار
فلتان أمني… ومجموعات من الحراك ترفض قطع الطرقات: هل «يحرق» الحريري الخطيب؟
تناولت جريدة الأخبار الشأن الداخلي وكتبت تقول “حتى الآن، يبدو أن كل الإشارات تصبّ في إطار تسمية سمير الخطيب لتشكيل الحكومة. لكن، إلى حين بدء الاستشارات النيابية الجمعة أو السبت، لا ثقة من 8 آذار بالموقف الحريري. سبق أن جربوه، عندما طرح اسمي محمد الصفدي وبهيج طبارة، ثم تراجع عنهما «في الشارع».
على وقع التوترات الشعبية، التي نجح مفعولها في تشتيت الانتباه عن المطالب المحقة للمنتفضين منذ 45 يوماً، انتهت فترة السماح التي أعطاها رئيس الجمهورية للرئيس سعد الحريري ليحدد خياره. بعد بيان الأخير الذي حسم فيه مسألة رفضه تشكيل الحكومة، وتمسكه بقاعدة «ليس أنا، بل أحد آخر»، لم يعد من داع لانتظاره أكثر. لذلك، سرعان ما بدأت دوائر بعبدا التحضير لإجراء الاستشارات النيابية الملزمة. كان يفترض أن يكون الموعد الخميس (غداً)، إلا أن التشاور مع الكتل النيابية أفضى إلى تأجيلها ما بين 24 و48 ساعة، أي إلى الجمعة أو السبت. إذ أن الكتل ليست كلها جاهزة، وعدداً من النواب لا يزال خارج البلاد، أضف إلى ذلك وجود تعديلات في أسماء أعضاء الكتل وأسماء النواب المستقلين. كما أن معظم الكتل لم تحسم اسم مرشحها لرئاسة الحكومة، في انتظار تبلور الأمور أكثر.
لكن، بحسب مصادر بعبدا، فإن هذه المهلة لن تذهب سدى، وستكون مناسبة لمزيد من التشاور في شأن المرحلة المقبلة. لا اسم محسوماً بعد، لكن من الأسماء التي طرحت خلال اليومين الماضيين، يبدو أن اسم المدير العام لشركة «خطيب وعلمي» سمير الخطيب هو الأكثر ترجيحاً، بعدما تبيّن أن لا فيتو من أحد على اسمه. فهو على علاقة «مميزة» مع الحريري الذي سمّاه، كما أن اسمه مقبول من قوى 8 آذار، وهناك قبول دولي به، لا سيما من السعودية. لكن مع ذلك، ثمة في 8 آذار من يرى أنه لا يمكن التسليم بموقف ثابت للحريري، إلى حين إجراء الاستشارات. فهؤلاء لديهم تجربة مع الحريري الذي سبق أن طرح اسمي محمد الصفدي ثم بهيج طبارة، بعد أن التقاهما وأبلغهما أنه سيسمّيهما لرئاسة الحكومة، ثم قام هو نفسه بحرق اسميهما عبر الشارع. لذلك، تخشى قوى 8 آذار من تكرار الأمر نفسه مع الخطيب. وما زاد الخشية من هكذا سيناريو هو البيان الذي صدر مساء عن المكتب الإعلامي للحريري. وجاء فيه: «مع احترامه لجميع الأسماء المطروحة، إن خيار الرئيس الحريري سيتحدد مع الدعوة للاستشارات النيابية الملزمة ويعلن في بيان صادر عنه، وما عدا ذلك لا يتعدى محاولات سئمها اللبنانيون لإحراق أسماء أو الترويج لأخرى». كذلك كان لافتاً ما قاله مستشار الحريري الوزير السابق غطاس خوري، لناحية اعتباره أن «قرار المشاركة في الاستشارات يقرر لاحقاً».
وكان الرئيس نبيه بري قد أشار، تعليقاً على الاسم الذي سيكلّف تشكيل الحكومة، إلى أن «لا اتفاق نهائياً حتى الآن، وكان هناك قبول ببعض الاسماء تقابله محاولات لاحراقها كما حصل مع الوزير السابق محمد الصفدي». أما بشأن طبارة، فعلمت «الأخبار» أنه أبلغ بري «ظهر يوم أمس أنه سيعتذر عن التكليف».
وكرّر بري، أمام زواره، كلامه بشأن «عدم تمسّكه بأشخاص وإنما بمصلحة البلد». واعتبر أنه في حال تمت الدعوة الى الإستشارات «فلن يطول وقت التأليف». وأعاد التأكيد أمام زواره أنه «من غير الوارد القبول بحكومة تكنوقراط خالصة، وإنما ستكون هناك حكومة تكنوسياسية»، معتبراً أن المهم هو «برنامج الحكومة، لانها ستكون حكومة انقاذية للوضع النقدي والإقتصادي». وأشار إلى أن «الانفراج سيبدأ عندما تأخذ الثقة». وعن الدعوة للإستشارات النيابية، قال «من المفترض أن يُصار الى الإتصال بدوائر المجلس النيابي لطلب لائحة حول الكتل النيابية والنواب المستقلين لوضع جدول وهذا ما لم يحصل حتى الان».
أما الحريري، فكان حمّل في بيانه مسؤولية التأخير في تشكيل الحكومة إلى قوى 8 آذار من دون أن يسميها. وقال «عندما أُعلن عن استقالة الحكومة تجاوبا مع الناس ولفتح المجال للحلول، أجد من يصر أني استقلت لأسباب مجهولة. وعندما يصر الناس على محاسبة من في السلطة اليوم، وأنا منهم، وتغيير التركيبة الحكومية، وأنا على رأسها، أو بالحد الأدنى تحسين أدائها ومراقبته، يجدون من لا يريد إلا التصويب على من كانوا في السلطة قبل ثلاثين عاما. وعندما أعلن للملأ، في السر وفي العلن، أنني لا أرى حلا للخروج من الأزمة الإقتصادية الحادة إلا بحكومة اخصائيين، وأرشح من أراه مناسبا لتشكيلها، ثم أتبنى الترشيح تلو الآخر لمن من شأنه تشكيل حكومة تكنو – سياسية، أواجه بأنني أتصرف على قاعدة «أنا أو لا أحد» ثم على قاعدة «أنا ولا أحد»، علماً أن كل اللبنانيين يعرفون من صاحب هذا الشعار قولاً وممارسة». أضاف: «أسوأ الإنكار هو أن من يعرفون كل هذه الوقائع ما زالوا يتحججون تجاه الرأي العام بأنهم ينتظرون قرارا من «سعد الحريري المتردد» لتحميلي، زورا وبهتانا، مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة الجديدة (…) وإزاء هذه الممارسات العديمة المسؤولية، والعديد من الأمثلة الأخرى التي لا مجال لتفصيلها اليوم، أعلن للبنانيات واللبنانيين، أنني متمسك بقاعدة «ليس أنا، بل أحد آخر» لتشكيل حكومة تحاكي طموحات الشباب والشابات والحضور المميز للمرأة اللبنانية التي تصدرت الصفوف في كل الساحات لتؤكد جدارة النساء في قيادة العمل السياسي وتعالج الأزمة في الاستشارات النيابية الملزمة التي يفرضها الدستور وينتظرها اللبنانيون ويطالبون بها منذ استقالة الحكومة الحالية».
اللواء
الحريري يدفع الكُرة إلى بعبدا.. وحزب الله متمسِّك بترشيحه لحكومة من 24
الحَراك لإقتلاع التيار من بكفيا وطرابلس.. وغُبار الحرب بين الشياح وعين الرمانة
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “أخطر ما في المشهد ليل أمس، الاحتكاكات والهتافات والسيارات والدراجات الجوالة، التي انتقلت من بعبدا إلى «خطوط التماس» في الحرب الأهلية، وصولاً إلى بكفيا، حيث تمكن مناصرو حزب الكتائب اللبنانية، الحاضرة بقوة في الحراك على الأرض، لا سيما في جل الديب، من منع مناصري التيار الوطني الحر، الذين تحركوا بسياراتهم رافعين شعارات تتهم الرئيس الأعلى للكتائب الرئيس أمين الجميل «بالفساد» رداً على الشعارات التي أطلقت امام قصر بعبدا بوجه الرئيس ميشال عون وتياره، الأمر الذي دفع بالجيش اللبناني إلى إرسال عناصر كبيرة إلى هناك، بينها فوج المغاوير، الذي فك الاشتباك بين مناصري الطرفين، ودارت مواجهة بالعصي والحجارة، في محاولة لإخراج سيّارات الوطني المحاصرة، والتي نجت من التحطيم.
ووقع الاشكال، بعد هتافات من مناصري التيار الوطني الحر «كلن يعني كلن وأمين واحد منن»، وتردد أن امرأة اصيبت برأسها.. وفي الشياح – عين الرمانة، جرى تراشق بالحجارة والسباب بين عناصر قيل انها تابعة لحركة أمل وحزب الله، وأخرى تابعة لحزبي «القوات اللبنانية» و«الكتائب» ما لبث ان توقف بعد تدخل الجيش اللبناني. ووقع اشكال في شارع الجميزات في طرابلس، وتدخل الجيش لتطويق الحادث.
الاستشارات الملزمة
ومع ذلك، تتحضر دوائر القصر الجمهوري لتحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية ميشال عون لتسمية شخصية لتشكيل الحكومة، وجرت اتصالات مع عدد من النواب الموجودين خارج لبنان لتأمين حضورهم للمشاركة في الاستشارات، بينما استمرت الاتصالات بين المعنيين من اجل التوافق على اسم من الاسماء التي اقترحها الرئيس سعد الحريري بعد اعلان اعتذاره عن قبول التكليف.
وعلم ان من بين الاسماء المطروحة الوزيرة ريا الحسن، ورئيس مجلس ادارة شركة الخطيب وعلمي سمير الخطيب. بعد اعتذار الوزير السابق بهيج طبارة، فيما استبعدت مصادر متابعة للاتصالات اسم الوزيرة السابقة ليلى الصلح والنائب سمير الجسر.
ورجحت المصادر تحديد موعد الاستشارات قبل نهاية الاسبوع، وعلى ابعد تقدير يوم السبت اذا حصل التوافق مع الحريري على اسم الشخصية التي يرسي عليها التكليف. واذا لم يحصل التوافق ستجري الاستشارات وفق الآلية الدستورية العادية وستحدد الكتل النيابية اسم الشخصية الاوفر حظا عبر اجتماعات واتصالات بدأت من ليل امس.
وعلمت «اللواء» ان الصيغة التي سبق واقترحت، قبل أيام، وكشفت «اللواء» النقاب عنها في حينها، وتقضي بـ:
1- تمسك حزب الله والثنائي الشيعي برئاسة الرئيس سعد الحريري لأية حكومة جديدة.
2- الحكومة التي جرى التفاوض عليها، تتألف من 24 وزيراً.
3- 20 من هؤلاء من الاخصائيين، كما يطالب الرئيس الحريري.
4- الـ4 الباقون يمثلون القوى السياسية، ولكن من الصف الثاني، ولا يرتبطون مباشرة بمهام في الجهات الحزبية التي توفّر الغطاء لهم.
5- المعلومات تتحدث عن لقاء خلال 48 ساعة بين الرئيس الحريري ووزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل.
وكان الرئيس الحريري، وحسماً للجدل، أعلن في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، «انني متمسك بقاعدة ليس أنا، بل أحد آخر». وقال: «كلي أمل، وثقة، أنه بعد اعلان قراري هذا، الصريح والقاطع، أن فخامة رئيس الجمهورية، المؤتمن على الدستور وعلى مصير البلاد وأمان أهلها، سيبادر فورا إلى الدعوة للاستشارات النيابية الملزمة، لتكليف رئيس جديد بتشكيل حكومة جديدة، متمنيا لمن سيتم اختياره التوفيق الكامل في مهمته». ولم يخل بيان الرئيس الحريري من كشف حساب مع شريكه في التسوية الرئاسية، قبل ثلاث سنوات. وأكد: عندما أعلن عن استقالة الحكومة تجاوبا مع الناس ولفتح المجال للحلول، أجد من يصر أني استقلت لأسباب مجهولة.
وعندما يصر الناس على محاسبة من في السلطة اليوم، وأنا منهم، وتغيير التركيبة الحكومية، وأنا على رأسها، أو بالحد الأدنى تحسين أدائها ومراقبته، يجدون من لا يريد إلا التصويب على من كانوا في السلطة قبل ثلاثين عاما.
وعندما أعلن للملأ، في السر وفي العلن، أنني لا أرى حلا للخروج من الأزمة الإقتصادية الحادة إلا بحكومة اخصائيين، وأرشح من أراه مناسبا لتشكيلها، ثم أتبنى الترشيح تلو الآخر لمن من شأنه تشكيل حكومة تكنو-سياسية، أواجه بأنني أتصرف على قاعدة «أنا أو لا أحد» ثم على قاعدة «أنا ولا أحد». علما ان كل اللبنانيين يعرفون من صاحب هذا الشعار قولا وممارسة.
وأسوأ الإنكار هو ان من يعرفون كل هذه الوقائع ما زالوا يتحججون تجاه الرأي العام بأنهم ينتظرون قرارا من «سعد الحريري المتردد» لتحميلي، زورا وبهتانا، مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة الجديدة.
ونفى مكتب الحريري ان تكون الأسماء المرشحة لرئاسة الحكومة من اقتراحاته، وأكد أنه «مع احترامه لجميع الأسماء المطروحة، أن خيار الرئيس الحريري سيتحدد مع الدعوة للاستشارات النيابية الملزمة ويعلن في بيان صادر عنه، وما عدا ذلك لا يتعدى محاولات سئمها اللبنانيون لإحراق أسماء أو الترويج لأخرى».
وإذا كانت أوساط «حزب الله» لم تر موقف الرئيس الحريري بأنه الأخير، لا سيما بعد سقوط أسماء طرحت مثل سمير الخطيب (أحد أصحاب شركة خطيب وعلمي للمقاولات) ووزيرة الداخلية في الحكومة المستقيلة ريّا الحسن، فإن محطة الـO.T.V الناطقة بلسان التيار الوطني الحر، غمزت من قناة الرئيس الحريري، فقالت أنه بعدما ادرك صعوبة عودته إلى رئاسة الحكومة في ظل ما يطرحه من شروط تعجيزية ومستعصية ومستفزة للقوى البرلمانية، ونظراً إلى دقة المرحلة المقبلة اقتصادياً ومالياً وشعبياً.
وسط ذلك، واصل الرئيس عون لقاءاته الديبلوماسية لعرض الاوضاع الراهنة وتطوراتها، فاستقبل قبل ظهر أمس في قصر بعبدا، سفير روسيا لدى لبنان الكسندر زاسبكين في حضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، واجرى معه جولة افق تناولت المستجدات المحلية والاقليمية.
واوضح السفير زاسبكين بعد اللقاء انه نقل الى رئيس الجمهورية موقف القيادة الروسية من التطورات في لبنان، مؤكدا وقوف موسكو الى جانب الدولة اللبنانية ودعمها لها في مواجهة التطورات الراهنة. واشار الى ان البحث تطرق الى العلاقات الثنائية بين البلدين والتي مضى 75 عاما على قيامها، لاسيما لجهة تطويرها في المجالات كافة. واكد السفير زاسبكين ان التعاون بين روسيا ولبنان قائم وسيشهد المزيد انطلاقا من علاقات الصداقة بين البلدين والشعبين الروسي واللبناني، مشيرا الى ان بلاده لن تتردد في التجاوب مع ما يطلبه لبنان في هذا الظرف الدقيق الذي يجتازه، وقال: «موسكو كانت الى جانب لبنان وستبقى».
وأشارت مصادر مطلعة إلى ان «عدد وزراء الذين يحملون الصفة في الحكومة التي يجري التحضير لها السياسية في الحكومة العتيدة لن يتجاوز الخمسة، وبقية الوزراء تكنوقراط»، واوضحت ان «موعد الاستشارات الذي حدد الخميس قابل للتعديل، لا سيما ان هناك سلسلة اتصالات تجري مع الكتل النيابية من اجل حضورها في الوقت الذي يسجل فيه غياب نواب لدواعي السفر»، لكن المصادر قالت ان «هذه الإتصالات تتركز على الاسم». مشيرة الى أنه «لا يمكن الخروج حتى الآن عن رغبة الرئيس الحريري في موضوع الأسماء». وتحدثت عن ان «الموعد للاستشارات غير محسوم بعد اذا كان الجمعة او السبت المقبلين»، ويتردد ان انعدام التوافق على اسم هو من دفع الى التأجيل في الموعد مع العلم ان الحديث عن الاستشارات يشكل حضا للنواب في موضوع التسمية.
ونقل زوار عين التينة عن رئيس مجلس النواب نبيه بري استغرابه لما سماه خطة حرق أسماء المرشحين السنة المحتملين. وقال بري بحسب ما نقل زواره: «الآن هناك محاولة إحراق لسمير الخطيب بعد إحراق محمد الصفدي وبهيج طباره ونواف سلام ورؤساء لجنة الرقابة على المصارف».
وأكد استعداد المجلس للاستشارات الملزمة ما ان يحدد موعدها ورفض أي شكل من أشكال الـcapitol control، وقال إنه «لا ينام وعيونه تدمع لرؤية مآسي الناس». ونقل عن الوزير السابق طبارة قوله: اعتذرت لأني لمست ان الامور لن تمشي كما اريد. ورفض طبارة الخوض في تفاصيل التصور الذي يقترحه مكتفيا بالقول: هناك اسماء اخرى يجري البحث بها بينها اسم سيدة وسمير الخطيب. لذلك ليجربوا غيري.
وكان المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى إلى «المطلوب الاحتكام إلى الدستور، والاستجابة لمطالب الشعب المشروعة، ويكون ذلك بداية وفورا بالدعوة لإجراء الاستشارات النيابية الملزمة، لتسمية رئيس الحكومة المكلف بتشكيلها بحسب نص الدستور».
وسط هذه الأجواء غير الواضحة حول مسار التأليف فإن مصادر سياسية مطلعة عن كثب عن الحراك الدولي الجاري بشأن الأزمة في لبنان ما تكشف عن وجود خلاف بين واشنطن وباريس حول نوعية الحكومة الجديدة، ويقابل ذلك ايضا خلاف اميركي- روسي حول دور ووجود حزب الله في الحكومة، حيث سأل المسؤولون الروس نظراءهم الأميركيين ما إذا كان استبعاد حزب الله عن الحكومة ينهي الدور الإيراني في لبنان والمنطقة.
وجزمت المصادر بأن طبخة التأليف لم تنضج بعد وهي ما تزال تحتاج إلى بعض الوقت، الا إذا ذهبت الأمور باتجاه حكومة مواجهة وهو قرار لم يتخذ بعد إلى الآن وقالت: اننا امام مأزق حقيقي فلا الانتفاضة قادرة على التحوّل إلى مشروع حكم، ولا الحكم قادر على تلبية مطالب الحراك وهو ما يضعنا امام حائط مسدود.
واعتبر خبراء في مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في بيان الثلاثاء أن «قوات الأمن تقاعست عن التدخل لحماية المتظاهرين السلميين واعتقال مرتكبيها»، غداة دعوة مجلس الأمن الدولي في بيان إلى الحفاظ على «الطابع السلمي للاحتجاجات». وحذرت منظمة العفو الدولية بدورها من أن هجمات اليومين الأخيرين «المنسقة على الأرجح يمكن ان تؤشر الى تصعيد خطير»، داعية السلطات إلى «حماية المتظاهرين والتمسك بحقهم في التظاهر السلمي».
وحذّر وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال جميل جبق من النقص الحاصل في المعدات الطبية المستوردة من الخارج، مطالباً مصرف لبنان بالتدخل لتوفير المبالغ الضرورية اللازمة بالدولار لتسهيل عملية الاستيراد. وقال «نعاني من نقص كبير في المعدات والمستلزمات الطبية، وإذا استمر هذا الوضع قد نصل إلى وضع خطير». ودعت الهيئات الاقتصادية إلى اقفال تام لكافة المؤسسات الخاصة في لبنان خلال الأيام الثلاثة المقبلة لـ»الضغط لتأليف حكومة»، محذرة من أن «آلاف المؤسسات باتت مهددة بالاقفال وعشرات آلاف الموظفين والعمال مهددون بفقدان وظائفهم». وأعلنت نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في بيان الإثنين أن «265 مؤسسة من المؤسسات التي تتعاطى الطعام والشراب أقفلت أبوابها نهائياً خلال شهرين».
الوضع الميداني
ميدانياً، انطلقت مواكب سيّارة لمناصري «التيار الوطني الحر» من ميرنا الشالوحي باتجاه انطلياس، رافعين الإعلام اللبنانية واعلام «التيار» باتجاه بكفيا للتظاهر امام منزل الرئيس الجميل، وقطع أهالي بكفيا ومناصرو حزب الكتائب الطريق قرب تمثال بيار الجميل عند مدخل بكفيا، لمنع المواكب من الدخول إلى البلدة، طالبين منها سلوك طريق ضهر الصوان- بعبدات، وعلى الأثر، حصل اشكال بين المواكب وشباب المنطقة، الذين تجمعوا لمنع مرور الموكب إلى داخل البلدة.
وفيما أفيد ان الموكب عاد وتوجه الي بلدة بعبدات بعدما منعه الجيش من الدخول إلى بكفيا، ان موكب «التيار» ما زال متوقفا عند مدخل بكفيا، بعدما منعه أهالي المنطقة ومناصرو حزب الكتائب من دخول البلدة. كما منعوهم من اكمال طريقهم باتجاه بعبدات، بعد حصول اشكال بين الطرفين، ما لبث ان عالجه الجيش اللبناني.
وعند تقاطع الشياح- عين الرمانة، وقعت مناوشات بالحجارة بين شبان من شارع أسعد الأسعد وشبان من سكان عين الرمانة على خلفية توزيع رسالة نصية عبر تطبيق «الواتسآب» قديم سرعان ما تدخل الجيش مغلقاً جميع المنافذ إلى عين الرمانة معيدا الهدوء إلى المنطقة.
وفي طرابلس، تأزم الوضع في الشمال على خلفية توجه أشخاص إلى مركز التيار الوطني الحر لاقفاله. ووزعت قيادة الجيش- مديرية التوجيه بياناً حول الحادثة جاء فيه: «اثر قيام عدد من الأشخاص بالاعتداء على أحد المكاتب الحزبية واحد فروع المصارف، أوقفت دورية من الجيش في منطقة الجميزات- طرابلس 4 أشخاص، وقد عمد أحد الشبان إلى إلقاء قنبلة يدوية على عناصر الجيش من دون ان تنفجر، كما اصيب جندي جرّاء رشقة بالحجارة من قبل أحد المتظاهرة وتم ضبط دراجتين ناريتين، بوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص.
البناء
أحداث أمنيّة متنقلة من بيروت إلى المتن وطرابلس… والجيش يلوّح بيد من حديد
الحريري يعلن العزوف… ويسمّي لرئاسة الحكومة وينسحب… ويبشّر بإمرأة!
بعبدا للاستشارات قبل نهاية الأسبوع… والفرصة متاحة اليوم لمرشّح توافقي
صحيفة البناء كتبت تقول “فاق قلق اللبنانيين على أمنهم خوفهم من الانهيار الاقتصادي والمالي، مع الأحداث المتنقلة التي عرفتها مناطق الشياح وعين الرمانة من جهة، وبعبدا وبكفيا من جهة موازية، ووصلت إلى طرابلس في محاولات لاقتحام مكتب التيار الوطني الحر من جهة ثالثة. وبدت موجات التصعيد المسائية كردّ على ما خرج به أول اجتماع لقيادة الجيش وقادة الأجهزة الأمنية منذ بدء الأحداث الأمنية التي شهدتها شوارع لبنان، وفي حصيلة الاجتماع تحدثت مصادر عسكرية عن قرار الضرب بيد من حديد، لأن مخاطر تحول استخدام الشارع للتعبير السياسي إلى مشاريع فتن طائفية كانت ظاهرة وداهمة ولا تزال، ولأن وجود جهات خارجية ترغب باستغلال أي فرص للفوضى لتحويل لبنان كله إلى منصة لإيصال الرسائل بين القوى المتصارعة على مساحة المنطقة لا يحتاج إلى دليل أو إثبات، ولأن كثافة وجود النازحين السوريين ومخاطر تسلل تشكيلات إرهابية بين صفوفهم، لا تزال كبيرة. وقالت المصادر العسكرية إن القرار قد اتخذ وإنه هذه المرة خلافاً للمرات السابقة لا مكان فيه للتسويات والحلول بالتراضي.
على أمل الاستقرار الأمني تابع اللبنانيون تطورات المشهد الحكومي، في ظل غموض متجدد في موقف رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، لم يبدّده البيان الذي قال فيه إنه لا يرغب بتولي رئاسة الحكومة الجديدة، معيداً قراره إلى دعوة الحراك الشعبي لمحاسبة المسؤولين وعلى رأسهم رئيس الحكومة، موجّهاً كلاماً انتقادياً بالتلميح والتصريح لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، متنصلاً من مسؤولية حرق الأسماء التي عرضها في التداول كبدائل مقبولة منه، ولكن قبل مضي ساعات على البيان كان مكتب الرئيس الحريري يردّ على المرشح الذي تمّ التداول باسمه كآخر مقترح تقدم به الرئيس الحريري بعد إعلان الوزير السابق بهيج طبارة سحب اسمه من التداول، حيث صرّح المهندس سمير الخطيب عن استعداده لتولي مسؤولية تشكيل الحكومة إذا لاقى الإجماع اللازم. وجاء الرد من مكتب الرئيس الحريري بنفي أن يكون قد طرح أي أسماء، وأنه سيعلن موقفه عندما يحدد موعد الاستشارات النيابية، وكان الرد كافياً لتقرأ القوى السياسية المعنية فيه تنصلاً من الاسم المطروح على طريقة ما جرى مع الوزيرين السابقين محمد الصفدي وبهيج طبارة، فيما كان الحريري قد منح في بيانه حيزاً لدور المرأة لقيادة العمل السياسي وهو ما قرأه كثيرون تمهيداً لطرح اسم سيدة يرجّح أن تكون وزيرة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال ريا الحسن المقرّبة من رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة الذي كان عيّنها وزيرة للمالية في إحدى الحكومات التي ترأسها، ولم تستبعد الأوساط المعنية أن يطرح الحريري بعد تحديد موعد الاستشارات النيابية اسم ريا الحسن لتشكيل الحكومة الجديدة، وأن يسعى لتسويق اسمها توافقياً مرة أخرى.
على جبهة بعبدا، حيث حسمت مصادر القصر الرئاسي نية رئيس الجمهورية تحديد موعد الاستشارات النيابية قبل نهاية الأسبوع، أبقت الباب مفتوحاً لتوافق الكتل النيابية على مرشح موحّد يظهره المسار التفاوضي الذي يبدو أنه لم ينقطع بين الثنائي حركة أمل وحزب الله والرئيس الحريري، وإلا فلا مانع من أن تختار كل كتلة الاسم الذي تراه مناسباً، وهذا يعني أن ينصرف رؤساء الكتل لنسج تحالفاتهم بعد غد لحسم تسمية مرشحين متقابلين يرجّح حصرهما باسمين، واحد تتبنّاه الأغلبية النيابية التي ستعيد تنظيم صفوفها و شدشدة براغيها لتضمن تماسك جبهتها المفككة منذ قيام التسوية الرئاسية قبل ثلاثة أعوام، والاسم الآخر في حال فشل التوافق يرجّح أن تحجم عنه كتلة المستقبل، لتترك لحلفائها تسمية الحريري نفسه من باب التذكير الإعلامي وليس التنافس السياسي.
لم يحدَّد موعد الاستشارات النيابية الملزمة رسمياً بعد، رغم إشاعة المقربين من بعبدا ان موعد الاستشارات هو يوم الخميس، علماً أن مردّ هذا التسريب، بحسب المعنيين، يكمن في الرد على بيان رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري الذي يحاول التنصل من المسؤوليات وإلقاءها على الآخرين.
ولفتت مصادر معنية لـ البناء الى أن اتصالات الساعات الأخيرة توصلت الى شبه إجماع بين رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال وحزب الله وحركة أمل على اسم مدير شركة خطيب وعلمي سمير الخطيب لتأليف الحكومة من بين أسماء أخرى جرى طرحها من قبل الرئيس الحريري أبرزها النائب فؤاد مخزومي ووليد علم الدين، معتبرة أن التفاهم على الخطيب في حال وصل الى خواتيمه قد يدفع الرئيس عون الى الدعوة للاستشارات هذا الاسبوع من أجل تأليف حكومة من وجوه غير استفزازية وتضمّ أخصائيين ومن الحراك الشعبي، خاصة أن ما نُقل عن الموفدين الأوروبيين يصبّ في خانة تأليف حكومة تكنوسياسية.
وكان الحريري أعلن أنه متمسك بقاعدة ليس أنا، بل أحد آخر ، لتشكيل حكومة تحاكي طموحات الشباب والشابات والحضور المميّز للمرأة اللبنانية التي تصدرت الصفوف في كل الساحات لتؤكد جدارة النساء في قيادة العمل السياسي وتعالج الأزمة في الاستشارات النيابية الملزمة التي يفرضها الدستور وينتظرها اللبنانيون ويطالبون بها منذ استقالة الحكومة الحالية. وقال: بعد إعلان قراري هذا، كلي ثقة أن رئيس الجمهورية، المؤتمن على الدستور وعلى مصير البلاد وأمان أهلها، سيبادر فوراً إلى الدعوة للاستشارات النيابية الملزمة، لتكليف رئيس جديد بتشكيل حكومة جديدة، متمنياً لمن سيتمّ اختياره التوفيق الكامل في مهمته.
أعلن المكتب الإعلامي للحريري في بيان أنه مع احترامه لجميع الأسماء المطروحة، فان خيار الحريري سيتحدّد مع الدعوة للاستشارات النيابية الملزمة ويعلن في بيان صادر عنه، وما عدا ذلك لا يتعدى محاولات سئمها اللبنانيون لإحراق أسماء أو الترويج لأخرى .
وفيما تبدي مصادر متابعة لـ البناء خشية من أن يلجأ الحريري إلى إحراق اسم الخطيب جرياً عما فعله مع الوزير السابق محمد الصفدي، لفتت الى أن الحريري يريد الضغط على الثنائي الشيعي والتيار الوطني، والقبول بالتكليف لكن وفق شروطه، معتبرة أن محاولات الحريري سوف تفشل.
واستغرب رئيس مجلس النواب نبيه بري ما أسماه خطة حرق أسماء المرشحين السنة المحتملين. وقال بري، بحسب ما نقل زواره: الآن هناك محاولة إحراق لسمير الخطيب بعد إحراق محمد الصفدي وبهيج طباره ونواف سلام ورؤساء لجنة الرقابة على المصارف .
واستغرب كيف أن حكومة مازالت تصرّف الأعمال لا يدعو رئيسها الى اجتماع طارئ أو يشكل خلية أزمة لأخذ إجراءات لمعالجة الأزمة وحماية مصالح الناس ، مشيراً الى انه طلب من حركة أمل إعادة بناء الخيم التي أحرقها بعض أبناء صور وقد أعيد بناؤها يوم الاثنين .وأكد استعداد المجلس للاستشارات الملزمة ما أن يُحدَّد موعدها ورفض أي شكل من أشكال الـcapitol control، وقال إنه لا ينام وعيونه تدمع لرؤية مآسي الناس .
وأمس، نقل سفير روسيا لدى لبنان الكسندر زاسيبكين الى رئيس الجمهورية موقف القيادة الروسية من التطورات في لبنان، مؤكداً وقوف موسكو الى جانب الدولة اللبنانية ودعمها لها في مواجهة التطورات الراهنة. وأكد أن التعاون بين روسيا ولبنان قائم وسيشهد المزيد انطلاقاً من علاقات الصداقة بين البلدين والشعبين الروسي واللبناني، مشيراً الى ان بلاده لن تتردد في التجاوب مع ما يطلبه لبنان في هذا الظرف الدقيق الذي يجتازه، وقال: موسكو كانت الى جانب لبنان وستبقى .
وعلى خط آخر عزّز الجيش انتشاره على طريق صيدا القديمة بين الشياح وعين الرمانة بعد الإشكال الذي حصل بين شباب مناصرين لأحزاب في عين الرمانة – الشياح، حيث تطوّر إلى تبادل رشق الحجارة ومفرقعات نارية.
وفي بكفيّا، وقع عدد من الجرحى أثر الإشكالات التي حصلت بين مناصري حزب الكتائب من جهة وموكب التيار الوطني الحر الذي كان بدأ طريقه من ميرنا الشالوحي، وقد نقلهم الصليب الأحمر إلى المستشفى. وكان الجيش نجح بالسماح بعبور سيارات مناصري التيار باتجاه بعبدا..
وشهد شارع الجميزات في طرابلس توتراً واستنفاراً كبيراً بعد محاولات المعتصمين بالدخول واقتحام مكتب التيار الوطني الحر في طرابلس. وقد حصلت مواجهات بين المعتصمين والجيش اللبناني بعد أن حاول المعتصمون خرق الطوق الأمني الذي يقيمه الجيش امام المكتب، ما دفع الجيش لاعتقال 3 شبان. وقام المعتصمون بمحاولة سحب الموقوفين من الجيش حيث تمّ رشق عناصر الجيش اللبناني بالحجارة ما دفع العناصر لإطلاق النار في الهواء لتفرقة المتظاهرين. ثم حصلت مواجهات بين الجيش والمعتصمين، حيث استعمل الجيش العصي ما أدى لسقوط 3 جرحى حتى الآن، في حين توجهت فرق الإسعاف في الجمعية الطبية الإسلامية، والصليب الاحمر الى المكان.
المصدر: صحف