مُنِعَ قطعُ الطُرُق بعدَ ان فُتِحَت الطُرق السياسية، وبمعنىً اوضح، بعدَ ان سُحِبَ الشارعُ كورقةٍ للتفاوضِ الى حين، من يدِ المعرقلين، الذين ركنوا آلياتِهم السياسيةَ جانباً بعدَ ان كانوا اوقفوها في منتصفِ الطريق، فمشى البلدُ على املِ تفاؤلٍ باستشاراتٍ نيابيةٍ قريبة، تقرّبُ ولادةَ حكومةٍ جديدة..
لمساتٌ اخيرة تفصلُ بعبدا عن اعلانِ موعدٍ للاستشاراتِ النيابية، على انَ الساعاتِ القليلةَ المقبلةَ كفيلةٌ بتوضيحِ مسارِ المشاوراتِ التي ستُزكي اسماً للاستشارات..
رئيسُ حكومةِ تصريفِ الأعمال الذي قررَ الهروبَ الى الامام، اعتذرَ عن تحملِ المسؤوليةِ ببيان، مؤكداً أنه متمسّكٌ بقاعدة : ليس أنا ، بل أحدٌ آخر … والآخرُ هذا بل آخرون متوافرونَ في طائفةٍ كريمة، فيها الكثيرُ من اصحابِ الايادي والعقولِ النظيفة، والامورُ قابلةٌ للاتضاحِ خلالَ ساعاتٍ قليلة، ما لم يطرأ جديد، عوَّدنا عليه الرئيسُ المستقيل..
جنوباً كانَ استقبالُ طيرفلسيه للشهيدِ حسين شلهوب عرساً حزيناً، رددَ فيه المشيعونَ أنينَ ابنتِه المجروحةِ نور، التي اَخفَتَ الحزنُ صوتَها، فرددتهُ حناجرُ المشيعينَ تأكيداً على ضرورةِ محاسبةِ القتلةِ المجرمينَ حفاظاً على الوطنِ وسلمِه الاهلي، ووضعِ حدٍّ لاعمالِ البلطجةِ وقطعِ الطرقِ امامَ الساعين نحوَ لقمةِ عيشٍ كريم..
شيعت طيرفلسيه حسين شلهوب، وأبقت انصارية ابوابَ حزنِها مفتوحةً على قريبتِه الشهيدة سناء الجندي، فيما كانَ البقاعُ مجنداً بقبضاتِ الحزنِ ونداءاتِ الرفضِ لكلِّ اعمالِ الترهيبِ والبلطجةِ والاستفزاز، فحملَ اهلُ بعلبك والهرمل حزنَ الشهيد علي علاو، معَ الشهيدينِ شلهوب والجندي، متمنينَ ان تكونَ دماؤهم قد فَدَت وطناً من فتنةٍ كانت وما زالت تُحضِّرُ لها الغرفُ السوداء، وتُذْكيْها ابواقُ فتنة لا تزال تعملُ الى الآن ..
المصدر: المنار