قبلَ ان تنالَ الغرفُ السوداءُ مبتغاها باراقةِ الدماء، كُشِفَ اللثامُ عن الافكارِ الاميركيةِ السوداءِ التي تديرُ او تَستثمرُ بكلِّ ما يجري في لبنان..
فحديثُ رئيسِ مجلسِ النواب نبيه بري كانَ اليومَ عن نجاةِ السلمِ الاهلي مما كان يُحضّرُ له بالامس، فكانت الفتنةُ ومن يؤججُها الخاسرَ الاكبر، ولبنانُ الرابحَ الاكبر.
فالرهانُ كانَ على تعميمِ الفراغ، والمطلوبُ كانَ في الغرفِ السوداءِ التخطيطَ لإراقةِ الدماء، واهمُ ما جرى بالامسِ انه لم تسقط نقطةُ دمٍ واحدة، قال الرئيس نبيه بري ..
اما ما يرجوهُ الاميركيُ مما يَجري في لبنان، فقد قالَه دبلوماسيُّهُ الخبيرُ في الملفِ اللبناني جيفري فيلتمان، في شهادةٍ له امامَ لجنةٍ حولَ الشرقِ الاوسطِ وشمالِ افريقيا في البرلمانِ الاميركي.
لبنانُ مكانٌ للمنافسةِ الاستراتيجيةِ العالميةِ قالَ جيفري فيلتمين، الخائفُ على موانئِ لبنانَ الثلاثةِ وعلى مقدَّراتِه النفطيةِ من الاستغلالِ الروسي كما قال، ومن الصينِ وحضورِها عبرَ اليونيفل الذي قد يتمددُ في مجالِ الاستثماراتِ والاتصالاتِ وتكنولوجيا الفايف جي .
وعلى قدرِ ما اَنَ لبنانَ محبطٌ ومحتاجٌ ومعقَّد، فاميركا بحاجةٍ ان تلعبَ لعبةً طويةً قال فيلتمان، لكنْ لن يكونَ من الحكمةِ التدخلُ مباشرةً في القراراتِ السياسيةِ اللبنانيةِ، وبما أن مصالحَها الوطنيةَ ومصالحَ حلفائها الإقليميينَ ستتأثرُ بما يحدثُ في لبنان ، فإنواشنطن تتحملُ مسؤوليةَ توضيحِ وِجهاتِ نظرِها من خلالِ عملِها، من دونِ ان يُنظرَ اليها عبر اختيارِ رئيسِ وزراءِ لبنانَ المقبلِ أو وزراءَ مُعَيّنينَ في الحكومة، كما قال فيلتمان..
قولٌ لم يأتِ بجديدٍ في المعلومات، لكنَه كشفَ بعضاً من طبيعةِ النزال، واِن كانت معزوفةُ النفوذِ الايراني وسلاحِ حزبِ الله لم تَغِب عن مطالعتِه، فقد رأى انه قد لا يستطيعُ اللبنانيون تجريدَ حزبِ الله من ترسانتِه بينَ ليلةٍ وضحاها، لكنهم يستطيعونَ اغتنامَ فرصةِ الانتخاباتِ المقبلةِ لتجريدِ حزبِ الله من شركائه في البرلمان كما قال..
وعلى اللبنانيينَ ان يَقرأوا بينَ كلماتِ الدبلوماسي المنمَّقة، والتي اكدَ فيها الخشيةَ من الظهورِ العلني فيما يَجري على الارض اللبنانية..
المصدر: قناة المنار