معَ آخرِ طريقةٍ لقطعِ طريقِ التشريع، ظهرَ القادةُ الحقيقيونَ لقطّاعِ الطرق.. السارقونَ للحَراك، إلى العلن.. هم أنفسُهُم الخصومُ المفترضونَ للمتظاهرين، وحكامُهم المنبوذون.. مَن حَكَموا على البلدِ بالشللِ السياسيِ بعدَ ان حكموا عليه بالشللِ الاقتصادي والمالي..
هم وِحداتٌ متنقلة، لا يمكنُ ان يُنكرَ أحدٌ أنَّهم مُتعدِّدو المواهبِ والاختصاصات.. يُجيدونَ التسلّطَ وخطاباتِه، الحكمَ وأدواتِه، سرقةَ الثورةِ وشعاراتِها كما الثروةِ ومواردِها، وقادرونَ على الاستفادةِ من كلِّ اشكالِ الهندساتِ السياسيةِ والمالية..
هم انفسُهم من قادوا تعطيلَ اليوم، الذي عطّلَ حَراكَ المطالبِ الشعبيةِ ومحاربةَ الفسادِ وإعادةَ المالِ المنهوب، هم انفسُهم المتهمونَ بل المدانونَ بثلاثينَ عاماً من الحكمِ والتحكمِ باقتصادِ الوطنِ ومالِه واهلِه وكلِّ مُقَدَّراتِه..
لم يُقفلوا اليومَ بالمتظاهرينَ طرقاتِ مجلسِ النواب، ليمنعوا جلستَه التشريعية، بل اَقفلوا طرقَ اقرارِ قوانينَ كانت لتُصيبَهم وزعماءَهم، فكانوا اكبرَ المنتصرينَ بتعطيلِ المجلسِ النيابي بعدَ تعطيلِ الحكومة..
وبعدَ ان باتَ اللعبُ على المكشوف، فعلى اهلِ الحراكِ الذي يُمَثِّلُ بمطالبِهِ الفئات المحرومةَ، الانتباه، والالتفات لاصطفافاتٍ لم تَعُد صُدفةً معَ احزابٍ وتياراتٍ مارست افظعَ انواعِ السلطةِ لعقود، اتَت لِتَؤُمَّ ضحاياها بعناوينِ القداسةِ والوطنيةِ والنزاهة..
ومعَ حصارِ التشريعِ اليوم، لا حصارِ المجلسِ النيابي المكتملِ الصلاحيات، فانَ جمودَ الاتصالاتِ السياسيةِ زاد تصلُّباً، على ان تتكفلَ الساعاتُ المقبلةُ بتوضيحِ الصورة.
اما صورةُ الحكومةِ العتيدة، فقد اعادَ رئيسُ الجمهوريةِ العماد ميشال عون وصْفَها بانها ستكونُ سياسيةً وتضمُ اختصاصيينَ وممثلينَ عن الحراكِ الشعبي، اما موعدُ الاستشاراتِ لها فسوفَ يحدّدُ فورَ انتهاءِ المشاوراتِ الهادفةِ الى إزالةِ العقباتِ أمامَ تشكيلِها وتسهيلِ مهمةِ الرئيسِ المكلف..
في فلسطينَ المحتلة، الاكلافُ التي يدفعُها الصهاينةُ لا سيما في الساعاتِ الاخيرةِ كانت محطَ تساؤلٍ بل خشيةٍ من اوساطِهم الامنيةِ والاعلامية، فمعادلةُ الردعِ عندَ الحدودِ تغيرت معَ الصواريخِ التي اُطلقت من سوريا باتجاهِ الجولان، يقولُ محللونَ صهاينة، فمعادلةُ النارِ بالنار باتت تُربكُهُم وتُحرقُ ردعَهم.. اما التشريعُ الاميركيُ لمستوطناتِهم في الضفةِ الغربيةِ فلن يغيِّرَ في الواقعِ شيئاً بحسبِ بيانِ حزبِ الله، فالكيانُ الصهيونيُ محتل، وكلُّ احتلالٍ الى زوال.
المصدر: قناة المنار