عجيبٌ أمر اولئك الواقفينَ على اصواتِ الناس، السارقينَ انينَهم، والمتاجرينَ باوجاعِهِم..
فاولُ اصواتِ المتظاهرينَ الحقيقيينَ محاربةُ الفاسدينَ واستعادةُ الاموالِ المنهوبة، واولُ خطوةٍ على تلكَ الطريق قوانينُ مفترَضٌ خروجُها من مجلسِ النوابِ بقراراتٍ تشريعية، تُشرِعُ الابوابَ اَمَامَ مَلَفِ المحاسبةِ ..
على اعتابِ جلسةِ الغدِ التي دعا اليها الرئيس نبيه بري، وقفَ البعضُ مزايداً بعنوانِ المقاطعةِ ، فيما اقدمَ آخرونَ على تحمُّلِ المسؤولية، مستجيبينَ لمطالبِ الناسِ، عبرَ تقديمِ مشاريعِ قوانينَ ضَرورية..
انها الاموالُ المنهوبة، التي تريدُ كُتلتا الوفاءِ للمقاومة والتحرير والتنمية التمهيد لاستعادَتِها عبرَ اقتراحِ قانون معجل مكرر يرمي الى رفعِ الحَصانةِ عن الوزراءِ الحاليينَ والسابقينَ منذُ العامِ اثنينِ وتسعين، تقدَمَ به النائبان حسن فضل الله وهاني قبيسي باسمِ كُتلَتَيهِما، وقدّمَ النائبُ فضل الله الشواهدَ التي اعاقت ملفاتٍ ومستنداتٍ عن هدرٍ وفسادٍ اَودَعَها القضاءَ المختص، تطالُ وُزراءَ، فكانَ جوابُ القضاء اَنَّ هؤلاءِ قد يكون عليهِم جرم، لكنَ اختصاصَ محاكمتِهِم لدى المجلسِ الاعلى لمحاكمةِ الرؤساءِ والوزراء.
فكانتِ الحاجةُ ضروريةً لاجراءاتٍ استثنائيةٍ، لاستردادِ الاموالِ المنهوبة، وكانَ اقتراحُ القانونِ هذا، كما شرحَ النائب فضل الله..
صفةُ العجلةِ تفترضُ على من يقولُ اِنَهُ مع الناس وصرخَتِهِم اَن يأتيَ الى مجلسِ النوابِ لاقرارِ هذهِ القوانينِ ومحاسبةِ الناهبينَ والسارقين، والكفِ ولو قليلا عن الصَخَبِ الاعلاميِ والدلعِ السياسيِ وقَطعِ الطُرُقِ امامَ المواطنينَ وسُعاةِ الحلِ من السياسيين. اما أيُ إنقلابٍ على مَنطقِ المؤسسات، فلن يُؤديَ إلا إلى الفِتنِ والحروبِ الأهلية، كما حذَّر نائبُ رئيسِ مجلسِ النواب ايلي الفرزلي..
اما لبعضِ المتذاكينَ فليعلموا اَنهم قادرونَ على الكَذِبِ على الناسِ بعضَ الوقت، لكنهُم غيرُ قادرينَ على الكَذِبِ على كلِ الناسِ كلَ الوقت..
فالوقتُ للتعقلِ والسعيِ لايجادِ الحل، حلٍّ يَقتَنِعُ رئيسُ الجمهورية العماد ميشال عون اَنَ القياداتِ السياسيةَ تستطيعُ ايجادَهُ داخليا وعدمَ انتظارِ الخارج.. اما للخروجِ من مفاعيلِ الساعاتِ القليلةِ الماضية ببياناتِها وسجالاتها، فيتحَتَّمُ المزيد من المشاوراتِ لتأمينِ طريقٍ للتكليفِ والتأليف، بعيداً عن الالغامِ التي يزرعُها البعضُ عندَ كُلِ مُفتَرَقٍ سياسيٍ، كما تقولُ مصادرُ مُتابعة ..
اما الصرخة الحقيقة التي لا يَفْرِقُها عن مسارها شيء، فهي صرخة اولائك الواقفين بوجه العميل الفاخوري وامثاله والتي ترددت اليوم من النبطية..
المصدر: قناة المنار