لا تحتاجُ الثورةُ بحقيقتِها الى بوسطةٍ كي تعبُرَ المناطق، لكنَّ بعضَ راكبي موجةِ المتظاهرينَ في بوسطة، ارادوها للعبورِ الى حيثُ هم مكشوفونَ وغيرُ مرغوبين ..
هم انفُسُهُم قاطعو الطرقِ وبانو جدرانِ الامسِ في نهرِ الكلبِ والناعمة وغيرِها، وراكبو البوسطة ودعاةُ عبورِ كلِ الساحاتِ لفرضِ شعاراتِهِمُ اليوم، قال اصحابُ الوجعِ الحقيقي، مِمَن لا يزالونَ يَفترشونَ الساحاتِ بمطالبِهِم المحقةِ ضدَ الفسادِ والفاسدينَ في غيرِ مِنطقة، من حلبا الى صيدا وصور وما بينهُم، الرافضينَ لخفافيشِ السياسةِ بينَهُم .. فتعطلت البوسطةُ بفعلِ من يقودُها، ولم يُسمَح لها ان تدهسَ ما تبقى من شعاراتٍ حقيقيةٍ لمتظاهرينَ موجوعين.
وهنا السؤالُ القديمُ الجديد، لماذا لا يخرُجُ قادةُ هذا الحَراكِ الى العلن، فيرفعونَ شعاراتٍ واضحةً، ويمشونَ مساراتٍ ظاهرة..
اما راكبو البوسطة الرديفة من السياسيينَ، فهم أيضاً مَن يُعَطِّلونَ بوسطَتَهُم بافعالِهِم وتذاكيهِم الذي لم يَدُم، ويتسببونَ بزحمةٍ سياسيةٍ واقتصاديةٍ تكادُ ان تخنُقَ البلدَ واهلَه. وفيما يلاقي اهلُ التصنيفاتِ الائتمانيةِ الاميركيةِ القاسيةِ، المصنِفينَ اللبنانيينَ مِن مَصرفيينَ وسياسيينَ، للاِطباقِ على ما تبقى من روحٍ اقتصاديةٍ وماليةٍ في لبنان، يسعى اهلُ الوطنِ جاهدينَ الى انقاذهِ بما تيسَرَ من محاولاتٍ لن تُيْئِسَها مغامراتُ البعضِ او تقلباتُه..
الإنتظارُ سيدُ الموقفِ حتى اكتمالِ حقيقةِ المشهدِ بعدَ اتّفاقِ بيتِ الوسط، والتأكُدِ من أنَّ الطريقَ نحوَ التكليفِ وبعدَها نحوَ التأليفِ أصبَحَت سالكةً وآمنة، حتى يُحدِدَ رئيسُ الجمهوريةِ موعداً للاستشاراتِ النيابية، على ما قالت مصادرُ متابعةٌ للمنار، اما المشاوراتُ فمستمرةٌ لا سيَما بينَ الاطرافِ السياسيينَ والوزير محمد الصفدي، والمنطلقُ ما اتُفِقَ عليهِ في بيتِ الوسط من اَنَ الحكومةَ تكنوسياسية.
المصادرُ لفتَت الى أنَّ النّقاشَ لم ينتَهِ بعد، وإذا سارتِ الامورُ بإيجابيةٍ، فإنَّ موعدَ التكليفِ يكونُ قريباً، وإن جنحت نَحو السلبية، فعندها يُبنى على الشيءِ مقتضاه..
المصدر: قناة المنار