أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن “التنظيمات الإرهابية تواصل السيطرة على محافظة إدلب، واتخاذ المدنيين فيها دروعاً بشرية ومن واجب الدولة تخليصهم من سيطرة تلك التنظيمات”، مشدداً على ضرورة دعم جهود سورية في مكافحة الإرهاب تطبيقاً لقرارات مجلس الأمن. وأشار الجعفري، خلال جلسة لمجلس الأمن الجمعة حول الحالة في الشرق الأوسط إلى أنه “في الوقت الذي عملت فيه دول أعضاء في المجلس على عرقلة جهود الدولة السورية وحلفائها لمكافحة تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين في محافظة إدلب وريفها، فإن بعض تلك الدول تفاخر بعملية مزعومة في إدلب ذاتها أدّت لمقتل زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي وعدد من متزعمي التنظيم”، لافتاً إلى أن “هذا الزعم يؤكد ما قالته سورية وفريق الرصد والدعم التحليلي للجنة الجزاءات المعنية بتنظيمي “داعش” والقاعدة، بأن التنظيمات الإرهابية تفرض سيطرتها على إدلب وتتخذ من أهلها دروعاً بشرية وأن واجب الدولة السورية يقتضي تخليص مواطنيها هناك من سيطرة تلك التنظيمات الإرهابية”.
وأوضح الجعفري أن “نفاق بعض أعضاء مجلس الأمن وصل إلى تقديم نفسه بطلاً لقتله الإرهابي البغدادي، في الوقت الذي تجاهل فيه أنه كان يملأ قاعات الأمم المتحدة صراخاً ويحشد آلياتها ضد الدولة السورية عندما كانت تسعى للقضاء على هذا الإرهابي وتنظيمه وكذلك على متزعم تنظيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني وغيرهما في إدلب، كما كان هذا البعض يستهدف الجيش العربي السوري لدى محاولته القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي في منطقة الجزيرة وهو ما حصل في جبل الثردة بدير الزور وغيره”.
وشدد الجعفري على ضرورة التزام جميع الدول الأعضاء داخل مجلس الأمن وخارجه باحترام سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها استناداً إلى مبادئ القانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة وقرارات المجلس المتعلقة بالوضع في سورية ووجوب، اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته لإنهاء الوجود غير الشرعي للقوات الأجنبية على الأراضي السورية وإلزام الدول التي تواصل دعم الإرهاب ونهب مقدرات البلاد بما فيها النفط بضرورة وقف ذلك.
وأكد الجعفري “ضرورة الرفع الفوري للإجراءات القسرية الأحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري والتي تمثل إرهاباً اقتصادياً وعقاباً جماعياً يحرم أطفال سورية من الحليب والغذاء والدواء والأجهزة الطبية ومستلزمات الرعاية الصحية”، مشيراً إلى أن جهود الدولة السورية ومؤسساتها وشركائها في العمل الإنساني كالهلال الأحمر العربي السوري “هي العامل الأساس في تحسين الوضع الإنساني رغم التحديات التي تواجهها وأنه ما كان للأمم المتحدة ووكالاتها أن تحقق أي إنجازات من دون التعاون والتسهيلات وشروط السلامة والأمان التي توفرها الدولة السورية”.
ودعا الجعفري إلى “الكف عن الترويج للعمل غير المجدي عبر الحدود ومن خلال مكاتب معادية لسورية كمكتب غازي عنتاب الذي يشكل استمرار عمله جائزة لأردوغان على مواصلة دعمه الإرهاب واحتلاله أراضي سورية وابتزازه وتهديده المتواصلين لأوروبا والعالم”، مؤكداً في الوقت ذاته “ضرورة التعاون مع الدولة السورية كشريك أساسي في المجالين الإنساني والتنموي بعيداً عن أي شروط سياسية مسبقة أو إملاءات مرفوضة أو محاولات ابتزاز تهدف لعرقلة جهود عملية إعادة الإعمار وعودة المهجرين والكف عن محاولات تبييض صورة تنظيمات إرهابية مثل تنظيم “الخوذ البيضاء” الذي أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” قبل يومين أن مؤسسه جيمس لو ميزورييه ضابط في الاستخبارات البريطانية وهو الأمر الذي أكدته سورية مراراً وحاول البعض التغطية عليه”.
ورداً على مندوبي الدول الأعضاء، قال الجعفري إن “بعض أعضاء مجلس الأمن يتجاهلون أن هناك احتلالاً أمريكياً وسطواً مسلحاً أمريكياً على نفط سورية وأن هناك احتلالاً تركياً وعمليات تغيير ديموغرافي في بعض المناطق الحدودية السورية التركية وإرهاباً موصوفاً في إدلب لكيانات إرهابية تحظى بدعم علني من رعاة هذه الكيانات، إضافة إلى وجود حكومات ترفض استعادة إرهابييها من سورية وللأسف كل هذا لا يراه البعض ويركزون على تمديد مفاعيل القرار 2165 الذي يتعامل مع إرسال المساعدات عبر الحدود، وهذا الدفع باتجاه التمديد يترجم واقعاً أليماً لهذا المجلس ألا وهو التفافه على أولوية تنفيذ قراراته التي تشدد كلها على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها”.
المصدر: وكالة سانا - سوريا