في سياق ما يجري شمال شرق شورية من بدء تطبيق اتفاقات دولية تنهي العملية العدوانية التركية على الأراضي السورية، تكشفت عملية سرقة امريكية للنفط السوري من تلك المنطقة الجغرافية من البلاد.
للحديث حول هذا السلوك العدواني والانتهاك للقوانين الدولية تحدث موقع قناة المنار الى الباحث الاستراتيجي د. أسامة دنورة الذي يلفت ان الوجود الامريكي في المنطقة الشرقية كان مدروساً في اتجاهات عدة، أهمها حرمان سورية من خزان النفط وخزان القمح في جغرافيتها، اضافة الى التمدد والتمركز في جغرافيا بعيدة نسبياً عن العاصمة السورية، والتموضع في مكان يتيح للامريكيين رعاية وتشجيع وتغطية مشروع انفصالي – تقسيمي في الشمال الشرقي، و إيجاد عازل جيوبوليتيكي يتيح منع التواصل السوري – العراقي، ومنع التواصل بين اطراف محور المقاومة في المشهد الأوسع.
يتابع الباحث دنورة؛ بعد تراجع وهزيمة المشروع الإرهابي نتيجة صمود الجيش العربي السوري ودعم الحلفاء والدخول الروسي المباشر على خط العمليات العسكرية، وفي مرحلة تالية نتيجة التهديدات التركية، تراجعت طموحات الولايات المتحدة الامنية والعسكرية الى الاستمرار بالاهداف الاقتصادية ونهب الموارد وتحقيق استمرار حرمان الدولة السورية من مواردها وبالتالي تفعيل الضغط الاقتصادي ليتكامل مع العقوبات على الدولة السورية، وايضاً مع العقوبات على ايران.
يقول ضيف الموقع إن ادارة ترامب في سياق القيام بعملية كبح للانتقادات الموجهة للانسحاب الامريكي، تنصب في ثلاثة اتجاهات رئيسية؛ أولها الحديث عن انهاء تنظيم داعش للتخلص من الانتقادات حول احتمال تسبب الانسحاب الامريكي بعودة التنظيم، وفي هذا السياق يأتي الإعلان عن قتل البغدادي، والاتجاه الثاني هو عدم ترك الثروة النفطية لتكون تحت يد الدولة السورية، أو ما يسميه الامريكيون المحور السوري – الايراني، وفي هذا السياق يأتي الحديث عن الاحتفاظ بالثروة النفطية وتسليمها لقسد، وهو بدوره يتعلق بالاتجاه الثالث المتعلق بالانتقادات حول التخلي عن “قسد”.
ويؤكد د. أسامة دنورة أن الحديث عن “ثروة هائلة” لا تشير اليه اي معطيات تنقيبية او بحثية رسمية، وهو يشير إما الى وجود عمليات استقصاءات غير شرعية قام بها الامريكان خلال وجودهم الاحتلالي، او الى مبالغة من قبل ترامب لتبرير استمرار حرمان الدولة السورية من ثرواتها وتغطية الأمر بادعاء أن هناك لقمة كبيرة تستحق وضعها في بؤرة الإهتمام الأمريكي، وفي الحالتين النتيجة واحدة، وهي نهب الثروة السورية وحرمان الشعب السوري من عائداتها.
إلى هذا ما تزال المعطيات تتكشف مع توسع انتشار الجيش السوري وحرس الحدود على الحدود السورية التركية وباقي مناطق شمال شرقي سورية، لتتكشف حقائق اوسع حول ما كان يجري في ظل الاحتلال الامريكي ومحاولات المشروع الانفصالي الكردي المدعوم امريكيا الذي ذهب مهب الريح.
المصدر: موقع المنار