من يُمَثِّلُ المتظاهرينَ: من يريدُ ان يوصلَ الوطنَ بسلسلةٍ بشرية، أو من يُقطِّعُ اوصالَه بحواجزَ ميليشياوية؟
ومن يرسمُ الاهدافَ والشعارات: /امعاؤهم الخاويةُ واحلامُهم الخاليةُ من ايِّ احقاد، ام رسالاتُ السفاراتِ التي تَجلت بتعليماتِ مديرِ الجامعةِ الاميركية ،الذي لا يَعرفُ من مطالبِ المحرومينَ شيئاً، ولا عن الديمقراطية الا اِسماً، وباتَ يحاضرُ واساتذتُه امامَ التظاهرات؟
كلُّهم موجودون، وعلى الموجوعينَ الصادقينَ أن يَلتفتوا، وهي تُخطفُ احلامُهم وتضحياتُهم.
أما حزب الله فمنذُ بدايةِ التحركِ الشعبي العَفْوي دعمَ المطالبَ لأنه من هؤلاءِ الناس، والأعرفُ بأوجاعِهم وآلامهِم، قال رئيسُ مجلسِه التنفيذي السيد هاشم صفي الدين.
نحنُ لسنا في خصومةٍ معَ المتظاهرينَ، فالمقاومةُ انطلقت من هذه البيوتِ الفقيرةِ والمتواضعة ، أضافَ السيد صفي الدين، وحينما حذرنا من استغلالِ البعضِ لهذا الحراك، إنما أردنا حِفظَه وصيانتَه، ودعَوْنا إلى أنْ يكون بمنأىً عن الأحزابِ والسياسيينَ لئلا يُستغلَّ من بعضِ الجهاتِ التي لا يَليقُ بها أن تتكلمَ باسمِ أوجاعِ الناس./ فما هو أسوأُ من الجوع أن يعمَدَ من جوَّعَ الناسَ إلى استغلالِ جوعِهم لمآربَ سياسية..
أما للمسؤولين، فتحذير من رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله من التلكُّؤ بتنفيذِ الورقةِ الاصلاحيةِ، وتوعَّدَهُم بموقفٍ واضحٍ وحاسم.
الواقعُ الذي فصَّلَه السيد صفي الدين اضافَ اليه البطريركُ مار بشارة بطرس الراعي نصيحةً للمتظاهرين:
حافظوا على خُلُقِيَّةِ انتفاضتِكم، ولا تَسقطوا في تجربةِ النزاعاتِ الحزبيةِ والمذهبية. سَهِّلوا للمواطنينَ حقَّهم في التنقلِ والمرورِ من أجلِ تلبيةِ حاجاتِهم، ولا تَظهروا كأنكم أسيادُ الطرقِ العامةِ التي هي مُلكٌ للجميع، اما نصيحةُ البطريركِ للسياسيينَ والمتظاهرينَ/فأنْ لا يدخلَ إلينا “شتاءُ” ذاكَ “الربيعِ العربيِّ” الهدّام،إِذا َتصرَّفْنا جميعُنا بوعيٍ وحكمةٍ كما قال…
اما العبرةُ، فكانت اليومَ من الشمالِ السوري، معَ اعلانِ الرئيسِ الاميركي تصفيةَ زعيمِ تنظيمِ داعش ابو بكر البغدادي،زعيمُ التنظيمِ الذي اعلنَ ترامب نفسُه انَ الادارةَ الاميريكيةَ السابقةَ هي من صنعتهُ وموَّلّته وسلَّحتهُ..
وبعدَ طولِ استثمارٍ خبأتهُ ادارةُ ترامب،وعادت اليومَ لتقدِّمَه كَبْشَ فداءٍ عن الرئيس، كانجازٍ له امامَ الاجراءاتُ الجادةُ لعزلِه،بل ليَستثمرَ دمَه على ابوابِ الحملاتِ الانتخابية..
المصدر: قناة المنار