اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان كل شيء يجري في البلد يجب ان يوظف لمصلحة لبنان وما جرى قد حقق ايجابيات كبيرة وللاسف هذه الايجابيات لم يتم ايضاحها للمتظاهرين ويجب ان يبنى عليها وان لا تضيع. وتابع ان الحراك فرض على الحكومة ان تقر ميزانية خالية من الضرائب والرسوم وعجزا يقارب الصفر.
واضاف السيد نصر الله في كلمة له الجمعة حول التطورات الداخلية في لبنان ان “ورقة الاصلاحات التي تحدث عنها رئيس الحكومة تمت تحت ضغط الحراك”، واوضح “هي دون الآمال ولكن هي خطوة اولى متقدمة جدا”، وتابع “البعض سخف هذه الورقة بشكل غريب مع انه لا توجد سابقة انه بجلسة حكومية واحدة يصدر مثل هذه الورقة مع تحديد مهل زمنية”، واسف ان “بعض الحراك يسخف انجازات الحراك نفسه، بل يجب ان يصوب على الانجازات كي يكمل الطريق”، وأكد ان “الورقة الاصلاحية ليست وعود وانما هي قرارات سيتم تنفيذها ضمن مهل زمنية”.
وشدد السيد نصر الله على ان “حزب الله يعتبر ان الورقة الاصلاحية هي للتنفيذ وليست حبرا على ورق ولن نسمح مع غيرنا بتسويف هذه المطالب”، واضاف ان “الحراك دفع الحكومة لتنفيذ ما سبق ان تم الوعد بها فيما يتعلق بمشروع قانون استعادة الاموال المنهوبة ومكافحة الفساد وغيرها”، واشار الى ان “الحكومة مصممة بكل اطرافها للوفاء بالتزاماتها”.
ونبه السيد نصر الله من ان “الفراغ سيؤدي الى الفوضى وعدم القدرة على دفع المعاشات”، وتابع “الفراغ والفوضى والتوتر قد يؤدي الى بداية فلتان او خلل امني”، واضاف “نحن منفتحون مع رئيس الجمهورية على اي نقاش دون الذهاب الى اي شكل من اشكال الفراغ”، وتابع “لا نقبل باسقاط العهد ولا نؤيد استقالة الحكومة ولا نقبل بانتخابات نيابية مبكرة في ظل الظروف الحالية”.
وأكد السيد نصر الله “نحن نحمي البلد من الفوضى والانهيار وننظر الى البعيد وديننا واخلاقنا ان نحمي اهلنا في مختلف الظروف، في الحرب نقدم الدم والبيوت وايضا بالسياسة وبالموضوع الداخلي معنيين بحماية البلد ونحمل ضريبة السباب والاتهامات بحماية الفاسدين، نحن جاهزون لتقديم الدم وماء الوجه لحماية البلد واهلنا مما يراه البعض والبعض لا يراه”.
وقال السيد نصر الله “البعض يتحدث عن فراغ حصل قبل انتخاب الرئيس عون واننا فرضنا فراغا على البلد مدة سنتين ونصف ولكن اليوم الظروف الحالية تختلف والقياس هنا مع الفارق لان البلد وقتها كان يعمل وفقط لم يكن هناك رئيس في قصر بعبدا بينما كل المؤسسات والبلد يعمل بشكل طبيعي”.
ودعا “المتظاهرين لتشكيل قيادة او وفد للتحاور مع رئيس الجمهورية”، وتابع “يمكن ان يتم التفاوض تحت الضغط عبر الاستمرار في التظاهر في الساحات”، واضاف ان “فخامة الرئيس فتح الباب للحوار والتفاوض على عناوين عديدة ولم يحدد نقاطا دون اخرى”.
واشار السيد نصر الله الى انه “في موضوع قطع الطرقات صحيح انها من وسائل الاحتجاج المدني وفي السابق قطعنا طرقات لتحقيق مطالب محقة”، وتابع “انا لا اناقش في المبدأ انما في الظروف القائمة في البلد حيث الوضع المعيشي الصعب في البلد، هناك من يقول انه اذا لم اعمل لا يمكنني ان اطعم عائلتي بينما البعض يستمر بقطع الطرق، بالاضافة الى بعض التجاوزات التي تحصل على في بعض المناطق او الطرقات”، ودعا “المحتجين الى المبادرة لفتح الطرقات ونقل الاحتجاجات الى الساحات والميادين”.
ولفت السيد نصر الله الى اننا “نحن نرفض اطلاق النار والاعتداء على المتظاهرين لاننا سبق ان اطلق علينا النار في اكثر من محطة”، وتابع “الجيش اللبناني والقوى الامنية لا يجوز ان تطلق النار على احد”، واضاف انه “في وضعية الحراك الحالية، ما بدأ شعبيا وعفويا وبدون استغلال او تدخل سفارات الآن بنسبة كبيرة لم يعد كذلك”، وتابع “اليوم ما يصدر من الحراك لم يعد عفويا، وهناك تجمعات ومؤسسات باتت معروفة وهناك تمويل”، وسأل “من هي الجهات التي تمول هذا الحراك لان هناك مبالغ طائلة تنفق في بعض الساحات؟ لتقول لنا الجهات القيمة على الحراك هل من يمول يريد مصلحة الشعب اللبناني ام لا؟ هل هي من اموال فساد وثراء غير مشروع او انها اموال مشبوهة؟”.
وحول مطالب الحراك، قال السيد نصر الله “المطالب التي تطرح اليوم لم تعد هي نفسها التي طرحت في اليوم الاول”، وسأل “المحتجين هل البقاء في الشارع بدون اي اضافات هل يحقق الاهداف؟ قد يحقق بعض الاهداف ونحن سبق ان تظاهرنا بدون ان نتفاوض والآخرين اصموا الآذان”، وتابع “أما آن الاوان لقيادة الحراك والسلطة قابلة للتفاوض لتشكلوا وتحددوا من يمثلكم للتفاوض مع هذه السلطة”، واضاف “هل هناك قيادة حقيقية للحراك؟ نعم هناك ولكن لماذا لا يعلنوا عن انفسهم بشكل مباشر، انا اعرف من هي القيادة الحقيقية، هناك احزاب وجهات”، واوضح “من واجب المحتجين ان يعرفوا خلف من يسيرون ومن الذي يوجههم من موقع اداري”، واشار الى ان “هناك فئة ممن تقود الحراك صادقة ووطنية ولكن ما نسبتها المئوية وتأثيرها بالحراك، هذا يحتاج الى نقاش”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “هناك احزاب سياسية معروفة وكانت في السلطة ولها ارتباطاتها الخارجية وهناك فئة عبارة عن تكتلات سياسية جديدة وشاركت بالانتخابات النيابية وعجزت عن الوصول الى المجلس النيابي وهناك شخصيات وجهات ترتبط بشكل قطعي بسفارات أجنبية وهم من افسد الفاسدين، هناك من يبحث عن ثأر سياسي او تحقيق نصر شعبي تمهيدا للانتخابات”، واوضح “اردت ان اثير تساؤلات كي يعرف الناس من ياتمنون على صرخاتهم وآمالهم وآلامهم وما هي الضمانات ان لا يستغل الحراك لمشاريع سياسية معينة”، وتابع “للمتظاهرين اقول عندما تخروج لمواجهة الفساد والفشل هل تقبلون باستبدال الفاسد بفاسد او فاشل بفاشل؟”، ودعا “من تعتبر نفسها قيادات الحراك الى الاعلان عن نفسها والكشف عن السرية المصرفية وعن مصدر اموالها”، وتابع “عندها نقول ان البديل نزيه وليس طائفيا او مذهبيا”.
ونبه السيد نصر الله ان “الوضع في لبنان دخل في مرحلة الاستهداف السياسي وهذه معلوماتنا ولنفرض جدلا انه غير صحيح تابعوا بعض الفضائيات الخليجية والجيوش الالكترونية لنضعه كاحد الفرضيات، وهذا سبق ان تم العمل عليه في البلدان الاخرى”، وتابع “من واجبنا ان نضعه كاحتمال مع انني اعتبر انه اكثر من احتمال”، واضاف “ليس المهم لبعض الدول والسفارات ماذا تقول وانما المهم ماذا تفعل؟ بالحد الادنى اقول ذلك عن خشية ونحن اهل المقاومة من حقنا ان نخشى”، وسأل “كم بلد في المنطقة فيه حروب واضطرابات؟”، واكد انه “في المعادلة الداخلية اقوى طرف في البلد هو المقاومة ونحن لن نخاف على المقاومة بل على البلد الذي تعتبره اسرائيل تهديدا وجوديا”، واوضح ان “هناك معلومات وشكوكا حول هذا الموضوع والبعض في الداخل كان يراهن على اسقاط محور المقاومة عبر الحرب الاميركية على ايران وحرب بين اميركا والمحور، لذلك ارادوا الذهاب الى خيار اخر”، وراى انه “بالحد الادنى على قيادات الحراك تطمين المقاومة ان البلد ليس بخطر”.
وتوجه السيد نصر الله الى جمهور المقاومة وللناس عموما “البعض ذهب باتجاه القول اننا لسنا في معسكر الحسين اليوم وان معسكر الحسين في الساحات لان الحسين قضايا وشعارات محقة ونصرة المظلومين، لكن اضيف لكم ان الامام الحسين هو مشروع كامل وقيادة علنية ومضحية وصادقة والبديل المأمون والموثوق وتسليم اعراض الناس وارواحهم “، وتابع “عندما تتحدث عن الحسين وتريد تشبيه الحراك بمعسكر الحسين، فلتأت لي بقضايا محقة وقيادة علنية وموثوقة وسنكون نحن في سبيل تحقيق هذه القضايا المحقة، وبناء على كل ما تقدم نحن لم نمنع احد من التظاهر وسبق ان طلبنا من الحزببين نعم ان لا يتظاهروا”، وتابع “لكن نتيجة المخاوف والشكوك اطلب من جمهور المقاومة ترك هذه الساحات واطلب من الشباب الذين ينزلون للدفاع عن المقاومة ان يتركوا هذه الساحات وان نتجنبها، اذا وجدت ايجابيات نبني عليها للبلد كله واذا وجدت سلبيات نحاول التجنب”.
اما للحلفاء والاصدقاء، فقد قال السيد نصر الله “هم خارج الشبهة وكل منهم لديه حسابات معينة، ولكن الاداء الذين نراه يعني ان هناك استهدافا سياسيا كبيرا في البلد وعناصر القوة فيه ، أدعوكم لدراسة المسألة بشكل جيد واتخاذ القرار المناسب”.
المصدر: موقع قناة المنار