تؤثر في طول الإنسان تغيرات في ثمانمائة جزء من الحمض النووي. وكقاعدة هذه التغيرات تحدد ميزات أخرى للجسم مثل الميل للإصابة بالنوع الثاني من السكري وأمراض القلب والسرطان.
أجرى علماء جامعة ليستر البريطانية عام 2015 دراسة تحليلية خضعت لها البيانات الخاصة لـ 200 ألف متطوع، بتحديد180 جينا مسؤولا عن طول الإنسان. وقد أظهرت نتائج الدراسة اللاحقة لهذه الأجزاء من الحمض النووي، أن هذه التغيرات تحد من النمو، وتزيد في مستوى الكوليسترول في الدم. كما أن بعضها يؤثر في حالة الأوعية الدموية. ما يعني أن لها علاقة بخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وقد احتسب العلماء، أن كل زيادة في الطول بمقدار 6.4 سنتمتر يخفض خطر الإصابة بالسكتة القلبية أو الدماغية بنسبة 13.5%، وإن احتمال إصابة الشخص الذي طوله 150 سنتمترا أعلى بنسبة 65% من الشخص الذي طوله 180 سم.
وقد أكدت نتائج دراسة لعلماء جامعة الملكة ماريا بعد أربع سنوات هذه النتائج.
من جانب آخر اتضح لعلماء معهد بوتسدام-ريبروك الألماني للتغذية البشرية، أن كل 10 سنتمترات إضافية في طول الإنسان (للرجل 169.7 وللمرأة 157.8 سم) يخفض خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري بنسبة 41% للرجال و33% للنساء. وحصل الباحثون على هذه النتائج من تحليل بيانات طبية وعينات الدم لحوالي 2500 شخص، حيث اكتشف إصابة 820 منهم بالمرض.
كما أن احتمال الإصابة بالسكري تغير ارتباطا بوزن المتطوع. فالذين وزنهم طبيعي، تخفض كل 10 سنتمترات إضافية في طوله احتمال إصابته بالمرض بنسبة 86% للرجال و 67% للنساء، في حين هذه النسبة للبدناء تعادل 36 و30% على التوالي.
ووفقا للباحثين، ليس قصر القامة سبب الإصابة بالسكري، بل ارتفاع مستوى الدهون في الكبد وعوامل أخرى لأمراض القلب والأوعية الدموية يتميز بها قصار القامة.
أما طوال القامة فوفقا لنتائج العديد من الدراسات يعانون في أغلب الأحيان من الأورام الخبيثة . فقد اكتشف علماء جامعة يشيفا بنيويورك، وجود علاقة متبادلة بين زيادة الطول والإصابة بالسرطان .
وقد بينت نتائج حساباتهم إن كل زيادة في الطول بمقدار 10 سنتمترات تزيد من خطر الإصابة بالأورام الخبيثة بنسبة 13%.
من جانبهم حلل علماء جامعة أوكسفورد البريطانية بيانات لأكثر من مليون امرأة أكدت نتائجها أن زيادة الطول بمقدار 10 سنتمترات إضافية، يزيد من خطر الإصابة بعشرة أنواع من السرطان بنسبة 16% . كما وجدوا أن الذين طولهم أكثر من 175 سم، تزداد نسبة إصابتهم بالسرطان بمقدار 37% مقارنة بالذين طولهم أقل من 152 سم.
وبحسب البروفيسور ليونارد ناني من جامعة كاليفورنيا في ريفيرسايد، يعاني طوال القامة عادة من السرطان لسبب بسيط، هو وجود خلايا في جسمهم أكثر من قصار القامة، وهذا يعني زيادة في تكاثرها، ما يزيد من خطر حدوث التغيرات فيها، التي في النهاية تسبب السرطان.
ومع كل هذا، يؤكد باحثون من هولندا على أن طوال القامة وخاصة النساء، متوسط عمرهم أعلى من الآخرين. فقد بينت نتائج دراستهم أن ثلث النساء المتقدمات في العمر، اللواتي شاركن في استطلاع عام 1986 بلغن التسعين من العمر مع أن طولهن أكثر من 175 سم. مع متوسط مؤشر كتلة الجسم، وجميعهن يمارسن التمارين الرياضية يوميا.
المصدر: نوفوستي