لقد وجدتها الحكومة.. انها خدمةُ الواتس آب..الكنزُ الذي سيُغني الدولة، وجدَه جهابذتُها بينَ دفاترِ البحثِ ليسَ عن حلولٍ وانما عن ايرادات.. وبعدَ طولِ فشلٍ، وردوا على متنفسٍ صغيرٍ للمواطنِ كي يخنقوه، “الواتس آب كول”..
الحصيلةُ دولارات ٌستةٌ شهرياً عن كلِّ مشترك، تحدثَ عنها اصحابُ المعالي انها ضريبةٌ زهيدة، لكنها ثقيلةٌ على أغلبِ المواطنين العالقين تحتَ مئةِ فاتورةٍ وفاتورة، وحكومةٍ يَصعُبُ حالُها الى هذا الحد..
ولعلمِ السادةِ المعنيينَ فإنَ كلَ ايراداتِ الضريبةِ الجديدة، لا تساوي بضعةَ امتارٍ من املاكٍ بحريةٍ مُسْتَوْلىً عليها تحتَ اعينِ الدولة، متى قَررت استرجعتها واَغنت خزائنَها. ولا تساوي ايراداتُها شيئاً مقارنةً بما سيَجبيهِ وقفُ بعضِ مضخاتِ الهدرِ الهادرةِ من كلِّ حَدَبٍ وصوب..
فالازمةُ ليست بعشرينَ سنتاً يومياً فحسب، بل بعشرينَ جلسةً بحثاً عن اصلاحات، والنتيجةُ واتس آب.. والانكى انَ الضريبةَ بالدولارِ كما قَررت حكومةٌ كانت بالامسِ القريبِ تدعو مواطنيها للتعاملِ بالعملةِ الوطنية..
ضريبةٌ قد تَضرِبُ في مرافقَ اخرى، والتبريرُ الوزاريُ أنْ لا بديلَ وإلاَّ ..
حزبُ الله لم يُبدِّل موقفَه، فكلُّ ضريبةٍ تطال ذوي الدخلِ المحدودِ نقفُ ضدَّها قالَ الوزيرُ محمود قماطي للمنار، رفَضنا ضريبةَ الواتس آب، لكنها مَرَّت بالاغلبيةِ داخلَ مجلسِ الوزراء، وسنحاولُ اسقاطَها في مجلسِ النوابِ معَ بعضِ الحلفاءِ قالَ الوزير قماطي ..
ومن الواتس آب الى مجملِ البحثِ الحكومي في الموازنةِ واصلاحاتِها، عُقدت جلسةٌ حكومية، وعلى هامشِها جلسةٌ وزارية، والموعدُ الجديدُ غداً كجلسةٍ اخيرةٍ لانهاءِ البحثِ في الموازنةِ كما قالَ الوزير جمال الجراح..
في الاقليمِ تخلي دونالد ترامب عن الاكرادِ وانسحابُه من سوريا دوَّى في مكانين: تل ابيب التي تزيدُ العويلَ لفقدِها رافعةَ ضغطٍ في المنطقةِ بحسبِ قادتها الامنيين، والبيتِ الابيضِ الذي يخوضُ اشتباكاً سياسياً هو الاعنفُ من نوعِه مع الكونغرس الذي صوَّتَ ضدَّ الانسحاب.. اما الصوتُ الابرزُ فكانَ اليومَ للرئيسِ السوري بشار الاسد خلالَ استقباله موفدَ رئيسِ الوزراءِ العراقي، ومستشارَ الامنِ القومي فالح الفياض، مؤكداً أنَّ بلادَه ستردُّ على الغزوِ التركي، وستواجهُه بكلِّ الوسائلِ المشروعةِ والمتاحة.
المصدر: قناة المنار