إستعرت الحرب الكلامية والسياسية في الولايات المتحدة ووصل الأمر إلى تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن القاعدة الشعبية المؤيّدة له لن تسمح بإدانته أو بقرار عزله من قبل الكونغرس على خلفية مكالمته مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقال في تغريدة له مؤخراً إن “أمريكا قد تدخل في شبح الانقسامات، وتعيش ما يشبه بـ”الحرب الأهلية الثانية” التي ستكسر الدولة كسرا لن تشفى منه بسهولة أبدا”.
وهاجم ترامب الذي بدا متوترا جدا بعنف يوم امس الأربعاء نائب الرئيس السابق جو بايدن خصمه الديموقراطي، ووسائل إعلام وصفها بالفاسدة وبرلمانيين اتهمهم ب”الخيانة”، بحضور الرئيس الفنلندي سولي نينيستو الذي تابع تصريحاته بدهشة وصمت.
جو بايدن يصف ترامب بـ”المتنمر”
من جهته أعلن جو بايدن بصراحة أنه لن يخضع للابتزاز وبالتالي لن ينسحب من السباق المقبل على الرئاسة الأميركية، وذلك بعد ساعات من هجوم ترامب عليه ووصفه له بأنه “المخادع”، فيما رد بايدن بوصفه بـ”المتنمر”.
وقال في تصريحات معدة مسبقا وزعتها حملته الانتخابية قبل ظهور له في رينو بولاية نيفادا ليل الأربعاء “دعوني أوضح أمرا لترامب ورجاله المأجورين وأصحاب المصالح الخاصة الذين يمولون هجماته ضدي…لن انسحب.. لن تدمروني أو تدمروا أسرتي”.
ماكسين واترز : يجب وضع ترامب في حبس إنفرادي
من جهتها قالت عضو الكونغرس الاميركي ماكسين واترز أنه “يجب على الحزب الجمهوري أن يوقف كلام الرئيس ترامب الذي وصفته بالكلام الوسخ، والذي يستخدم فيه لغة المافيا إتجاه المخبر الذي سرّب المعلومات بالملف الأوكراني ملمحاً الى أنه يجب قتله”.
وأضافت واترز :”إن المساءلة ليست كافية لترامب، إنه يحتاج إلى السجن ويجب وضعه في “الحبس الانفرادي”، ودافعت عن موقفها في مقابلة لها على سي أن أن “بأن ترامب يشجع على حرب أهلية”، معتبرة أن هذه التصريحات هي رسالة واضحة للبيض العنصريين والإيعاز لهم بأن يتحركوا في حال تمت إقالته”.
للإطلاع على مقابلتها على سي أن أن أضغط هنا
وكان مجلس النواب الأمريكي قد شرع في إجراءات تفضي إلى عزل ترامب، على خلفية اتصاله مع نظيره الأوكراني، في 25 تموز/يوليو الماضي، مطالباً إياه بإجراء تحقيق بخصوص عائلة جو بايدن، منافسه الديمقراطي المحتمل في انتخابات 2020 الرئاسية.
بدورها قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية: إنّ “اتصال ترامب تضمن تهديداً من قبله بحجب مساعدات عسكرية أمريكية عن أوكرانيا إن لم يقم زيلينسكي بتشويه صورة بايدن عبر إجراء التحقيق مع أفراد من عائلته”.
وكان الديموقراطيون المصممون على إبقاء الضغط، هددوا أمس الأربعاء بإجبار البيت الأبيض على تسليمهم الوثائق التي يريدونها، وقد أعلنوا أنهم سيوجهون الجمعة إنذارا قضائيا إلى السلطة التنفيذية إذا لم تمتثل طوعا لطلبهم حتى ذلك الوقت.
ترامب يدعو لإقالة آدم شيف ويتهمه بالخيانة
كما جدد ترامب دعوته يوم أمس لإقالة رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف متهما إياه بالخيانة، وقال في تغريدة على تويتر إن على شيف الاستقالة لأنه “لفق بيانا على لسان رئيس الولايات المتحدة وقرأه أمام الكونغرس”.
من جانبه، حذر شيف البيت الأبيض من محاولة المماطلة في التحقيقات في مساءلة الرئيس دونالد ترامب بهدف عزله.
وحذر شيف أيضا وزير الخارجية مايك بومبيو من محاولة التدخل لمنع الشهود من المثول أمام اللجنة، وأكد أن تلك المحاولات ستعتبر إعاقة لعمل الكونغرس ودليلا على أن الادعاءات التي وردت في شكوى المخبر صحيحة.
يشار الى ان إجراءات التحقيق التي قد تفضي الى عزل الرئيس دونالد ترامب من منصبه رسميًا بدأت اول من امس بحسب ما أعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي التي قالت في كلمة متلفزة “أعلن اليوم أن مجلس النواب سيمضي قدما في تحقيق رسمي مع ترامب، يجب محاسبة الرئيس، ولا يوجد أحد فوق القانون”.
وأضافت أن “ترامب اتصل بدولة أجنبية من أجل التدخل في شؤون بلدنا وهذا خرق للقانون”.
لا شك بأن ملف التحقيق سيضغط على ترامب والجو السياسي الاميركي برمّته في فترة ما قبل الانتخابات، ويعيش ترامب حالة إرباك كبيرة وتوتراً واضحاً ما دفعه للتلويح بحرب أهلية ثانية لا يمكن الشفاء منها، ويُذكر أن أميركا قد شهدت حرباً اهلية إمتدت من العام 1861 لغاية العام 1865 وخلفت حوالي 700 الف قتيل ، بعد وقوع تجاذبات سياسية زادت من حدّة التوتر بين الشماليين والجنوبيين حيث كانت مسألة العبودية طاغية على الشأن الداخلي الأميركي.
المصدر: موقع المنار + وكالات
