نشرت لجنة الشؤون الاستخباراتية في مجلس النواب الأمريكي شكوى التبليغ التي تتمحور حولها الفضيحة السياسية المتعلقة بالاتصال بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.
وفي الشكوى المدوية المؤلفة من تسع صفحات، يتهم مسؤول استخباراتي الرئيس ترامب بإساءة استغلال السلطة وتجاهل مصالح الأمن القومي بغية دفع دولة أخرى إلى التدخل في انتخابات الرئاسة المقبلة، حسب نص الوثيقة، مشيرا إلى أن البيت الأبيض حاول التستر على القضية وإخفاء المعلومات الحساسة.
وأكدت الشكوى أن ترامب في ذلك الاتصال حث زيلينسكي على فتح تحقيق، بالتعاون مع محاميه رودي جولياني والنائب العام الأمريكي ويليام بار، في أنشطة هانتر بايدن، نجل نائب الرئيس الأمريكي السابق ومنافس ترامب المحتمل في انتخابات الرئاسة المقبلة جو بايدن، والذي كان يتولى منصبا في مجلس إدارة شركة Burisma الأوكرانية العاملة في مجال الغاز.
ولفت المسؤول الذي لم يكشف عن اسمه إلى أنه لم يحضر شخصيا الاتصال الذي جرى في 25 يوليو، غير أن عددا من المسؤولين في البيت الأبيض أكدوا له بعيد المكالمة أن شخصيات بارزة في البيت الأبيض تدخلت بهدف “غلق” جميع التسجيلات المتعلقة بها وحذف نصها الكامل من الشبكة الإكلترونية الحكومية.
وذكر مقدم الشكوى أن المسؤولين في البيت الأبيض أبدوا له قلقهم إزاء الموضوع، موضحين أن هذه ليست المرة الأولى التي تخفي فيها إدارة ترامب نص مكالمة نظرا لحساسيتها السياسية وليس لدواعي الأمن القومي.
وأعرب المسؤول في الشكوى عن مخاوفه من أن تصرفات ترامب تشكل خطرا على الأمن القومي الأمريكي وتقوض مساعي درع ومواجهة أي تدخل أجنبي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، معتبرا أن هذا السلوك يشكل “مشكلة خطيرة أو صارخة أو إساءة استغلال للسلطة أو مخالفة للقانون”.
ونشرت اللجنة هذه الوثيقة قبل دقائق من الاستماع إلى إفادات القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، جوزيف ماغواير، الذي سيحاول أن يفسر للمشرعين الأسباب التي دفعته إلى الحيلولة على مدى أسابيع دون تسليم الشكوى إلى اللجان المختصة في الكونغرس، على الرغم من تصنيف المفتش العام للاستخبارات الأمريكية، مايكل أتكينسون، إياها كمسألة ذات أهمية عاجلة.
ويشتبه الديمقراطيون في الكونغرس بأن ترامب استغل ملف المساعدات العسكرية الأمريكية إلى أوكرانيا كأداة ضغط على زيلينسكي، لاسيما أن الاتصال جرى في أعقاب قرار البيت الأبيض تجميد قرابة 400 مليون دولار مخصصة لدعم العسكريين الأوكرانيين.
ومن المتوقع أن يعطي نشر الشكوى زخما قويا إلى إجراءات العزل التي ينوي مجلس النواب إطلاقها بحق ترامب، وخاصة أن هذه الوثيقة تسلط الضوء على القضية المدوية وتؤكد وجود شهود عيان آخرين فيها، ما يعيق جهود ترامب تقديم الموضوع على أنه شكوى مقدمة من قبل شخص واحد معارض له.
واتهم ترامب على حسابه في “تويتر” الديمقراطيين بـ”محاولة تدمير الحزب الجمهوري وكل ما يدافع عنه”، ودعا أعضاء حزبه إلى الالتفاف حوله قائلا: “دولتنا على المحك”.
المصدر: وكالة رويترز