حقبة جديدة ترسمها وزارة التربية السورية للدخول بها، خاصة أن الحرب على سورية لم تترك من عصف ظلامها أي منحى على حاله، والأبرز يأتي القطاع التعليمي الذي هو اولى لبنات البناء المجتمعي والحضاري لأي بلد في العالم.
لم يعد حال التعليم في سورية منذ اندلاع الحرب بحاجة لأي لمحة على وسائل الإعلام فالوضع بات معروفاً بتدهوره من حين تحولت غالبية المدارس لمراكز إيواء، والتلاميذ لمشردين بفعل الإرهاب، كل هذا أدى إلى تدهور انضباط سير الحالة التعليمية وبالتالي خسر كل تلميذ مورده العلمي والتربوي الرئيسي الذي كان سابقاً ينهل منه في المدارس، والمدرسون الذين كادوا يوماً أن يكونوا رسلاً، أمسى حالهم عبارة عن أشخاص انقسموا بين العمل التربوي والتدريس، والأهم محاولة ضبط قاعات التدريس التي تحولت من مكان يضم عشرين إلى ثلاثين أو اكثر بقليل من التلاميذ إلى نقطة تجمع ضعف العدد النموذجي لسير عملية تدريسية نموذجية.
اليوم انطلقت أعمال مؤتمر التطوير التربوي الأول من نوعه برعاية خاصة من الرئيس السوري بشار الأسد، ممثلا بوزير التربية عماد موفق العزب، في قصر الأمويين للمؤتمرات بالقرب من العاصمة السورية.
مدرسون ونخب تربوية وضيوف رسميون من دول صديقة، وبرلمانيون، اجتمعوا في القاعة الرئيسية، جالبين معهم العديد من الأفكار لتطوير العمل التربوي، بعد ما طرأ عليه ما يكاد يقارب العطب.
وزارة التربية درست ما أصاب القطاع التربوي على مدار أكثر من ثمان سنوات، وقيمت الاوضاع بموضوعية وبما يخدم المصلحة الوطنية السورية، المناهج على رأس القائمة، والاوضاع الفكرية للتلاميذ المتأثرين ببيئات الحرب المختلفة، الغريبة أصلاً عن البيئات التي نشأت بها الاجيال السابقة لجهة التعليم.
وزير التربية وفي تصريح امام وسائل الإعلام أكد نية فريقه الوزاري تطوير كافة اشكال العمل التربوي حسب ما طرأ لإجراء علاج كامل لما احاط سلك التعليم من أضرار ومعرقلات للعملية التعلمية التي كانت خير نموذج قبل الحرب على البلاد، وهذه العملية ستشمل كافة المناهج لجميع المراحل وبكافة الاختصاصات والمجالات التعلمية، حيث سيتم العمل على خطط تنتقل بالقطاع التربوي مما هو الحال عليه الآن إلى حال أفضل بكثير حتى مما كان عليه قبل الحرب.
وزير التربية السوري، خلال متابعة الحديث أمام وسائل الإعلام أكد على إيجابية كبيرة من خلال أعداد التلاميذ بكافة المراحل التي تقصد العملية التعليمة، وأشار إلى دور كبير استثنائي للمدرسين الذين يقومون بعمل نضالي كبير في ظل الظروف الحالية لبلاده.
هذا ويستمر المؤتمر بأعماله على مدار ثلاثة أيام يشمل ورشات عمل ومحاضرات ونقاشات حول مقترحات وتوصيات سيخرج بها المؤتمر من أجل البدء بالتنفيذ حسب ما اكده القائمون على المؤتمر.
المصدر: موقع المنار