جاء كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ختام مسيرة يوم العاشر من المحرم في الضاحية الجنوبية لبيروت حاسما لجهة ردع العدو الاسرائيلي والتصدي له في كل مرة سيفكر بارتكاب اي عدوان على السيادة اللبنانية او بالاعتداء على المقاومة.
فالعدو الصهيوني بعد محاولته تغيير قواعد الاشتباك مع المقاومة ولبنان منذ ما بعد عدوان تموز 2006 -عبر الاعتداء على السيادة اللبنانية بإرسال مسيرتين مفخختين على حي معوض بالضاحية الجنوبية لبيروت- جنى على نفسه لانه دفع وسيدفع أثمان هذه المغامرة الخاسرة التي ارتكبها عبر زيادة المقاومة لـ”جرعة الردع” في البر والجو.
وانطلاقا من كلام السيد نصر الله الأخير يمكن الاشارة الى الأمور التالية:
-تعزيز الردع: العدو حاول تغيير قواعد الاشتباك، فعززت المقاومة قوة الردع التي تحمي لبنان، ما يعني ان العدو خسر بالنقاط جولة التلاعب بالمعادلات القائمة بدون قدرته على تحقيق أي تقدم.
-الجيش الهوليوودي: ان الجيش الاسرائيلي بعد رد المقاومة في “صلحا” زعم انه خدع المقاومة عبر قيامه بمسرحية سقوط جرحى له وانه يقوم بإخلائهم، وقد سخر السيد نصر الله منه كما كثير من المحللين والخبراء في العالم حيث تحول هذا الجيش الاسرائيلي الى “جيش هوليوودي” لانه بات خائفا وجبانا بعد انه كان يسمى بـ”الجيش الذي لا يقهر”.
-ضربة واحدة لا تكفي: من باب تعزيز الردع لدى المقاومة يمكنها ان تقوم بالرد في المرة المقبلة عبر ضرب اكثر من هدف داخل الأراضي المحتلة وفي اكثر من مكان هناك، باعتبار ان الضربة الواحدة قد لا تؤدي الغرض المطلوب من الرد، وحول ذلك قال السيد نصر الله “أيها الجيش الهوليوودي سنستفيد من هذه التجربة لنقول لكم انكم تقولون لنا في المرة المقبلة اضربوا اكثر من آلية واكثر من مكان”.
-الحزام الأمني داخل فلسطين المحتلة: بعد ارتكاب العدو عدوانه على حي معوض واستهداف شباب المقاومة في سوريا حيث ارتقى شهيدان هما حسن زبيب وياسر ضاهر، وبعد تهديد السيد نصر الله للعدو بضرورة “الوقوف على إجر ونص” وخوفا من رد المقاومة، عمد العدو الى إخلاء منطقة ومساحة وازنة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة تمتد حتى 7 كلم، وهذه كانت المرة الأولى الذي يقيم فيها العدو داخل فلسطين المحتلة مثل هذا “الحزام الأمني”، ولفت السيد نصر الله الى ان “أحد مظاهر قوة المقاومة ان العدو الاسرائيلي لاول مرة ينشئ حزاما أمنيا داخل فلسطين من الحدود بعمق 7 كلم ويخلي مواقعه”.
-الردع الجوي: بدأ العدو الاسرائيلي بتلقي الرد الجوي الذي وعد به السيد نصر الله بعد العدوان على الضاحية، عندما أكد ان العمل انتقل الى ساحة اخرى بضرورة الرد على الانتهاك الصهوني للسيادة اللبنانية جوا، فمن نتائج العدوان ان قامت المقاومة بإسقاط مسيرة اسرائيلية في خراج بلدة “رامية”، وبالتالي يمكن للمقاومة ان تسقط طائرات العدو في كل مرة تقدر هي ذلك وتحدد الزمان والمكان، بما يعزز الردع بمواجهة العدو.
-سقوط الخطوط الحمراء: اعتداء العدو على الضاحية قد تخطى كل الخطوط الحمراء والضوابط المعمول بها، ما دفع بالمقاومة لإسقاط كل الخطوط الحمراء التي كانت تتم مراعاتها سابقا، وهذا ما شدد عليه السيد نصر الله حيث قال “اذا اعتدي على لبنان بأي شكل من اشكال الاعتداء، هذا العدوان سيرد عليه بالرد المناسب المتناسب”، ولفت إلى انه “من اجل الدفاع عن لبنان وسيادته وامنه وكرامته لا خطوط حمراء على الاطلاق وهذا انتهى”.
-الاعتراف الدولي بقوة لبنان والمقاومة: لا يخفى على أحد مدى الضغوط التي حاولت العديد من الدول الغربية وغير الغربية القيام بها على لبنان بعد العدوان الاسرائيلي وبانتظار رد المقاومة، في محاولة من هذه الدول لمنع المقاومة عن الرد للتخفيف عن العدو الخوف والمخاطر، كل ذلك يؤكد الاعتراف الدولي بقدرة المقاومة على الرد وإيلام العدو وبقدرة لبنان على الرد وردعه، لان لبنان يمتلك عناصر القوة الضرورية والمتمثلة بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، وحول ذلك قال السيد نصر الله إن “الكثير من الدول اتصلت قبل رد وبعد رد المقاومة وعلى اللبنانيين ان يعرفوا أنهم اليوم أقوياء”.
-التزام لبنان بالـ1701: فضح العدوان على الضاحية(وما تبعه من ردود سياسية وإعلامية لبنانية) العدو الاسرائيلي امام العالم، وأكد أن “اسرائيل” هي من تنتهك القرارات الدولية ولا سيما القرار رقم 1701 وتضرب بعرض الحائط كل القوانين والانظمة، وان لبنان هو من يحترم قرارات مجلس الامن ويلتزم بها وبالتحديد القرار 1701، وقد برز ذلك عبر المواقف اللبنانية الرسمية لا سيما التي صدرت عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الدين الحريري، وايضا عما صدر عن المقاومة حيث قال السيد نصر الله “لبنان يحترم القرار 1701 وحزب الله جزء من الحكومة التي تحترم القرار مع العلم ان اسرائيل لا تحترمه وهي تنتهك بشكل متواصل”، فالمقاومة لم تقوم بالرد إلا لأن العدو اعتدى على السيادة اللبنانية.
-قوة محور المقاومة: رد المقاومة على العدو سواء باستهداف الآلية الصهيونية في “صلحا” او باسقاط المسيرة في خراج “رامية”، وما تبعه من إنكفاء إسرائيلي وخوف وقلق مصحوب بمحاولات اميركية واوروبية لاستيعاب الموقف ولملمة الامور خوفا على الامن الاسرائيلي، كل ذلك يؤكد مدى قوة محور المقامة في المنطقة وانه قادر على الرد ويمتلك الكثير من الامكانات وان اي مغامرة بحرب أو عدوان سيدفع كيان العدو ثمنها غاليا، وبهذا المعنى قال السيد نصر الله “من يظن أن الحرب المقبلة إذا حصلت ستشكل نهاية محور المقاومة، نقول له إن هذه الحرب المفترضة ستشكل نهاية إسرائيل ونهاية الهيمنة الاميركية في منطقتنا”.
المصدر: موقع المنار