بدأ استخدام الهاتف الخلوي عالميًا منذ أقل من ثلاثين سنة، وذلك بهدف توصيل المكالمات بين جهازين غير متّصلين بأسلاك لحريّة التنقّل والتواصل أينما تواجد المستخدم. هكذا، تحوّل من هاتف فقط يتيح ويستقبل المكالمات، لهواتف تستطيع بث الأغاني، الراديو، تحتوي كاميرات، وغيرها، وصولًا للهاتف الذكي الحالي والذي يمكن من خلاله إجراء عدد لا يحصى من الوظائف والأعمال التي نجريها على الحواسب المحمولة. فإلى جانب التصوير المحترف، تصفّح وإرسال البريد الإلكتروني، تصوير المستندات وتوقيعها، إجراء الاتصالات المرئية والمسموعة للمجموعات، الدفع في المتاجر، بالإمكان أيضًا تعديل الصور على تطبيقات ضخمة كفوتوشوب، ومنتَجة الأفلام مع إضافة مؤثّرات بصرية وصوتية فائقة الدقّة كلّ ذلك باستخدام هواتف ذكية من العام الحالي أو السابق كجهاز آيفون X، أو سامسونغ S10، أو هواوي P10. في ظلّ كل ذلك، بدأت الشركات الكبرى المُصنّعة للهواتف الذكية تجد صعوبةً في الابتكار عامًا بعد عام، خصوصاً بعد أن أصبحت جميع الهواتف متشابهة في التقنيات والخدمات التي تقدّمها، مع تعديلات طفيفة كل عام في الكاميرا، السِعة والهيكل الخارجي. فما الذي سيتطوّر في الأعوام الأحد عشر المقبلة في الهواتف الذكية؟ وما الذي سنستطيع القيام به بواسطة هواتفنا في الأعوام المقبلة؟ لإجابة سهلة، بسبب اتّجاه وتطوّر الهواتف الذكية في السنوات القليلة الماضية. فمنذ العام 2012 تسعى شركات الهواتف للتخلّص المرحلي من الأزرار، تحديداً زر الرجوع وذلك بغية تحويل واجهة الهاتف إلى شاشة زجاجية خالية تمامًا من الأزرار. وبالنظر إلى بعض الإنتاجات والمسلسلات التي تتحدّث عن المستقبل، نرى استشرافاً يقول إنّ الهاتف الذكي سيتحوّل إلى هوية الفرد وطريقة دخوله وتنقّله وسفره أينما كان.
هنا، لمحة عمّا سيستطيع الهاتف الذكي فعله عام 2030:
1- بديل عن جواز السفر
سيتيح الهاتف الذكي اجتياز نقاط العبور في المطارات وذلك عبر عرض كامل لوثائق المستخدم القانونية المحمّلة في الهاتف الذكي والمتصلة بشريحة الهاتف، بصمة الأصابع وبصمة العين والتي ستصبح متاحة في الهواتف الذكية في السنوات الخمس المُقبلة. قد يبدو هذا الأمر صعبًا، لكن لنتذكّر طرح شركة “آبل” لبصمة الإصبع والتي شكّلت ثورة في طريقة فتح وإقفال الهواتف الذكية بعد أن كان كثيرون يعتقدون أنّ الأمر مستحيل.
2- قرص لحفظ المعلومات
لا داعي لشراء USB أو قرص صلب كبير لحفظ المعلومات في المستقبل القريب، فسعة الهواتف الذكية ستصبح “واحد تيرابايت” وما فوق، وبذلك ومع خاصية نقل البيانات من وإلى الهواتف، ستصبح الأجهزة حافظة لجميع المعلومات والمستندات. هذا وسيتّصل الهاتف بالأجهزة الذكية المخصّصة لنقل وعرض المحتوى، كالطاولات الذكية في المطاعم والمكاتب الخاصة، الزجاج الذكي الذي يحجب الضوء ويتحوّل لشاشة عرض للأخبار، الصور ومواقع التواصل وغيرها. ومع وصول سرعات الإنترنت في السنوات المقبلة إلى أكثر من عشرة جيغا بايت في الثانية، سيصبح نقل محتوى الهواتف للعرض مسألة تلقائية بمجرّد كبس زر العرض أو لمس الهاتف للجهاز العارض.
3- محفظة نقود ونقاط
إذا كان الهاتف الذكي الحالي بإمكانه الدفع بواسطة بطاقة الائتمان المتّصلة به، فإن السنين المقبلة ستشهد على تحوّل الهاتف إلى محفظة للنقود. الأمر بدأته منذ شهر تقريبًا شركة “آبل” عبر إعلانها عن بطاقة خاصة بها تحت عنوان Apple Card والتي هي بمثابة وسيلة سهلة وآمنة للدفع وإرسال الأموال وتلقّيها مباشرةً عبر تطبيق التراسل الخاص بآبل iMessage. ومع تطوّر تلك الخدمة في السنوات المقبلة، سيصبح الهاتف جهازًا لحفظ الأموال الافتراضية المتّصلة ببطاقة تحتوي على الأموال الفعلية والتي بإمكان أي مستخدم تحويلها وإرسالها بواسطة رقم الهاتف فقط لأي شخص آخر. ومع الاستخدام، تأتي النقاط والتي تستبدل من قبل المستخدم بمبالغ نقدية أو هدايا.
4- مستوصف صغير بمتناول اليد
جميع الشركات الكبرى المصنّعة للهواتف الذكية باتت تُنتج ساعات ذكية بمميزات صحّية أبرزها التنبّه لضغط الدم ودقات القلب واتّصالها بالهاتف لتنبيه المستخدم في حال تعرّض لتغيّر مفاجئ في ضغطه أو دقّات قلبه. هذا وتسعى الشركات لتطوير استخدامات الأجهزة الذكية التي نرتديها لتصبح قادرة على تنبيه المستخدم لعدد كبير من المشاكل الصحّية التي من شأنها تعريض حياته للخطر كارتفاع مستوى السكّري في الدم وغيرها. ولعلّ آخر تطوير في ساعات ”آبل“ الذكية يبشّر بميزات متطوّرة جدًا للحفاظ على الصحة. فقد أصبح بالإمكان القيام بتخطيط للقلب بأقل من دقيقة واحدة وذلك باستخدام أحدث نسخة من الساعة الذكية والتي هي ساعة آبل Series 4. إذًا، في السنوات العشر المقبلة، يمكن وبواسطة الهاتف الذكي التنبّه لأكثر العوارض التي تؤدي إلى مشاكل صحّية عبر المستشعرات الذكية في الهاتف، الكاميرا، وغيرها والتي ستتّصل تلقائيًا بالطبيب لإعلامه بحالة المستخدم واذا ما كان من الضروري ذهابه إلى المستشفى بسبب وعكة صحّية أو حالة حرجة.
المصدر: العربي الجديد