الحقيقة الغائبة عن الجميع عبارة عن تفصيل صغير، فنحن نتكلم عن وسائل تشغيل الإنترنت، وهذا يحتاج لكومبيوتر، سواء “لابتوب” أو هاتف ذكي أو “تابلت” أو ساعة بالذكاء الصناعي، كلها وسائل تشغلها الطاقة الكهربائية، وهذا يؤدي إلى هدر طاقة توليد الكهرباء وينتج ثاني أوكسيد الكربون الضار بالمحيط.
حلقة بحث فرنسية اسمها “The Shift Project” وهي منظمة غير ربحية كشفت في دراسة نشرتها مؤخراً عن وسائل بحثية لبناء اقتصاد يعمل بطاقة متجددة. المبلغ الذي تطلب رصده الدارسة يشمل تكاليف إنشاء البنية التحتية المطلوبة، وتكاليف بناء قاعدة معلومات، ستفعّل كلها بمبدأ الطاقة المتجددة.
وتعرض حلقة البحث ثلاثة سبل يمكن أن تكشف التأثير البيئي الخفي للتقنيات الرقمية على المستخدمين والمواطنين. ويتوخى الفريق الناشط في الحلقة أن يتحرى حجم الاستهلاك الجاري على قواعد المعلومات، علاوة على استهلاك مصادر الطاقة، من خلال عروض تشغيل الفيديو، ورفعها على منصات وسائل التواصل الاجتماعي
وسيلتان من الوسائل المتبعة تزيح الستار عن التأثيرات غير المرئية لاستخدامات المستهلك للأنترنت. أما الوسيلة الثالثة فتتيح للمستخدم تقليل تأثير الانتاج عبر “الأونلاين” المتأتي من عن اعادة نشر الفيديوهات من خلال مستهلكين محترفين أو هواة.
التأثير البيئي للتقنيات الرقمية بات يعرف اليوم بأنه تأثير غير مستدام، لكن أصبح له تأثير متنامي. استهلاك الطاقة عبر التقنيات الرقمية يتصاعد سنويا بمعدل 9%. استخدام التقنيات الرقمية، يسبب 55% من استهلاك الطاقة، مقارنة ب 45% من الاستهلاك الحاصل لدى انتاج المعدات الرقمية.
عمليا نحن نعيش في عالم، تنتج فيها الفيديوهات المنشورة أون لاين فحسب 60% من تداول المعلومات، وتنتج بذلك نحو 300 مليون طن من ثاني أوكسيد الكاربون سنوياً.
من جهة التغير المناخي، لا يتعلق الأمر بأن تكون “مع” أو “ضد” استخدام أو اعادة نشر الفيديوهات والثقافة الاباحية، العلاج والدواء الهاتفي، نيتفليكس، أو حتى البريد الإلكتروني: التحدي يقع هنا في تجنب تصرف سيؤثر سلباً إلى حد بعيد في مصادر الطاقة ويخلف نتائج بيئية وخيمة. وكل هذا يجعل الوضع خاضعاً لاختيار مجتمعي يتجنب فرض تأثيرات لم نخترها، ولكنها تجري على حسابنا.
المصدر: dw.com