هل لانها صوتٌ عربيٌ صداحٌ ضدَ التطبيعِ والمطبعينَ معَ الارهابِ الصهيوني، عاقبوها بالارهابِ التكفيري؟ ام لانها لم تنَم معَ نعاجِ الامةِ على مذبحِ صفقةِ القرنِ في المنامة، فعاجلوها بذبحِ ابنائها؟
انها تونسُ الواقفةُ عندَ ثوابتِ ابنائها بهويتِهم القوميةِ العربيةِ الفلسطينية، ضدَّ كلِّ ارهابٍ صهيونيٍ او تكفيري، ردُّوا عليها اليومَ بتفجيراتٍ انتحاريةٍ في وسطِ العاصمةِ وفي شارعِ الحبيب بورقيبه حيثُ ما زالَ صدى حناجرِ التونسيينَ الهاتفينَ ضدَ العدوِ الصهيوني، وضدَ مؤتمرِ المنامة. فهل صُدفةٌ هي العملياتُ الارهابيةُ التي ضربتها اليوم؟ ولمصلحةِ من، الا العدوَّ الصهيوني، فعلُ هؤلاءِ السائرينَ بتوجيهِ الحقدِ والفكرِ التكفيري؟ وهل بدأَ دورُ هؤلاءِ في الشمالِ الافريقي بعدَ ان حوصروا الى حدِّ الاختناقِ في سوريا والعراق؟
تونسُ التي تقفُ عندَ مفترقٍ امنيٍ وسياسيٍ حساسٍ معَ معاودةِ الارهابِ لاجرامِه، وحراجةِ الوضعِ الصحي للرئيس الباجي قايد السبسي، لملمت سريعاً آثارَ التفجيرينِ الارهابيينِ اللذين اوقعا شهيداً وعدداً من الجرحى، وتجمهر َ التونسيونَ بشكلٍ عفويٍ في مكانِ الاعتداءينِ رافعينَ هتافاتِ التمجيدِ لتونسَ والقدسِ وفلسطين.
في لبنانَ رفعت الحكومةُ من مستوى الموقفِ ضدَ صفقةِ القرن، فأكدَ الرئيسُ سعد الحريري في مستهلِ الجلسةِ الحكوميةِ اليومَ أنَ لبنانَ ضدَ مشروعِ الصفقة، وضدَ التوطين، وهو دائماً إلى جانبِ حقوقِ الفلسطينيين..
مطالبُ العسكريينَ المتقاعدين وتحركاتُهم لم يناقِشْها مجلسُ الوزراء، الذي يشعرُ ان بعضَها من خارجِ المنطقِ والقانونِ كما قالَ وزيرُ الاعلامِ بالوكالةِ وائل ابو فاعور..
اما مطالبُ اساتذةِ الجامعةِ اللبنانيةِ فلا اقوالَ حكوميةً ولا افعالَ حولَها، ومصيرُ الطلابِ معلقٌ على مصيرِ الاضراب..
وان كانَ الاضرابُ قد آذى الطلابَ والجامعة، فانَ المطلوبَ من السياسيينَ الاسراعَ بالتجاوبِ معَ مطالبِ الاساتذةِ وحقِهم بالتفرغِ الذي لا يمكنُ ان يتوقفَ بقرارٍ حكومي، وصندوقِ التعاضدِ الذي هو حقٌ للمتفرغين.
فمن الطبيعي ايجادُ الحلول، ومن غيرِ المسموحِ استهدافُ الجامعةِ اللبنانيةِ التي لها الفضلُ على الكثيرِ من السياسيينَ الذين يشاركون اليومَ بصنعِ مصيرِها..فمصيرُها لا يُحددُهُ مؤتمرُ سيدر ولا غيرُه، فهي صرحٌ وطنيٌ لكلِّ اللبنانيينَ وستبقى اقوى من كلِّ التحدياتِ والمتربصين..
المصدر: قناة المنار