هو ليس حادثَ اسقاطِ طائرةِ تجسسٍ امريكيةٍ فحسب، ما جرَى فجرَ اليومِ في المياهِ الاقليميةِ الايرانيةِ، بل رسالةٌ استراتيجيةٌ بَعثت بها الجمهوريةُ الاسلاميةُ عبرَ صواريخِ الثالث من خورداد، التي احالت فخرَ الصناعةِ الاميركية – اقوى طائراتِها بدونِ طيارٍ التجسسية – الى خُردة،، ومعها عنترياتُ دونالد ترامب واوهامُ حلفائِه..
لم يُفلح النفيُ الاميركيُ بدايةً في حِفظِ ماءِ وجهِ الادارةِ المتخبطة،فعاجلَها الايرانيُ بالتأكيدِ انَ طائرتَهم اُسقطت بصواريخَ ايرانيةِ الصنعِ تماماً، وداخلَ مياهِه الاقليميةِ قربَ مضيقِ هرمز..
كعادته معَ كلِّ ارباك، ذهبَ الرئيسُ التائهُ الى الترميزِ والتغريد، فايرانُ ارتكبت خطأً جسيماً بحسبِ دونالد ترامب الذي لجأَ الى البنتاغون لمشاورتِه، لكنْ لا يجبُ ان نتهورَ قالت رئيسةُ مجلسِ نوابِه نانسي بيلوسي، فالوضعُ خطيرٌ ونحنُ لا نرغبُ بالحرب..
اما القولُ الايرانيُ فجاءَ عبرَ قائدِ الحرسِ الثوري اللواء حسين سلامي: إسقاطُ الطائرةِ رسالةٌ واضحة، وحدودُنا خطٌ أحمر… لا نسعى لحربٍ معَ أيِّ دولةٍ أكدَ الجنرالُ الايراني، لكننا سنردُّ بقوةٍ على أيِّ عدوان ..
ومعَ قوةِ اُولى الرسائلِ الايرانيةِ الواضحةِ التي اصابت اهدافَها الاستراتيجية،رسالةٌ الى المجتمعِ الدولي كقوةِ الحقِّ الايراني،فكانت شكوًى رفعتها الخارجيةُ الى مجلسِ الامنِ ضدَ الولاياتِ المتحدةِ لخرقِها المجالَ الجويَ الايراني، معَ تحذيرٍ لواشنطن من تكرارِ هذا الخطأِ الاستراتيجي..
اما التصريحاتُ العربيةُ وعنترياتُها الاعلامية، فلا مجالَ لوضعِها في حساباتِ المعادلةِ التي باتت اصعبَ بكثيرٍ مما توهمَه البعضُ، الرابضُ على دولاراتِه ظناً انها قادرةٌ دائماً على انقاذِه..
لكنَ السؤالَ هل يأخذ المغامر الاميركي العالم الى حافةِ الهاوية؟ ومن يلجمُ الرئيسَ التائهَ الهاربَ الى الاَمام؟
وهل يحتملُ احدٌ اشتعالاً لنارِ التصعيدِ التي تطالُ براميلَ النفطِ المهتزةَ معَ كلِّ تطورٍ خطير، وآخرُها اليومَ زيادةُ الستةِ بالمئة؟ وبحسبِ نظرياتِ النسبةِ والتناسبِ السياسية،هل ما نشهدهُ بدايةُ انتكاسةٍ امريكيةٍ جديدةٍ في مِنطقتِنا؟
وماذا بعد؟
المصدر: قناة المنار