يأخذ التنمر عدة أشكال، ومن بينها إغاظة الآخرين، واستخدام أسماء مسيئة، والصورة النمطية، والقتال، والتجاهل، ونشر الشائعات، والفضائح العلنية، والتهديد العدواني، وذلك قد يكون في الحياة الواقعية أو عبر الإنترنت.
وخلال العام الدراسي الماضي، أقر 7 من بين 50 طالباً في المدارس الثانوية العامة في جميع أنحاء كاليفورنيا، بأنهم عانوا من التنمر أو المضايقات بسبب عرقهم أو أصلهم القومي، خلال الـ12 شهراً التي مضت وفقاً لتحليل أجراه موقع “U.S.News”.
واستخدم التحليل بيانات من مسح الأطفال الأصحاء في كاليفورنيا، وهو مسح مجهول لسلامة المدارس، وصحة الطالب، وتديره إدارة التعليم بالولاية في الصفوف 5 و7 و9 و11، وخلص إلى أن حوالي 7٪ من الطلاب في جميع أنحاء الولاية قد عانوا من التنمر المرتبط بالدين، بينما عانى 6٪ من ذلك على أساس وضعهم الفعلي أو المحسوس، كمهاجرين.
وأظهر التقرير أيضاً أن الطلاب الذين أقروا بأنهم تعرضوا للتنمر بسبب العرق أو الجنسية، كانوا أكثر عرضة لتدخين السجائر، وقد كانت معدلات شرب الكحول لديهم أعلى بمعدل 4 من بين كل 10 طلاب منهم لجأوا للكحول خلال الأشهر الـ12 التي سبقت، مقارنة بـ 3 من أصل كل 10 طلاب لم يتعرضوا للتنمر.
ويتوافق التحليل مع النتائج التي توصلت إليها دراسة استقصائية أُجريت عام 2018، نُشرت في مجلة “JAMA Pediatrics” لأكثر من 2500 مراهق. وأشارت الدراسة إلى أن المخاوف المتعلقة بالتمييز المتزايد، ارتبطت بزيادة وتيرة تعاطي المخدرات أو الكحول، واحتمالات أعلى بنسبة 11٪ للاكتئاب، وزيادة أعراض اضطراب فرط الحركة الناتج عن نقص الانتباه بنسبة 12٪.
وإذا كان الحاضر مؤلماً، فالمستقبل لا يبشر أيضاً بالخير للطلاب المعرضين للتنمر. ووجدت دراسة نُشرت في عام 2015 أن المراهقين الذين يتعرضون للتنمر من قبل أقرانهم لأي سبب من الأسباب، سيعانون من آثار على المدى الطويل على الصحة العقلية، بشكل أسوأ من الأطفال الذين أُسيئت معاملتهم من قبل البالغين. وقد أظهر البحث أن الأطفال الذين يتعرضون للتنمر هم أكثر عرضة للإصابة بالقلق، والاكتئاب، والتفكير في إيذاء النفس، والانتحار في وقت لاحق من الحياة.
بالإضافة إلى ذلك، وصف تقرير حديث صادر عن الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب، التنمر باعتباره مشكلة خطيرة في الصحة العامة. وإلى جانب التسبب في الاكتئاب والقلق، وتسببه بتعاطي الكحول والمخدرات، تظهر الآثار الضارة للتنمر جسدياً لدى الأطفال والمراهقين عن طريق تعطيل نومهم، والتسبب في مشاكل في الجهاز الهضمي، والصداع.
ووجدت دراسة منفصلة أن الأطفال الذين تعرضوا للتنمر طيلة مسيرتهم الدراسية، لديهم درجات اختبار متدنية، وكراهية متزايدة للمدرسة، وفشل في الثقة في قدراتهم.
ومع ذلك، فإن المتنمرين أنفسهم يعانون أيضاً، كما تقول الأكاديميات الوطنية، بحيث لديهم معدلات أعلى من الاكتئاب مقارنة بأولئك الذين لم يمارسوا التنمر ولم يتعرضوا له.
المصدر: سي ان ان