ملأَ الارهابُ الخنادقَ بينَ السياسيينَ بدماءِ العسكريين، عندما ضربَ مقتلاً في طرابلس فأصابَ به لبنانَ باربعةِ شهداءَ رسموا التنسيقَ بينَ الاجهزةِ الامنيةِ بالدم، بعيداً عن المتاريسِ السياسية..
ولانه عملٌ ارهابيٌ منشأُهُ مدارسُ ومناهجُ تكفيريةٌ مَرعية ، خرجَ عبدر الرحمان مبسوط ، الارهابيُ العتيقُ منذُ العامِ الفينِ وخمسةَ عشر، المتمرسُ بارهابِه بينَ ساحاتِ سوريا ولبنان، المعروفُ عندَ الاجهزةِ الامنية، الموقوفُ في سجنِ رومية، والخارجُ منهُ باخلاءِ سبيلٍ بعدَ ان أُشبعَ تطرفاً ككثيرين، خرجَ من انسانيتِه كوحشٍ داعشيٍ يغدر باربعةَ فرسانٍ أتَوا من اقاصي الجنوبِ والبقاعِ والمتنِ ليَحمُوا الامنَ في طرابلس الفيحاء، فعادوا شهداءَ مخضبينَ بدمائِهم المصابةِ برصاصاتِ التحريض .
لم يكن بعضُ السياسيينَ والمعنيينَ على مستوى الحدث، بل ذهبوا لتحليلاتِ وتبريراتٍ لا ترتقي الى مستوى الدماءِ التي بُذِلَت، فاشتبكت التغريداتُ والتصريحاتُ حتى كادت تفصلُ دماءَ الملازم اول الشهيد في الجيش اللبناني حسن فرحات والشهيد المجند ابراهيم صالح، عن دماءِ رفيقَيْهِما في قوى الامنِ الداخلي الشهيد جوني خليل والشهيد يوسف فرج ..
والى ان يُفرِّجَ الل على اللبنانيينَ الواقعينَ بينَ خطرِ الارهابِ ورُهابِ الاداءِ لدى بعضِ الطبقةِ السياسية، تبقى الاسئلةُ هي الملاذ: اَلا تستدعي فاجعةُ طرابلس التنبهَ والترفعَ لدى الطبقةِ السياسيةِ وابعادَ القوى العسكريةِ والقضائيةِ عن الزواريبِ الضيقة؟ الا تستحقُ دماءُ العسكريينَ ومئاتِ اللبنانيينَ النظرَ القضائيَ والامنيَ الدقيقَ لكل ِّمن اصابتهُ لوثةُ الارهابِ حتى يَشفى منها، واِن ادَّى محكوميتَه او نالتهُ الشفاعةُ السياسية؟
ويبقى الاملُ بما أكدَه رئيسُ الجمهوريةِ خلالَ اجتماعِ مجلسِ الامن المصغر، من أنَ حادثَ طرابلس لن يؤثِّرَ على الاستقرارِ في البلاد، مع ضرورةِ تكثيفِ المتابعات الامنية للمشبوهين، والمبادرة الى تنفيذ عمليات استباقية عند الضرورة..
المصدر: المنار