بعدَ طولِ انتظارٍ عَبَرَتِ الموازنةُ النفقَ الحكوميَ باقلِ الخسائرِ الممكنة، وهي متجهةٌ من قصرِ بعبدا الى مجلسِ النوابِ الذي يَتَحَضَرُ لاستقبالِها اَيَّ استقبال..
على الطريقِ من القصرِ الحكوميِ الى قَصرِ بعبدا افرغتِ الموازنةُ الكثيرَ من الاشاعات، واستوت على حقيقةِ اَنَها خُطوةٌ ايجابيةٌ من دونِ اَن تُعبِرَ عن كاملِ الآمالِ المرجوة، خاصةً أنها لم يسلم منها الفقراءُ وذوو الدخلِ المحدود.
وان كانت اصاباتُها محدودةً بعدَ عَدَمِ المَسِّ برواتبِ الموظفينَ وعدمِ مقاربةِ تدابيرَ العسكريينَ، بقيَ رسمُ الاثنينِ في المئةِ على السلعِ المستوردةِ اصعبَ القراراتِ الذي سيتحولُ الى ضريبةِ استهلاكٍ تَطالُ جميعَ اللبنانيين، وعلى هذا الاساس كان اعتراضُ وُزراءِ حزبِ اللِ الشديدِ ومعهُم وُزراءُ أمل ووزيرُ المردة على هذهِ الضريبة..
ولكي لا يَدفَعَ الجميعُ ضريبةَ التسويف، فاِنَ العينَ على نقاشاتِ مجلسِ النواب، وعلى البَدءِ بِبَحثِ موازنةِ الالفينِ وعشرينَ مع ما هيأتهُ لها نقاشاتُ الموازنةِ الوليدةِ اليومَ من افكارٍ لبحثِها وتبنيها.
وحتى تخرجَ الموازنةُ معافاةً من مجلسِ النوابِ فاِنَ سؤالاً برسمِ المعنيينَ معَ فَرضِهِم رسمَ الاثنينِ في المئة: مَن سيراقبُ جشعَ بعضِ التجارِ والمستوردين، ومن سيضبُطُ الاسعارَ التي طالما تُحرِكُها الاشاعات، فكيفَ معَ حقيقةِ اعلانِ ضرائبَ ورسومٍ اضافية؟
في العالمِ الذي يُرسَمُ على قواعدِ التطرف، اعطتهُ انتخاباتُ البرلمانِ الاوروبيِ مصداقاً اضافياً، مع تقدمِ الشعوبيينَ وحماةِ البيئةِ واللبراليينَ على حِسابِ السياسيينَ التقليديين، ما يُنذِرُ بِحَسَبِ المراقبينَ ببرلمانٍ اوروبيٍ أكثرَ تفككاً..
المصدر: قناة المنار