عادت مسألة تطبيع الانظمة الخليجية مع العدو الاسرائيلي والتواطؤ لتصفية القضية الفلسطينية، الى صدارة الأحداث من جديد في المنطقة مع الاعلان الاميركي عن عقد مؤتمر في البحرين يعتبر هو الخطوة الاولى في ما يسمى “صفقة القرن” الهادفة لإنهاء القضية المركزية للامتين العربية والاسلامية.
فعلى الرغم من الرفض الفلسطيني المطلق لعقد مثل هذه المؤتمرات وبالتحديد هذه الخطوة في البحرين المسماة بمؤتمر “السلام من أجل الازدهار”، الذي ينعقد في 25 و26 حزيران/يونيو في المنامة بمبادرة من الادارة الاميركية وبالتحديد من الرئيس الاميركي دونالد ترامب وصهره جيراد كوشنير، سارعت السعودية والامارات الى الاعلان عن المشاركة في هذه الورشة التي يتم الباسها اللبوس الاقتصادي والاستثماري والإدعاء ان الهدف هو الانماء وايجاد فرص العمل للفلسطينيين وغيرها من الشعارات التي ما عادت تنطلي على أحد وتهدف بالنهاية لتحقيق عدة أهداف على رأسها تعزيز التطبيع بين الانظمة الخليجية والعدو الصهيوني، ووضع الخطوة الاولى لمحاولة تطبيق ما بات يعرف بـ”صفقة القرن” وإعادة رسم خريطة المنطقة وفق المشاريع والمصالح الاميركية والاسرائيلية.
والنظام البحريني الذي يعتبر الحلقة الاضعف بين الانظمة الخليجية اللاهثة خلف كسب الرضا الاميركي والاسرائيلي، يعمل ليكون اول من يفتح ابوابه لمرحلة الحرب المعلنة من قبل هذه الانظمة على القضية الفلسطينية بالتعاون والتكافل مع واشنطن وتل ابيب وبدعم اكيد وواضح من الرياض وابو ظبي، ويذكرنا هذا المؤتمر المزمع عقده بالبحرين بـ”مؤتمر وارسو” الذي عقد في العاصمة البولندية في 13 و14 من شهر شباط/فبراير 2019 وقيل انه يهدف لمواجهة ايران وقدراتها التي تهابها واشنطن وتل ابيب وأدواتهما العربية والاسلامية، حيث تم الحشد للتحريض على طهران ومحور المقاومة والعمل على تشويه صورتهما لانهما يحاربان الارهاب ويعطلان المشاريع الاميركية والاسرائيلية في هذه المنطقة.
وحول ذلك المؤتمر الذي سيقعد في المنامة، قال ممثل “حركة حق” البحرانية المعارضة في الخارج الأستاذ عبد الغني الخنجر “اليوم يُتّوج النظام الخليفي تحركاته المشبوهة ولهثه نحو الإرتماء في أحضان الصهيونية ببيان مشترك مع الإدارة الأمريكية المرتهنة للصهاينة، يعلنان فيه عن تنظيم مؤتمر في العاصمة البحرينية المنامة وهو يعد أول خطوات ما يسمى صفقة القرن”.
واضاف خنجر في تصريح خاص لموقع “قناة المنار إن “هذه الخطوة لم تترك أي مجال للشك بمدى توّرط النظام الخليفي في جريمة التطبيع وخيانة فلسطين”، وتابع “كما أنها تكشف الهوة بين مواقف شعب البحرين الذي يستعد لإحياء يوم القدس العالمي تضامنا مع فلسطين وبين مواقف السلطة في البحرين التي دون حياء تنسق مع المحور الصهيوأمريكي لتصفية قضية الأمة”.
وأكد خنجر ان “المواقف الفلسطينية اليوم الرافضة لعقد مثل هذا المؤتمر أو المشاركة فيه هي مواقف مشرفة يجب أن تساندها كل القوى الشريفة وكل الشعوب الحرة التي تقف مع شعب فلسطين وخصوصا في دول الخليج”، وشدد على ان “شعب البحرين وقواه الحيّة الشريفة لن تخذل الأقصى ولن تساوم على مسنادة شعب فلسطين”، ولفت الى أن “الأنظمة الديكتاتورية العميلة في المنطقة لن ولم تجنِ غير العار بخيانتها لفلسطين”.
والواضح ان الشعب الفلسطيني بكل فصائله وحركاته يرفض رفضا مطلقا التنازل عن الحقوق المشروعة له، فلا يوجد أي فلسطيني يقبل بالسير بمثل هذا المخطط الاستعماري للإطاحة بحقوق الفلسطينيين الثابتة وعلى رأسها حق العودة وتحرير الارض وفي جوهرها قضية القدس العاصمة الوحيدة لفلسطين والتي حاول ترامب طمسها وتغيير واقعها وتاريخها عبر قراره باعتبارها عاصمة لكيان العدو الاسرائيلي.
والاكيد ان الرهان الاول على هذا الموقف الفلسطيني الثابت في هذه القضية ومن خلفه كل الاحرار في هذه المنطقة والعالم وعلى رأسهم كل مكونات محور المقاومة بدوله وأحزابه وتياراته الذين ما بخلوا بتقديم الدماء والسلاح والمال نصرة لفلسطين، بينما غيرهم جل ما فعله عبر التاريخ هو عقد المؤتمرات وتقديم بعض المساعدات للحصول على أثمان سياسية ظهرت في هذه المرحلة بكل وضوح انها تهدف لاستثمارها بخدمة العدو وضرب القضية الفلسطينية.
المصدر: موقع المنار