ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن الرئيس ترامب أبلغ وزير الحرب باتريك شاناهان منذ ساعات، بأنه لا يريد خوض حربٍ مع إيران، وكرَّرها أمام مسؤولي إدارته في إجتماعٍ خاص بتقييم الوضع في الشرق الأوسط.
وإذا كانت المدمرة “لينكولن” تُجري استعراضها على وقع أغنية “أنا أحبّ الملِك”، فإن كلفة المحبَّة الأميركية لملوك وأمراء تُدفع كما الضريبة، منذ صوَّرت أميركا بعد العام 1979 الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكأنها “البُعبع” الذي سيبتلع الخليج، وتميَّز ترامب عن أسلافه بأنه زاد من عيار ضغط الإبتزاز لأن مَن سبقه من الرؤساء الأميركيين كانوا كما وصَفَهُم “أغبياء” لعدم مطالبتهم ببدل حماية العروش.
منذ أتَّجهت المدمِّرة “لينكولن” الى الخليج، والشعب الأميركي واثق أنها ذاهبة للإستعراض، ليس لأن ترامب بحاجة الى عمل عسكري نوعي يُعزِّز من وضعه الإنتخابي لولاية ثانية، بل لأن ترامب سيجلِب المال الذي لا يُكلِّفه كما قال سوى مكالمة هاتفية مع الملك السعودي، والشعب الأميركي راضٍ طالما أن ترامب قادرٌ على جلب المال والإستثمارات الى داخل أميركا وفي داخل السعودية مُقابل جولة تقوم بها “لينكولن” أو سواها.
أوساط الشارع الأميركي مُطمئِنَّة، أن ترامب لن يرتكب حماقة ويعتدي على إيران لأسبابٍ عديدة، منها، أن البعد الجغرافي عن إيران لا يُشكِّل خطراً مباشراً على الأميركيين، لكن الخطر يغدو مباشراً، متى حصلت مواجهات في مضيق هرمز، مما سيرفع أسعار النفط، والمواطن الأميركي ليس على استعداد لِتَحمُّل “سنت واحد” من الزيادة على صحيفة البنزين في حربٍ لا جدوى منها للداخل الأميركي طالما أن استعراض الإبتزاز يؤتي بثماره من أموال الخليج.
مضيق هرمز، هو نقطة الضعف لدى الأميركيين والخليجيين على حدٍّ سواء، لأنه مضيق المواجهات الإقتصادية مع القوى الكبرى خاصة روسيا والصين، ولذلك هو من أولى نقاط قوَّة إيران، لأنها قادرة على السيطرة عليه نارياً عند أي اعتداء على سيادتها وأمنها القومي والإقتصادي، وأمام هلوسات ترامب، بأن يُوصِل تصدير النفط الإيراني الى الصفر، فإن ساعة الصفر لأية حربٍ محتملة مؤجلة على الدوام، لأن هكذا حرب قد تطال آباراً نفطية، وهناك دول قد يتوقَّف قطاع النفط فيها عن الإنتاج، ولن تحتاج أصلاً استخدام مضيق هرمز سوى لبواخر الإعاشات والإعانات، وتغدو عاجزة عن تسديد فواتير أميركا لبقاء العروش المُرتعِشة، بدليل، قوّة الخطاب الإيراني في الإستعداد للمواجهة، مُقابل الرُعب الذي تعيشه الشوارع الخليجية المجاورة التي ستخلو من ساكنيها عند أول طلقة…
المصدر: موقع المنار