في مشهدٍ كوميديٍ تراجيديٍ في آنٍ معا، ظهرَ ترامب في ولايةِ فلوريدا الاميركية. وعلى قاعدتهِ “مَعَك دولار بتسوى دولار ” خاطبَ الرئيسُ الاميركي الملك سلمان مجددا. السعودية ليسَ لديها شيءٌ سوى المال وعليها الدفعُ مقابلَ الحماية، وهي ستدفَع. وان كانَ المشهدُ مكرراً تقريبا لاكثرَ من تسعِ مراتٍ منذُ تسلُّمِ ترامب مَهامَّ الرئاسة، الا اَنَهُ نجحَ باسلوبهِ التهكميِ في اِضحاكِ الحضور.
فالامرُ بالنسبةِ لهم يتعلقُ بمئاتِ ملياراتِ الدولاراتِ وبِخَلقِ مئاتِ آلافِ فرصِ العمل، الا أَنَهُ مُبكٍ لأمةٍ يتنعَمُ الاخرُ بثَرَواتِها ويعبَثُ حكامُها بخيراتها ويستقوون على شعوبهم، مصادر تتحدث عن سقوط شهداء وجرحى في استباحة السلطات السعودية بلدة تاروت في القطيف. والمبكي أيضا ما تحدثَت عنهُ أوساطٌ اِعلاميةٌ صِهيونيةٌ عن نصائحَ يتبرعُ السعوديونَ بتقديمِها لجيشِ الاحتلالِ عن كيفيةِ تسديدِ الضَرَباتِ للمقاومة في قِطاعِ غزة.
لكنَ المفرحَ أنهُ ما زال في هذهِ الامةِ من يقفُ أمامَ الغطرسةِ الاميركية موقفَ النَد للنَد. فالجمهوريةُ الاسلاميةُ الايرانيةُ ومعَ اصرارِها على رفضِ سياسةِ الهيمنةِ والاستعلاء، دفعت ترامب الى ان يترُكَ رَقْمَ هاتِفِهِ عندَ السويسريينَ لايصالهِ الى الايرانيينَ بهدفِ الحوارِ بحَسَبِ ما ذكرت شبكةُ سي اَن اَن الاميركية. وبحَسَبِ ما نَقَلَت شبكةُ التلفزة عن مصدرٍ دبلوماسيٍ، فاِنَ سويسرا على الارجح لَن تُسَلِّمَ الرَقْمَ، ما لم يطلُبُهُ الايرانيون، وطهرانُ لن تفعلَ ذلك. فالى متى سيطولُ جلوسُ ترامب أمامَ الهاتف؟
في لبنانَ، هل ينجحُ الحوارُ بينَ الدولةِ وأبنائِها في حلِ أزمةِ الاضراباتِ الجَماعيةِ المرافِقَةِ لجَلَساتِ الموازَنةِ الحكومية؟ فجلسةُ الغدِ الليليةُ حاسمة. فاذا اقتربَ المجتمعونَ من جيوبِ الموظفينَ، فاِنَ اعتصاماتِ الاثنينِ لِناظرِها قريبة. فهل تُنجِزُ الحكومةُ الموزانةَ غدا، واذا اُنجِزَت فهل تلامِسُ خزائنَ كِبارِ الكَسَبَة ؟
المصدر: قناة المنار