كشفت دراسة حديثة وشاملة في جامعة أكسفورد أن مقدار الوقت الذي يقضيه المراهقون على وسائل التواصل الاجتماعي ليس له سوى تأثير ضئيل على سعادتهم، على خلاف “التوجه غير الدقيق” في الدراسات السابقة التي تشير إلى أن مقدار الوقت الذي يقضيه المراهقون على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يرتبط بالصحة العقلية السيئة.
أجريت الدراسة الأخيرة على 12 ألف طفل بريطاني تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاما، وتم استجوابهم على مدى عدة سنوات لتقييم ما إذا كانت التغييرات في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تتبع تغييرات متوقعة في تقييمهم عن مدى رضاهم عن حياتهم.
وبعد تحليل البيانات بأكثر من ألفي طريقة، توصل فريق البحث إلى أن تأثير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على السعادة “ضئيل، ويمكن القول إنه غير مهم”.
وبالرغم من وجود الضغط من قبل عدد من الوزراء في بريطانيا على شركات التواصل الاجتماعي لإزالة الصور التي تروّج لإيذاء النفس وتسببت بانتحار عدد من المراهقين بعد مشاهدتها في الإنترنت، فإن البروفيسور برزيلسكي -المشارك الرئيسي في الدراسة- يشكك في وجود علاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي واتخاذ قرار بالانتحار، وبيّن قائلا “من السيئ جدا الاستدلال بالمآسي”.
وتحدّث البروفيسور عن “تجربة المراهقين المضطربة”، عندما كان كل من الأصدقاء والمدرسة والمظهر والحياة الأسرية في حالة تغير مستمر، وكانت وسائل التواصل الاجتماعي مسألة هامشية.
وقال إن “99.75% من مدى رضا الشباب عن حياتهم على مدار العام لا علاقة له بكونهم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أقل أو أكثر”.
وبالرغم من أن متوسط التأثير لم يستبعد وجود تأثيرات ذات معنى على بعض الأطفال، قال برزيلسكي: “أعتقد أن هذا دليل على عدم حدوث أي شيء كبير”.
كما أوضحت إيمي أوربين -إحدى المشاركات بالبحث- أنه يجب على الحكومة أن تتوسط للشركات التي تتحكم بالخصوصية، لتسليم البيانات للباحثين بطريقة مسؤولة، لفهم كيف تؤثر الاستخدامات المتنوعة لوسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين.
وفي هذا العام، نصحت الكلية الملكية لطب وصحة الأطفال أولياء الأمور بتعيين وقت محدد لتصفح الأجهزة في حال تداخلت مع أنشطة أخرى، لكنها خلصت إلى عدم وجود خطر كبير في قضاء الوقت لتصفح الإنترنت.
وبالرغم من كثرة الأبحاث التي تدرس العلاقة بين استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وبعض مظاهر التعاسة الشبابية، فإن الباحثين يعجزون عن تقديم صورة واضحة.
ويرجع ذلك إلى سببين: الأول أن كل تلك الداراسات لا توضح العلاقة السببية، أما السبب الآخر فهو اعتماد هذه الدراسات كليا على أقوال المراهقين، وهذا يترك مجالا للشك.
المصدر: التايمز