تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 28-07-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الملف الامني في لبنان اضافة الى التطورات الميدانية في سوريا وتحديداً في محافظة حلب مع استمرار تقدم وحدات الجيش السوري في المنطقة.
السفير
خط سلاح لا ينضب من البلقان إلى مسلحي سوريا
عرض استسلام في حلب وكارتر يريد معركة الجنوب!
الاميركيون يريدون فتح جبهة الجنوب السوري؟ فصل بين مسارح العمليات في العراق وسوريا بحسب كلام وزير الدفاع اشتون كارتر بالامس غداة الحسم المهم في معركة حلب للجيش السوري والحلفاء. تصريح اميركي في توقيت ملتبس واهداف مضللة، خصوصا بعد الانزال الفاشل للقوة المدربة اميركيا واردنيا في البوكمال ومطار الحمدان والذي اباده «داعش» في اواخر حزيران الماضي.
آخر سفينة استأجرتها الولايات المتّحدة لنقل شحنات الموت من دول شرقي اوروبا، غادرت بلغاريا إلى جهةٍ مجهولةٍ في البحر الأحمر في 21 حزيران الماضي، أي قبل نحو شهر فقط، وكانت محمّلة بحوالي ألفٍ و700 طن من المدافع الثّقيلة والرّصاص وراجمات الصّواريخ والأسلحة المضادّة للدّبابات وقذائف الهاون والقنابل اليدويّة وغيرها من المتفجّرات. هذا جزء من تحقيق موسع نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية، يدقق في شحنات ورحلات طيران ومسارات سفن شحن، قد تمثل الجزء الضئيل من حقيقة خط الاسلحة المفتوح من دول شرق اوروبا والبلقان نحو ارض الصراع السوري، بتمويل على ما يبدو من السعوديين والاماراتيين وعبر مطارات ومنافذ حدودية تركية واردنية. (تفاصيل صفحة 4)
فهل يندرج تصريح وزير الدفاع الاميركي ضمن سياق التحضير فعليا لمعركة الجنوب السوري التي يفترض ان يخوضها ما يسمى «جيش سوريا الجديد» بدعم اميركي، على غرار معركة «قوات سوريا الديموقراطية» في الشمال السوري؟
قد لا يعدو تصريح اشتون كارتر اكثر من محاولة مناكفة متعددة الاهداف. اولا ضد الروسي الذي يدفع ويتقدم ببطء نحو ادراج «جبهة النصرة» في لائحة المستهدفين بالضربات الجوية، وسط معاندة كل من البنتاغون ووكالة الـ «سي أي ايه»، وثانيا وربما الاخطر ضد ادارة اوباما في اسابيعها الاخيرة في الحكم وهي تحاول تمرير صفقة اخيرة مع الكرملين حول الاهداف السورية، وثالثا نحو المنتصرين في معركة حلب التي تبرهن الاحداث انها بيضة القبان في مستقبل الصراع في سوريا وعليها، ورابعا نحو بغداد التي وافقت للتو على تحويل «الحشد الشعبي» المتقدم غربا لتحرير باقي التراب الوطني العراقي من قبضة الارهابيين، الى منظومة عسكرية تابعة للدولة العراقية.
ويقال انها «الصفقة الاخيرة» ربما لان المواعيد باتت ملحة. آب هو شهر التسويات السياسية. وهنا ايضا اهمية انجاز حلب ـ الكاستيلو ـ الليرمون ـ بني زيد، اذ لعل المنجز على الارض، يعوض ـ او يدفع لاحقا لتحسين ـ رداءة الصفقة التي حملها جون كيري الى موسكو مؤخرا مراهنا على رغبة الروس في استعجال البحث عن تسوية ما.
فماذا قال كارتر؟
قال الوزير الاميركي أن «التحالف لا يزال يعمل على فتح جبهة جديدة ضد الجهاديين في جنوب سوريا» بالإضافة إلى المعارك الدائرة في شمال شرق البلاد. وقال كارتر امام عسكريين أميركيين في فورت براج في ولاية نورث كارولاينا، يستعدون للانتشار في العراق، «سنواصل بشكل حثيث البحث عن فرص لفرض ضغوط على التنظيم (في سوريا) من الجنوب استكمالاً لجهودنا الحالية الكبيرة في الشمال الشرقي»، مشيراً إلى أن الخطوة تحمل «فوائد إضافية تتمثّل في تحسين الأمن لدى جيراننا الاردنيين وفصل مسرح العمليات في سوريا عن مسرح العمليات في العراق».
قبل يومين، بات الجيش السوري والحلفاء على مشارف بني زيد، بعد تعزيز سيطرتهم على الليرمون والكاستيلو. وبالامس، تقدمت القوات السورية الكردية من حي الشيخ مقصود الى السكن الشبابي، في ما وصفه مصدر مطلع على المشهد العسكري، ببداية كماشة من الطرفين لتطويق «الجهاديين» الذين امطروا حلب طوال سنوات بقذائف الموت.
قبل ايام، كشفت صحف اميركية النقاب عن غارات روسية طاولت منطقة التنف الحدودية مع الاردن، واستهدفت من وصفهم الاميركيون بانهم من المجموعات المسلحة التي تدربها الاستخبارات الاميركية والبريطانية.
في مكان ما تسير التوجهات الاميركية سوريا، بغير ما تتمنى واشنطن. الطيران السوري يلقي مناشير استسلام للمسلحين المطوقين في حلب الشرقية، ويعرض عليهم تسليم السلاح وتسوية اوضاعهم. والان، يقول كارتر انه يريد فتح معركة البادية السورية، لكن يجدر التوقف عند مجموعة ملاحظات:
اولا ان الاميركيين، كما يظهر المشهد السوري، لا يستعجلون انتصارا على الارهاب بالكامل. افضل ما يريده الاميركيون الان، انجاز عسكري باهر، لا في منبج، ولا الفلوجة وبالتأكيد ليس في الحدود الجنوبية حيث «جيش شهداء اليرموك» و «حركة المثنى»، لانها كلها لا تخدم الصندوق الانتخابي لهيلاري كلينتون في تشرين الثاني المقبل.
ثانيا، ان البنتاغون والـ «سي أي ايه» يرفضان ورقة التفاهم التي حملها كيري الى نظيره سيرغي لافروف والرئيس فلاديمير بوتين. تصريحات كارتر تصب في خدمة الاعتراض على التفاهم لانها تصور ان المعركة اساسا مع تنظيم ارهابي واحد يسمى «داعش».، بخلاف ما يرمي اليه الروسي بشمل «النصرة» وغيرها.
ثالثا، ان تصريحات كارتر تأتي على ابواب اجتماعات بين لافروف وكيري ولقاءات جنيف لمحاولة اخيرة ربما لطرح مشروع حل سياسي يقره اوباما كمكسب ديبلوماسي له وللديموقراطيين قبل انتهاء ولايته، لكن الواضح ان المسألة السورية برمتها رحلت الى الادارة الاميركية المقبلة.
رابعا، ان اخطر ما في تصريح وزير الدفاع الاميركي انه يقول بفصل مسرح العمليات في العراق عن مسرح العمليات في سوريا. ولعله الهدف الاستراتيجي الاكبر لفكرة معركة الجنوب السوري، ارتباطا بمعركة الرقة في الشرق السوري. يقول المصدر المطلع ان افضل ما انجزه «داعش» فصل الساحتين العراقية والسورية وامتدادهما شرقا نحو ايران، وغربا نحو لبنان والبحر المتوسط. «تفكيك ترابط جغرافية محور المقاومة»، كما وصفها. القول بمعركة الجنوب السوري تشي بما يدور في الذهن الاميركي، من الرغبة بابقاء الفصل الجغرافي قائما، خصوصا مع النجاحات التي حققتها القوات العراقية من جيش و «حشد شعبي» في الحرب ضد «داعش» في الغرب العراقي والتقدم نحو الموصل، والانجازات الاخيرة للجيش السوري والحلفاء في «ام المعارك» حلب.
خامسا، كيف تستوي التصريحات بشأن معركة الجنوب فيما الاميركي يواجه صعوبات في معركة منبج شمالا؟ كأنما وزير الدفاع الاميركي يقول انه يريد فتح مواجهة واسعة تخالف المنطق، من البادية الاردنية باتجاه ريف حمص الشرقي وصولا الى دير الزور وهي المناطق التي يتواجد «داعش» فيها حاليا.
تدمر استعادها الحلف السوري – الروسي مؤخرا، والان طوق حلب التي تمثل الميزان التحولي في معركة سوريا وليس أي ميدان اخر مع اهمية ميادين الشرق والجنوب وارتباطهما بالعراق وايران. لكن الارجحية تكمن في حلب والشمال التي تعني السيطرة عليهما امتلاك اليد العليا في توجيه الميادين السورية، خاصة اذا استمر الاتراك بـ «غض النظر» عن تطورات الشمال، بانتظار تبلور مشهد اكثر وضوحا بعد لقاء بوتين ورجب طيب اردوغان في 9 آب المقبل، للسياسة التي يعتزم الرئيس التركي المجروح، اتباعها سوريا واقليميا، وفي علاقاته مع كل من موسكو وواشنطن.
حلب
قُتل 18 مدنياً على الأقل في قصف للجيش السوري، أمس، على الأحياء الشرقية في مدينة حلب، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان».
وذكرت «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة» في بيان نشرته «سانا» أن وحدات منها وبالتعاون مع «القوات الرديفة» تمكّنت من «قطع جميع طرق الامداد والمعابر التي كان الارهابيون يستخدمونها لإدخال المرتزقة والأسلحة والذخيرة إلى الأحياء الشرقية لمدينة حلب».
وتزامناً مع إعلان الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع قناة «أي تي في» اليونانية، أنه سيمنح العفو للإرهابيين الذين يتخلّون عن السلاح، دعا الجيش «كل من يحمل السلاح» في الأحياء الشرقية إلى «تسوية وضعه من خلال تسليم سلاحه والبقاء في حلب لمن يرغب أو تسليم سلاحه ومغادرة المدينة»، داعياً المواطنين إلى التعاون معه «للمساهمة في وقف القتال وعودة الهدوء إلى حلب وإعادة الخدمات من كهرباء ومدارس ومشاف وعودة الحياة إلى طبيعتها السابقة».
تفجير القامشلي
وفي أكبر تفجير تشهده القامشلي منذ بدء الحرب قبل أكثر من خمس سنوات، قُتل 44 شخصاً على الأقل وأُصيب العشرات بجروح في تفجير انتحاري تبناه تنظيم «داعش» في القسم الغربي من المدينة قائلا انه رد على «الجرائم التي ترتكبها طائرات التحالف الصليبي» على مدينة منبج، معقل التنظيم المحاصر من «قوات سوريا الديموقراطية». وأظهرت مقاطع فيديو دماراً هائلاً في شارع واسع على جانبيه مبان مدمرة جزئياً ويتصاعد الدخان من عدد منها، فيما يُهرول عشرات الناجين ومُصابون تسيل الدماء منهم وهم مذهولون ويصرخون في وسط الشارع وسط انتشار للقوات الكردية.
النهار
قهوجي: نقاتل سرطان الارهاب بلا هوادة الخليوي يخلف الحلفاء في مجلس الوزراء
لم تخرج جلسة مجلس الوزراء أمس ولا مثلها جلسة اللجان النيابية المشتركة عن سياق الرتابة والدوران في دائرة التجاذبات والتباينات التي تشل أي امكان لتحقيق اختراقات في أي من الملفات الحيوية الامر الذي يبقي الجمود السائد المشهد السياسي عالقاً حتى موعد الجولة الحوارية المقبلة في الايام المحددة لها في 2 آب المقبل و3 و4 منه. ولعل هذه المراوحة دفعت الرئيس سعد الحريري الى القول مساء أمس مفتتحا حفل تسجيل بيروت رقما قياسيا لاطول سجادة حمراء في العالم ان لبنان “دخل مقياس غينس في الفراغ الرئاسي ويجب علينا انتخاب رئيس للجمهورية”، واذ أسف “لوصولنا الى هذه المرحلة” رأى انه “على كل الكتل النيابية ان تأخذ قرارها بان انتخاب رئيس للجمهورية يجب ان يحصل في أقرب وقت”.
واذا كان حوار آب ونتائجه “لناظره قريب”، فان الاستعدادات لاحياء عيد الجيش في الاول من آب تصطدم للسنة الثالثة توالياً بتعذر اقامة الاحتفال التقليدي بتخريج الدورة الجديدة من الضباط بفعل عدم انتخاب رئيس للجمهورية، كما تخترق هذه الاستعدادات الذكرى الثانية للهجوم الارهابي على عرسال الذي اسرت خلاله “داعش ” و”النصرة ” مجموعتين عسكريتين اطلقت “النصرة ” احداهما فيما لا يزال مصير المجموعة الثانية مجهولاً لاستمرار اسرها لدى “داعش”.
وعشية الاول من آب، يبدو الجيش منخرطاً الى أعلى المستويات في استنفار واسع استثنائي في مواجهته مع الارهاب، وهو استنفار عكسه شعار “24 على 24 على 10452” الذي اختاره الجيش هذه السنة لاحياء عيده، في دلالة واضحة على التعبئة العسكرية والامنية الواسعة التي يتبعها في مواجهة الاستهدافات الارهابية والتي كان من أبرز الخطوات المتخذة في محاصرتها تلك التي يستمر اتخاذها في شأن وضع مخيم عين الحلوة وفي عرسال. لكن زوار قائد الجيش العماد جان قهوجي يلمسون لديه اطمئناناً الى ان وضع الجيش جيد على غير ما يخشاه البعض في ظل تعطيل مؤسسات الدولة بل ان مؤسسة الجيش تبقى وحيدة نوعاً ما بعيدة نسبياً من صراعات السياسيين وخلافاتهم بفعل سياسة التحييد التي اتبعتها القيادة العسكرية للجيش عن هذه الصراعات. وبينما يؤكد زوار العماد قهوجي ما اوردته “النهار” أمس عن تمكن الجيش من توقيف زهاء 350 ارهابيا من “داعش” في أقل من ثلاثة اشهر بما يثبت الحجم الكبير للاستنفار والقدرات الاحترافية في تعقب الخلايا الارهابية ينقل هؤلاء عن قائد الجيش تشديده على المضي في الاجراءات الاستباقية اقتناعا من القيادة بان الارهاب فرض أسلوب عمل مختلفاً بحيث لا يجوز انتظار العمليات الارهابية للتحرك بل السعي الى تجنبها. ويقول العماد قهوجي في هذا السياق استناداً الى زواره ان قتال الارهاب هو بمثابة قتال السرطان منعا لانتشاره وتمدده ولا بد من قتاله بقوة اينما كان وبسلاحه، مشددا على استمرار الجيش في استباق خطوات الارهابيين من دون هوادة أو وهن أو احباط ولذا لا يترك الجيش اويهمل أي معلومات من دون التعامل معها بأقصى الجدية. ص2
وفي اطار الدعمين الاميركي والبريطاني المتواصلين للجيش، علمت “النهار” ان القيادة العسكرية تبلغت رسمياً تخصيص بريطانيا مساعدات جديدة للجيش بقيمة 50 مليون اورو. وتزامن ذلك مع قيام السفير البريطاني في لبنان هيوغو شورتر أمس بجولة على القاع وبعلبك اكتسبت وجهين اجتماعياً وعسكرياً. وقدم شورتر الى فوج الحدود البرية الرابع 1000 مجموعة من لوزام الحماية الشخصية دلالة على دعم هذا الفوج ضمن هبة تصل الى 3300 مجموعة في برنامج للتدريب والتجهيز.
مجلس الوزراء
في غضون ذلك أبلغت مصادر وزارية “النهار” ان جلسة مجلس الوزراء أمس التي إمتزج فيها الطابع الاستثنائي المتعلق بملف الاتصالات والطابع العادي من خلال جدول الاعمال، شهدت عرضاً لمواقف مختلف الاطراف من قضايا الاتصالات إنتهى الى قرار بإستكمال البحث الخميس المقبل. وكانت لافتاً على هذا الصعيد، كما أوضحت المصادر، ان وزيريّ “حزب الله” محمد فنيش وحسين الحاج حسن ميّزا نفسهما عن وزيريّ “التيار الوطني الحر” جبران باسيل والياس بوصعب، كما ميزا المدير العام للوزارة عبد المنعم يوسف عن فضائح الانترنت. وبدا واضحاً ان الاهتمام إنتقل من تجديد عقديّ الخليوي الى الانترنت غير الشرعي.
وفي الوقائع أن الوزيريّن باسيل وبو صعب ومعهما وزيرا الاشتراكي وائل بو فاعور وأكرم شهيّب طالبوا بإقالة عبدالمنعم يوسف، فرد الوزير فنيش مطالباً بـ”عدم التغطية على جريمة القرصنة بحجة ان هناك شخصاً اسمه عبد المنعم يوسف”.
وقال الوزير رشيد درباس: “اذا كان وضع يوسف مخالفاً بشغله وظيفتين (مديرية الوزارة ومدير أوجيرو) فهذه مخالفة تتحمّلها الحكومات المتعاقبة منذ ان تمّ تعيينه”.
وكانت مداخلة للوزير نبيل دوفريج فسأل”عن القانون 431 الذي أقرّ بالاجماع في مجلس النواب منذ العام 2002 وينص على هيئة ناظمة ويلغي أوجيرو وادارة الاستثمار ويجري الخصخصة؟”. وقال أن القانون لو نفّذ” لما وصلنا الى ما وصلنا اليه”. واستند الفريق الوزاري المدافع عن عبد المنعم يوسف الى الحكم الذي اصدرته النيابة العامة المالية في ملف “أوجيرو” والذي نشرته “النهار” أمس وجاء لمصلحة يوسف.
وقد استغرب الوزير حرب الكلام الوارد على لسان بعض الوزراء الذين اعتبروا التقرير الذي رفعه “كبيراً جداً لتضييع مجلس الوزراء”… وقد تم الاتفاق على ان يبدأ الوزراء مناقشة هذا التقرير على ان يرد الوزير حرب في نهاية المطاف على ملاحظاتهم.
اللجان
ولم تكن جلسة اللجان النيابية المشتركة لاستكمال النقاش في ملف قانون الانتخاب أفضل حالاً من الجلسة الحكومية. فقد وفر حزب الكتائب النصاب لجلسة اللجان، لكن سير النقاشات لم يتبدل عن المسار المعقد الذي يحكم هذه الجلسات. وفشل النواب في تحديد المعايير أو توحيدها في اطار مناقشتها للصيغة المختلطة بين النظامين الاكثري والنسبي تبعا لاقتراحين مختلطين. وتنتظر اللجان نتائج جولة الحوار المقبلة التي سيكون ملف قانون الانتخاب الموضوع الذي سيحتل الاولوية فيها.
الاخبار
رسالة «تحذيرية» من السنيورة إلى برّي!
مع بدء العدّ التنازلي لعقد جلسات الحوار في 2 و3 و4 آب، تتوالى الاجتماعات العلنية والسرّية لتحقيق توافق سياسي يجعل من هذه الخلوة بداية لانفراج عدد من الملفات تحت عنوان السلّة المتكاملة التي يسعى الرئيس نبيه برّي إلى إقرارها.
ولمّا كان رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة أول «المعترضين»، محاولاً «تطيير» الجلسات بالاتفاق مع الحلفاء في فريق 14 آذار، تلافياً لما يُمكن أن يدفع تيار المستقبل إلى القبول بما لا يتناسب ومصلحته السياسية، علمت «الأخبار» أن منسّق الأمانة العامة في فريق 14 آذار فارس سعيد، ينوي عشية الجلسة الأولى أن يعلن عن «رسالة مفتوحة إلى هيئة الحوار الوطني»، موقّعة من عدد كبير من «المستقبليين»، و»المستقلين» في 14 آذار، وهي عبارة عن «رسالة تحذيرية من الذهاب نحو مؤتمر تأسيسي جديد». ويؤكّد مضمون الرسالة أن «المشكلة في لبنان ليست في النظام السياسي، وليست ناجمة عن طبيعة العقد الوطني المكرس في اتفاق الطائف كما يدّعي البعض، وإنما عن عدم تطبيق هذا الاتفاق». وتعتبر الرسالة أن «الساعين إلى إلغاء الطائف وتعديل الدستور يضعون البلاد على حافة حرب أهلية». وأكدت مصادر في فريق 14 آذار لـ«الأخبار» أن السنيورة هو من يقف خلف الرسالة، ويشكل غطاء المستقبليين الذين أبلغوا زملاءهم أنهم سيوقّعونها.
على صعيد آخر، بدأت شخصيات مستقبلية الترويج لفكرة أن الأزمة السياسية في البلاد بدأت تتخذ منعطفاً جديداً لإنهاء أزمة الفراغ الرئاسي المستمر منذ أكثر من عامين. وتعود الأوساط إلى تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، خلال القمة العربية في نواكشوط، بأن «أزمة الرئاسة تتطلب من اللبنانيين تغليب المصلحة العامة»، مشدّداً على «ضرورة العمل لوضع لبنان على سكة التنمية». وفسّرت الأوساط هذا التصريح بأنه «رغبة سعودية بفصل الملف اللبناني عن ملفات المنطقة،». وأنه يمكن أن يكون للمملكة «نيّة في التنازل لحلحلة الأزمة اللبنانية، من دون أن تتفاوض مباشرة مع إيران». وسبق هذه الأجواء التي ينفيها مقربون من الرئيس سعد الحريري ارتفاع منسوب التفاؤل العوني بقرب انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية.
على صعيد آخر، بدأت مصادر مقربة من الرابية الحديث عن استحقاق آخر متعلق بقيادة الجيش. وأشارت إلى أن «التمديد للعماد جان قهوجي سيسلك طريقه»، وهو الأمر الذي قد «يدفع وزراء التيار إلى الاستقالة من الحكومة». ورأت المصادر أن «مثل هذه الخطوة ستكون بمثابة قلب الطاولة على الجميع، ومن ضمنهم السعودية». وأضافت أن «المملكة التي تظهر مؤشرات ايجابية بنية الحل على الصعيد اللبناني ستكون مضطرة لأن تعطي للعماد عون مقابلاً لهذا التمديد، ولن يكون هذا المقابل أقل من كرسي الرئاسة في بعبدا»!
البناء
دي ميستورا يستعدّ لجنيف بعد منتصف آب… والميدان يقرّر الحضور والمواضيع
الجيش السوري: تمشيط حلب من خطوط الليرمون والكاستيلو… وفتح باب التسويات
رفع العتب يحكم مؤسسات الدولة في الحكومة واللجان النيابية فهل يحكم الحوار؟
في جنيف تتواصل المشاورات بين الموفدين الروسي والأميركي مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا وفريقه المعاون، لتحديد الآليات التي تلاقي في مجال الهدنة والعملية السياسية، مضمون وعناوين التفاهم الروسي الأميركي، التي يختصرها استبعاد عناصر الخلاف حول الرئاسة السورية إلى ما بعد الانتصار على الإرهاب، وتوافر شروط تسمح بالاحتكام للسوريين في صناديق الاقتراع، بمشاركة مراقبين دوليين يمنحون الانتخابات ونتائجها صدقية وشرعية، لا تتيحان الطعن بها من أيّ جهة سورية أو إقليمية ودولية، ويرتضي الجميع نتائج هذا الاحتكام، ويتعاملون مع الرئاسة والمؤسسات التي تنتجها الانتخابات، ولو أعادت تعويم النظام ذاته الذي يترأسه الرئيس السوري، ومؤسساته، أو أدخلت عليها تغييراً طفيفاً تجميلياً، وفشلت قوى المعارضة التي تدّعي تمثيل الشعب السوري إثبات وجودها بشكل وازن يمنحها فرصة الحضور في مؤسسات الدولة.
الهدنة والعملية السياسية ستنتظران حتى النصف الثاني من آب ليستكمل دي ميستورا وفريقه المعاون مهمتهما، في التواصل مع الأطراف السورية، خصوصاً على ضفة المعارضة، التي تحتاج لإعادة تشكيل وفدها وضمّ أطراف جديدة إليه تمنحه الصفة التمثيلية الشاملة، وإخراج الأطراف التي تصرّ على التموضع مع جبهة النصرة في الحرب التي تدور رحاها وستشتدّ خلال الأيام والأسابيع التي تسبق جولة المحادثات المقبلة وتتبلور خلالها المواقف، ويفرز الجسم المعارض الذي يلتقي على القبول بالانخراط في أحكام الهدنة، ودخول العملية السياسية، تحت عنوان الحرب على الإرهاب، الذي يشكل جوهر التفاهم الروسي الأميركي، بعد انتقال الأميركيين من أولوية إسقاط النظام والرئيس في سورية واعتبار الإرهاب من الأعراض الجانبية التي ستزول حكماً، بإسقاط النظام والرئيس كما صرّحت عام 2012 وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون يومها، إلى أولوية إسقاط الرئيس وحفظ النظام كضمانة للفوز في الحرب على الإرهاب وإنجاح العملية السياسية، وتأمين الاستقرار في سورية، وفقاً لما قال وزير الخارجية الحالي جون كيري خلال السنوات الماضية وبقي يكرّر حتى قبل شهور قليلة هذا الكلام، ليصل اليوم إلى التسليم بأولوية الحرب على الإرهاب، وما تقتضيه من فرز للقوى السورية حكماً ومعارضة على أساس موقفها من هذه الأولوية، وترك الشأن السوري الداخلي للسوريين، سواء لجهة قدرة المتفقين على المشاركة في الحرب على الإرهاب وعلى التلاقي في حكومة موحدة تسهّل تعاونهم وتسهّل مهمة الخارج في هذه الحرب، أو لجهة مستقبل صياغة دستور جديد وإجراء إعادة تشكيل المؤسسات والمناصب الدستورية على ضوئه بمساعدة دولية تتيح تقديم الضمانات والمصداقية، وبالتالي التسليم بالنتائج.
ترجح مصادر تتابع محادثات دي ميستورا في جنيف أن يتأخر إلى ما بعد نهاية آب، بسبب غياب معارضة تملك الاستقلال والشجاعة لخوض محادثات تطابق مضمون هذه الشروط الجديدة من جهة، ولكون تبلور مشهد معارض مناسب لاستئناف العملية السياسية ويحسم مصير الجماعات المسلحة المتورّطة في التموضع مع جبهة النصرة والمنضوية في تشكيلات المعارضة من جهة أخرى، يحتاجان أن يكون الميدان قد قال ما يكفي للتأشير على الحرب الخاسرة التي تربط بها المعارضة مصيرها، ليبدأ الفك والتركيب في صفوفها.
الميدان يبدو متجهاً نحو المزيد من الوقائع المتسارعة، التي تقع فيها جبهات حلب وريف دمشق في الواجهة، حيث يحقق الجيش السوري والحلفاء نقلة نوعية تضع مصير المعاقل التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة تحت ضغط نوعي يفرض حسم مصيرها خلال الأسابيع المقبلة، ففي حلب بدأ الجيش انطلاقاً من تقدّمه على محاور الكاستيلو والليرمون بتمشيط الأحياء القريبة، وتوجيه رسائل علنية للمسلحين للدخول في تسويات تنتهي بتسليم سلاحهم والبقاء في المدينة أو تأمين ممرات للراغبين بمغادرتها، بينما تتساقط القرى الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة في الغوطة وسائر مناطق ريف دمشق تحت سيطرة الجيش تباعاً.
لبنانياً، تسجل المصادر المتابعة لعمل الحكومة واللجان النيابية سيادة معادلة رفع العتب، فيستمرّ انعقاد الجلسات وتتواصل مناقشة الملفات، ولكن دون تسجيل أيّ تقدّم، وكلما استعصى ملف جرى الانتقال إلى ملف جديد، تمريراً للوقت، وتشاركاً في عدم إعلان العجز، وتعبئة للفراغ بالمواضيع المناسبة، لتنعقد بعض الآمال على نجاح هيئة الحوار الوطني بتخطي هذا الفراغ واجتراح معجزة تحدث اختراقاً في أحد الملفين الكبيرين، رئاسة الجمهورية وقانون الانتخابات. ومن هنا الاهتمام بمشروع قانون يعتمد مجلسين للنواب والشيوخ فتح الطريق نحوه رئيس المجلس النواب نبيه بري في ختام جلسة الحوار الأخيرة، بينما يسود القلق من أن تقع هيئة الحوار في متلازمة الحكومة، فتح الملفات وعدم إقفالها، والانتقال من ملف إلى آخر على قاعدة رفع العتب وعدم إعلان العجز.
اللجان المشتركة تنتظر خلوة آب
عقدت اللجان المشتركة أمس جلسة رفع عتب. كانت على وشك ألا تلتئم وألا يتوفر نصابها لولا حضور نواب الكتائب الأعضاء في اللحظة الأخيرة. خطوات النواب «إجر لقدام إجر لورا». لا شيء جديد يقولونه. لذلك اتفقوا على عدم التصريح بعد انتهاء الجلسة. النقاشات عود على بدء تنتظر خلوة آب. تكررت الآراء والمواقف نفسها في الجلسة التي ترأسها نائب رئيس المجلس فريد مكاري. أعيد النقاش إلى المربع الأول. لم يعط حضور سفراء الاتحاد الأوروبي الى البرلمان اول امس وتأكيدهم على أهمية القانون النسبي المعتمد في دولهم، أي حافز للنقاش في النسبية الكاملة لأصحاب السعادة. بقي كل فريق متمترساً خلف موقفه، لا سيما ان كل القوانين الانتخابية كانت تفصَّل على مقياس زعمائهم الطائفيين.
التصويت على المختلط
حاول النائب جورج عدوان والنائب انطوان زهرا خلال الجلسة تجديد الدعوة إلى التصويت على اعتبار أن الاقتراح المختلط متفق عليه من حيث المبدأ، وأن القانون يجب أن يكون مختلطاً واستندوا إلى المادة 78 من النظام الداخلي « لكل نائب حق اقتراح قفل باب المناقشة في أي موضوع تكلم فيه على الأقل نائبان في تأييده ونائبان في رفضه أو تعديله باستثناء المواضيع المتعلقة بالدستور والثقة ومناقشة الموازنة مناقشة عامة».
مَن يرفض النسبية يضع نفسه في مواجهة مع الرأي العام
استدعى ذلك رداً من النائب علي فياض ونائبي التيار الوطني الحر ألان عون وإبراهيم كنعان. وقال فياض إن هذا الموقف استغلال لموقفنا الإيجابي في الاستعداد لمناقشة النظام المختلط بهدف استكشاف فرص التوافق، رغم تشبثنا بالنظام النسبي. واعتبر أن ما نناقشه هو طبيعة المختلط وليس مبدأ المختلط. وبالتالي فإن التلويح بمضمون المادة 78 الذي يعطي النائب إقفال النقاش، يشكل تهديداً في إقفال النقاش على المختلط وهو في غير محله، ولا أعتقد أن أحداً يريده. هذا فضلاً عن أن نص الدعوة للجان المشتركة وموقفنا في نقاش المختلط. كل ذلك يؤكد أننا ملتزمون مناقشة المختلط. وسأل ما هي القيمة الفعلية للتصويت على تبني المختلط من حيث المبدأ. وذكر بموقف حزب الله من تأييد النسبية الكاملة، مشيراً إلى «أن النخب والمجتمع المدني واتجاه عريض في الرأي العام يؤيدون النسبية. لذلك مَن يرفض النسبية يضع نفسه في مواجهة الرأي العام».
رفض عوني لطرح القوات
أيّد كنعان وعون موقف فياض. ورفضا الدعوة القواتية للتصويت على المختلط. أعاد التذكير أن اللجان المشتركة سبق أن صوتت على الاقتراح الارثوذكسي وان لا حاجة جديدة للتصويت طالما ان اللجان المشتركة ملتزمة بجدول أعمال القانون المختلط. الاتفاق على مناقشة المختلط لا يعني ان القوى السياسية تخلت عن مشروعاتها الأخرى.
ودعا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الى عقد جلسة جديدة للجان المشتركة يُعطى فيها نائبان من كل مشروع عرض مشروعه الأكثري، النسبي، المختلط وأن هناك حاجة لقيام صاحبي المشروعين المختلطين بجهد لتوحيد المشروعين. وأيّد الجميل الدعوة إلى التصويت في الهيئة العامة في حال عدم الاتفاق.
وأعاد النائب أحمد فتفت تكرار معزوفته المعروفة أن النسبية جيدة ومقبولة، لكنها مرفوضة طالما هناك سلاح غير شرعي، كما وصفه، في يد حزب الله. ولفت إلى «أن القانون القائم ليس قانون الستين إنما الدوحة، متهماً الفريق الآخر بأنه لا يقدم أفكاراً جديدة ولا يقوم بأي دور إيجابي.
التخابر غير الشرعي إلى الأسبوع المقبل
أما مجلس الوزراء، فأرجأ مجدداً ملف الاتصالات الى الخميس المقبل لعدم جهوزية التقرير حول التمديد لعقود الخلوي الذي يعده الوزير المعني بطرس حرب، إذ إن المطلوب من الوزير حرب ليس وارداً في تقرير أعدّه من 774 صفحة، متعمّداً تشتيت الوزراء وتضييعهم، ما حوّل جلسة أمس الى حلبة سجالات وزارية لم تُفضِ ولن تفضي الى نتيجة في ملف الانترنت غير الشرعي، على غرار لجنة الاتصالات النيابية طالما أن مدير عام اوجيرو في أيادٍ أمينة. ويبدو أن كل هذه المهاترات لن توصل الى اعلان الحقيقة، طالما ان الشركاء أو المتورطين الحقيقيين في ملف الانترنت غير الشرعي معروفون رؤوسها التي تحظى بحماية لا أحد يجرؤ على تطييرها.
وقال وزير التربية الياس بو صعب لـ «البناء» إن هذا التقرير يتضمن كل المعلومات الا التي طلبها مجلس الوزراء. 95 من محتوى التقرير تكرار لتقارير سابقة وضعها مدير عام اوجيرو عبد المنعم يوسف في 2011. سبق أن عرض على مؤسسات عدة. مطلبنا اليوم مختلف، يتعلق بما حصل بالتخابر غير الشرعي وبالإنترنت غير الشرعي والعقد الموقع بين الوزير بطرس حرب وأوجيرو بـقيمة 176 مليار ليرة بطريقة غير قانونية. ولفت إلى «أن التقرير لم يتضمن أي جواب على هذه التساؤلات المشروعة والقانونية. هناك تخابر غير شرعي. هذا الأمر ليس من صلاحية وزارات التربية او الصناعة او الزراعة او الأشغال أو العمل. وحدها وزارة الاتصالات المسؤولة وتحديداً عبد المنعم يوسف هو المسؤول أن يراقب اذا كان هناك من تخابر غير شرعي لأن التكنولوجيا تغيّرت وباتت تسمح للمواطنين ان تدخل عبر الانترنت وتقوم بتخابر غير شرعي. وسأل لماذا حصر التخابر غير الشرعي بشركةstudio vision؟ لافتاً الى انه من 15 سنة الأمر ذاته، فلماذا أثير اليوم؟ رغم أن «ال ام تي في» لا تشكل 0.1 من قيمة الهدر، فأين 99.9 .
أما وزير الاتصالات جبران باسيل فقدّم خلال الجلسة مطالعة علمية بالأرقام من منطلق إمساكه بالملف عندما كان وزيراً للاتصالات. وأشار بحسب ما علمت «البناء» إلى مجموعة تساؤلات هل توجد السعات في وزارة الاتصالات لتحجب عن المواطنين، لذلك يضطرون للذهاب نحو الانترنت غير الشرعي؟ هذا السؤال يجيب على المشكلة؟ اذا كان ذلك صحيحاً لماذا؟ واذا كانت غير متوفرة لماذا لا تعلن الوزارة ذلك؟ وتابع كيف يمكن لوزير اتصالات أن يوقع عقداً مع شركة اوجيرو من دون المرور بمجلس الوزراء، رغم ان القانون يقول إن هذا يحتاج الى قرار من مجلس الوزراء؟ وكيف لعبد المنعم يوسف أن يوقع العقد وينفذه ويراقب التنفيذ في الوقت نفسه.
واتفق الوزيران وائل ابو فاعور والوزير أكرم شهيب مع الوزير باسيل حول كيف يمكن ليوسف ان يتولى حقيبتين متناقضتين! وطالبا باتخاذ قرار بشأن المنصبين اللذين يشغلهما لنزعهما منه. وهدد ابو فاعور بالانسحاب من الجلسة المقبلة اذا لم يحصل أي تقدم في هذا الملف، ويأتي قرار ابو فاعور عقب مطالبات من وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله والاشتراكي أن الوقت حان لأخذ قرار.
درباس: تبادل الاتهامات لطمس الحقيقة
وفيما لفت الوزير حسين الحاج حسن إلى أن مجلس الوزراء منذ 11 سنة هو مَن عيّن يوسف في المناصب التي اوكلت اليه وهو الذي يتحمل المسؤولية، أكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ «البناء» انه طرح على الوزير حرب خلال الجلسة امس نقطتين: الاولى اذا كان قيام مدير عام اوجيرو بوظيفتين مخالفاً للقانون كيف لمجلس الوزراء أن يعينه؟ وكيف لمجالس الوزراء المتتالية أن تسكت عن هذه المخالفات؟ والنقطة الثانية اذا كان هناك من انترنت في وزارة الاتصالات لماذا لا يفرج عنها عبد المنعم يوسف؟ ورأى أن تغيير يوسف هو استنساب سياسي وإداري، فالفساد لا يُحكى عنه الا في القضاء ولا ارى عنواناً للحقيقة الا حكم المحكمة ما عدا ذلك نحن نتعدى على صلاحية القضاء. لا أحد يغطي السموات بالقبوات، اذا كان عبد المنعم مرتكب مخالفات فهناك جريمة كبرى تُغطى من خلاله، والمآخذ على يوسف ذريعة للتغطية على الجريمة. واعتبر ان ما يحصل حول ملف الانترنت من تبادل الاتهامات في شأن محطة الزعرور وصاحبها ميشال غبريال المر ووزارة الاتصالات بشخص مدير عام أوجيرو هدفها طمس الحقيقة. وهذا ليس نابعاً الا من الفجور السياسي ورفض التوسع في الحديث حول مسؤولية الاجهزة الامنية في موضوع إدخال التجهيزات، رغم تحميل نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل مسؤولية الإنترنت غير الشرعي الى الأجهزة الأمنية التي تشمل الجمارك والقوى الامنية في موضوع إدخال التجهيزات وتساءل عن تباطؤ القضاء في بت الموضوع.
الموسوي: عون رئيساً
الى ذلك، برز امس موقف لحزب الله عبر عنه عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي، مؤكداُ خلال احتفال تأبيني في جبشيت، «أن ما فشل حليف النظام السعودي الطاغوتي الصهيوني في فرضه على أهلنا بالحديد والنار، لن يستطيع أن يفرضه علينا لا بالمال ولا بغير المال، وأن الفشل والهزيمة سيكونان في انتظاره». أما في الملف الرئاسي، فرأى الموسوي «أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون سيكون رئيسا للجمهورية لأن لديه الأكثرية اللازمة لانتخابه، شرط أن تتحرر كتلة «المستقبل» من اعتقال النظام السعودي».
اللواء
تهويلات واستدراج عروض قبل طاولة الحوار الثلاثاء
الحكومة تغرق في «وحول الإتصالات».. واللجان تنفي قانون الإنتخاب!
إذا كان البت بوجهة قانون الانتخاب يحتاج إلى قرار الكتل السياسية، تماماً كما هو القرار في ما خص انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فإن هذا لا ينطبق على جلسة مجلس الوزراء التي غرقت في عجز يكاد يكون فاضحاً وهي تقارب للمرة الثالثة، ملف الاتصالات، وما يتفرع عنه من عقود الهاتف الخليوي والتخابر غير الشرعي، وبروز المدير العام لهيئة «اوجيرو» المهندس عبد المنعم يوسف كموضوع قائم بذاته، وسط مفارقة بالغة الغرابة:
فبعد ان كسب حكماً لصالحه في وجه الحزب التقدمي الاشتراكي، استعرت الحملة عليه، ودارت نقاشات على لسان أكثر من وزير مؤيداً كان أو غير مؤيد تتساءل عن كيف يكون مديراً للإستثمار في وزارة الاتصالات وفي الوقت نفسه مديراً لـ«اوجيرو»، مع العلم ان القانون يتيح له ذلك، وهو معين في هذين المركزين منذ العام 2006.
ورفعت الجلسة إلى بعد ظهر الخميس المقبل في 4 آب، وهي تراهن على ما يمكن ان تسفر عنه جلسات الحوار الوطني، التي سبقها اهتزازات واستعراض عروض، وبت أجواء يغلب عليها التصعيد والتشاؤم، وسط حديث متزايد عن ان مخيم عين الحلوة، جنوب لبنان يقترب من ان يكون في عين العاصفة الأمنية، على الرغم من تأكيدات وزير الداخلية نهاد المشنوق بأن الوضع ممسوك وهو تحت السيطرة.
وتربط بعض المصادر بين ما يجري في جرود عرسال ومناورات الجيش هناك والاشتباكات شبه اليومية مع المجموعات المسلحة، ومحاولات بعض الأطراف المسلحة داخل المخيم بتحريك الوضع الأمني لتخفيف الضغط على عرسال، أو إخراج فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وفرض السيطرة على المخيم من قبل تنظيم «داعش». (ص 3)
وفيما كان الرئيس سعد الحريري، وهو يرعى احتفال إطلاق السجادة الحمراء بطول 5.5 كيلومتر لتدخل كتاب «غينيس»، يطالب الكتل السياسية بأن تأخذ قرارها بانتخاب رئيس على ان يحصل ذلك في أقرب وقت ممكن (في إشارة إلى موعد طاولة الحوار التي تبدأ أولى جلساتها الثلاثاء المقبل)، كان الوزير السابق وئام وهّاب يجدد من الرابية عرض ترابط رئاستي الجمهورية والحكومة معاً، واعتبار ان المفتاح هو بيد النائب ميشال عون، معتبراً ان الكرة الآن هي في ملعب الرئيس الحريري.
وقللت مصادر في تيّار «المردة» من حجم التفاؤل العوني، واصفة أنه «أقرب إلى التخيلات منه إلى الواقع السياسي»، مشيرة إلى أن المستقبل القريب لن يحمل عون ولا أي مرشج آخر إلى قصر بعبدا.
وبعيداً عن استباق جلسات الحوار، أعربت مصادر سياسية عن خشيتها من التطورات غير المريحة التي تملأ الفراغ التشريعي والسياسي على مستوى السلطة التنفيذية، وهو بدأ يلقي انعكاساته على غير مستوى خدماتي وتوتيري وحزبي – سياسي.
فعلى صعيد الخدمات، تتخوّف هذه المصادر من أن تنضم خدمات الإ نترنت إلى خدمات المياه والكهرباء تظهر وتختفي في الدقيقة الواحدة، منذرة بأجواء سلبية.
وفي مرحلة انعدام الوزن هذه، استأثر انفجار َالقلوب الملآنة» بين بعض المحطات التلفزيونية، خاصة مع إعلان قناة الجديد أن مكتب رئيس مجلس إدارتها تحسين خياط والكائن في بئر حسن قرب السفارة المصرية، تعرّض لـ21 رصاصة منتصف الليلة ما قبل الماضية، وتكليف النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود شعبة المعلومات التحقيق في الشكوى التي قدّمها خياط.
ومساءً شنّت «الجديد» حملة عنيفة على قناة N.B.N، وشملت الحملة الرئيس نبيه برّي.
أما حزبياً، انشغلت الأوساط العونية بتفاعل الإنقسام الذي يعيشه التيار على خلفية رفض ثلاثة من نشطائه البارزين وهم: نعيم عون (أبن شقيق العماد عون) وزياد عبس (مُنسّق التيار السابق في الأشرفية) والمحامي أنطوان نصر الله الذي كان مسؤولاً سابقاً عن قطاع الإعلام في التيار، المثول أمام محكمة حزبية اتهمها الناشط عون بأنها منحازة ولم تعتمد الأصول المتعارف عليها في التبليغات.
واتهم عون رئيس التيار الحالي جبران باسيل بأنه يقود التيار نحو التصفية على المدى البعيد (ص3).
اللجان
وإذا كانت مصادر نيابية ما تزال تراهن على جلسات الحوار الثلاثية، في مطلع آب لجهة البحث في قانون الانتخاب العتيد لتقرير مصير جلسات اللجان النيابية، بعدما فشلت «جلسة» أمس في إحراز أي تقدّم على هذا الصعيد، بحسب ما أعلن رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب روبير غانم، الذي أوضح بعد انتهاء الاجتماع أنه «لم يتم التوصّل إلى أي قرار نهائي، لكن البحث سيستمر في الجلسات المقبلة» من دون تحديد موعد، فإن مصدراً نيابياً حضر الجلسة أمس، أوضح أن الجلسة لم تكن قانونية، لأن النصاب لم يكن متوفراً، لا عند موعد انعقادها الأول في العاشرة والنصف، ولا في الدعوة الثانية بعد نصف ساعة، بحسب النظام الداخلي، وهو 22 نائباً، لافتاً إلى أن حضور النائب سامي الجميّل مع نواب حزب الكتائب كان لحفظ ماء الوجه، إذ أنه حضر في الحادية عشرة والثلث، بعدما كان خرج من القاعة العامة قرابة أربعة نواب من أصل 21 نائباً بمن فيهم الجميّل نفسه.
وكشف المصدر أن نائب رئيس المجلس فريد مكاري رفع الجلسة، قبل مغادرة المصدر النيابي القاعة، لكنه اضطر للخضوع للشعبوية بعد أن أحرجه حضور الجميّل متأخراً.
وقال لـ«اللواء» في الشكل والمضمون فإن الجلسة لم تخرج بشيء بالنسبة لقانون الانتخاب، مشيراً إلى انه حتى لو كانت أقرّت شيئاً فلم يكن قانونياً.
اما بالنسبة لطاولة الحوار، فإن مصدراً نيابياً آخر اعتبر انها لن تكون الا أشبه «بمكتوب سلمى» في احدى مسرحيات الرحباني، حيث سيقرأ كل طرف للبنود الستة المطروحة على الحوار بالشكل الذي قرأ سكان القرية لمكتوب سلمى الذين لم يكونوا يعرفون القراءة.
وكشف هذا المصدر ان كتلة «المستقبل» النيابية بدأت في الاجتماع الذي عقدته أمس الأوّل في مناقشة دعوة الرئيس برّي لعقد الجلسات الحوارية الثلاث، وهي (أي الكتلة) بصدد استكمال هذا النقاش في جلسة استثنائية ستعقدها قبل التئام طاولة الحوار الثلاثاء.
مجلس الوزراء
اما جلسة مجلس الوزراء والتي وصفها وزير التربية الياس بو صعب بأنها كانت مثل لعبة «كرة الطائرة»، حيث دارت سجالات ومناقشات عادية عقيمة دون ان تصل إلى أي قرار، بحسب ما اجمع الوزراء.
وأشارت مصادر وزارية لـ«اللواء» إلى ان سيناريو الجلسة السابقة حول ملف الاتصالات تكرر لجهة السجال والتباين بين وزير الاتصالات بطرس حرب ووزراء التيار الوطني الحر خصوصاً في بندي التخابر غير الشرعي واوجيرو، في الوقت الذي قدم فيه الوزراء ملاحظاتهم القديمة – الجديدة، وأظهرت النقاشات ان ما من تقارب فيه، وأن لا معلومات واضحة عن المخارج التي سيصل إليها، كاشفة ان المجلس لم يستمع إلى رأي الوزير المعني حرب الذي استمهل الرئيس تمام سلام إلى ان يكون المتحدث الأوّل في الجلسة المقبلة.
وكشفت المصادر الوزارية ان وزير الدفاع الوطني سمير مقبل اثار من خارج جدول الأعمال عدم حصول وزارته على الأموال أو ما يعرف بالمخصصات السرية منذ ستة أشهر، وتضامنت معه وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني، فطلب الرئيس سلام الإنتظار لمدة أسبوعين لمناقشة الموضوع مجدداً.
كذلك عُلم أن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي طلب إعفاءه من مهامه بترؤس لجنة النفايات، علّل ذلك وفق المصادر الوزارية بضيق الوقت وعدم تمتعه بالخبرة اللازمة في ملف النفايات الصلبة، مع أنه سيواظب على حضور اجتماعات اللجنة باعتباره أنه سيستمر عضواً فيها، مقترحاً تعيين الوزير أكرم شهيّب بدلاً منه، وكان له ما أراد.
وكذلك أثار وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور من خارج الجدول مساهمة الدولة في كلفة إجراء عمليات جراحية في الخارج وذلك بنسبة خمسين في المئة وفق تقرير الوزير أبو فاعور.
أما بالنسبة إلى بند أولويات الدولة اللبنانية بالنسبة للمشاريع التي يمكن الاستفادة من التسهيلات بشأنها خلال الاجتماعات مع البنك الدولي، فقد أفيد أن وزير المال سيعمل على الموضوع بمتابعة سلام على أن تكون التسهيلات إما من خلال قروض أُرجئت، مؤكدة أن المسألة لم تحسم بعد، على أن تلوّث نهر الليطاني هو من بينها.
المصدر: الصحف اللبنانية