كشف خبراء أن زهاء 360 ألفا من الأطفال المعرضين لخطر العدوى في إفريقيا، سيحصلون على أول لقاح في العالم ضد الملاريا في “إنجاز تاريخي”.
وأشاد الجميع بهذه الخطوة التي تشهد تحصين الأطفال في ملاوي وكينيا وغانا، ضد العدوى ابتداء من اليوم الأربعاء.
ويوفر اللقاح، المعروف باسم “RTS,S”، حماية جزئية من العدوى، حيث تشير التجارب إلى أنه يمنع الإصابة بـ 4 من كل 10 حالات، كما يمكن أن ينقذ “عشرات الآلاف من حياة الأطفال” سنويا، وفقا للخبراء.
وتعد الملاريا واحدة من أكبر “القاتلين” في العالم، حيث تودي بحياة طفل كل دقيقتين، وفقا لمنظمة الصحة العالمية (WHO).
وتحدث معظم هذه الوفيات في إفريقيا، حيث يموت 250 ألف طفل جراء الإصابة بهذا المرض كل عام.
وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غبريسيس، المدير العام في منظمة الصحة العالمية: “لقد رأينا مكاسب هائلة من التدابير للسيطرة على الملاريا في السنوات الـ 15 الماضية. ولكن التقدم توقف وتراجع في بعض المجالات. نحتاج إلى حلول جديدة، ويقدم اللقاح الجديد أداة واعدة لمحاربة الملاريا”.
وكشفت الدراسات، التي أجريت بين عامي 2009 و2014 في إفريقيا، أن 4 جرعات من “RTS,S” أدت إلى الحد من انتشار الملاريا ومضاعفاتها، بشكل كبير. ومنع اللقاح 4 من كل 10 حالات “قياسية” للمرض، و3 من كل 10 حالات شديدة، كما أوقف 6 من كل 10 حالات إصابة بفقر الدم الناجم عن الملاريا.
ويعمل “RTS,S”، الذي أطلقته ملاوي، على تحفيز جهاز المناعة لمهاجمة طفيلي الملاريا. ومن المقرر أن تحذو كينيا وغانا حذوها، خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
واختيرت هذه البلدان الثلاثة لإجراء التجربة الأولية، لوجود عدد كبير من حالات الإصابة بالملاريا، على الرغم من برامج الوقاية والتطعيم القوية.
ويجري تقديم اللقاح، الذي أُنتج على مدى 30 عاما، بـ 3 جرعات للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 9 أشهر، مع إعطاء الجرعة الرابعة عند بلوغ الأطفال عامهم الثاني.
وتساءل النقاد عما إذا ستكون الدول الأقل تقدما قادرة على تقديم الجرعات الأربع، مع القول إن الجرعة الأخيرة هي الأكثر أهمية.
ويأتي اللقاح عبارة عن “أداة تكميلية لمكافحة الملاريا”، إلى جانب الرش الداخلي بالمبيدات الحشرية و”تشخيص الملاريا في الوقت المناسب”.
وتتبرع الشركة المصنعة “GSK” بنحو 10 ملايين جرعة، لإطلاق المشروع التجريبي، كما تشارك منظمة “PATH” في البرنامج.
المصدر: روسيا اليوم