اعتبر تجمع العلماء المسلمين، في بيان في ذكرى 13 نيسان، أن “أفضل طريقة لعدم العودة إلى الحرب هي أن نعلم الأجيال التي لم تشهدها كيفية الاستفادة من التجربة لعدم الوقوع في مثلها، وإذا ما أردنا التدقيق في المشهد السياسي في لبنان عشية الحرب، نجد أن عناوين كثيرة كانت تتدافع لإثارة النزاعات وإيقاع الفتنة مقدمة للدخول في الحرب، وللأسف أن هذه العناوين ما زالت موجودة وإن لم ترق إلى مستوى الدخول في الفتنة من جديد نتيجة لإدراك اللبنانيين خطر الحرب الأهلية المدمر”.
ورأى أنه “كان بالإمكان تلافي الدخول في الحرب الأهلية من خلال طاولة حوار سياسي تسعى لتقديم مصلحة لبنان واللبنانيين على بقية المصالح، لكن المتدخلين الأجانب الذين كانوا يريدون تدمير هذا الوطن وتقسيمه وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني مقدمة لتوطين الفلسطينيين في لبنان، لعبوا بعقول اللبنانيين وأوردوهم إلى متاهة الحرب التي انتهت إلى طاولة حوار في الطائف. كنا بغنى عن الحرب وكان بإمكاننا الجلوس من أول الأمر إلى طاولة المفاوضات والتوفير على اللبنانيين المآسي والدمار الذي ما زلنا نعاني من تداعياتها إلى اليوم”.
وأكد التجمع “إسهاما منا في نشر الوعي المتعلق بأسباب إندلاع الحرب الأهلية”، على النقاط التالية:
“أولا، لا مشكلة بين الطوائف والمذاهب في لبنان بل إن وجودها عنصر قوة يقدم نموذجا في العيش المشترك ويجب أن لا نسمح لأحد أن يستغل هذا التنوع لإيقاع الفتنة والدخول في حرب مدمرة كما حصل في العام 1975.
ثانيا، إن الحرب اللبنانية كانت تهدف إلى حماية الكيان الصهيوني من خلال القضاء على المقاومة الفلسطينية وإلغاء حق العودة وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وهذا التحدي ما زال موجودا فيجب أن لا نسمح به أبدا.
ثالثا، يجب رفع يد الدول التي تحاول فرض الوصاية علينا نحن اللبنانيين وأن تكون مصلحة بلدنا مقدمة على أية مصلحة أخرى، وما فعله وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في زيارته الأخيرة للبنان من تحريض الشعب اللبناني على بعضه البعض يأتي في هذا السياق.
رابعا، إن موضوع النازحين السوريين وإن كان أمرا مستجدا إلا أنه مشابه لموضوع التوطين الذي يشكل خطرا وجوديا علينا في لبنان، لذا فإننا نرفض ما دعا إليه مايك بومبيو في زيارته الأخيرة للبنان من تأجيل عودتهم إلى حين انتهاء الحل السياسي في سوريا، ونصر على عودتهم الآمنة اليوم قبل الغد.
خامسا، نؤكد على الرهان على القوى الأمنية اللبنانية في إخراجها من اللعبة السياسية الطائفية وإطلاق يدها في ملاحقة المجرمين والإرهابيين وفي ضبط الأمن الوطني، فبها نحفظ السلم الأهلي ونمنع العدو من إدخالنا في أية مغامرة أمنية تراعي مصالحه على حساب مصالحنا”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام