ماذا يَجري في السودان، هل هو استجابةٌ للصرخةِ الشعبيةِ معَ تفاقمِ الاوضاعِ الاقتصاديةِ والاجتماعية، ام التفافٌ عليها؟
ام انها مشاريعُ دوليةٌ معدةٌ لهذا البلدِ الغنيِّ ضمنَ سياقِ محيطِه؟
صورةُ السودانِ اليومَ الاكثرُ ضبابيةً بعدَ الاعلانِ العسكري عن عزلِ عمر البشير واعتقالِه، واستلامِ السلطةِ لعامينِ وحلِّ المؤسساتِ الدستوريةِ واعلانِ حالِ الطوارئ ..
فهل سقطَ البشيرُ بعدَ ان لم يُسعِفْهُ اللعِبُ على الحبالِ السياسيةِ الدولية، ووقوعِه تحتَ مِقصلةِ الازمةِ الاقتصادية؟ ام انها تخريجةُ البيتِ الواحدِ لحفظِ الحكمِ وسياساتِه، بعدَ عجزِ البشير وصورتِه؟
عجزٌ لا شكَ فاقمتهُ الرمالُ اليمنيةُ التي اغرقَ جنودَه وشبابَه بها، معَ خيبةِ الوعودِ بالملياراتِ التي اعطتهُ اياها السعوديةُ والاماراتُ مقابلَ تورطِه بحربِ الاحقاد، فلم تستطع تلكَ الوعودُ غسلَ دماءِ اليمنيينَ الابرياءِ عن عباءتِه التي مزَّقَها بمناوراتِه وتقلباتِه منذ ُ تقسيمِه السودانَ وبيعِه للاميركي، ومدِّه اليدَ للاسرائيلي الى مشاركتِه في العدوانِ على اليمنيين..
ومعَ طويِ صفحةِ البشير تسابقت البياناتُ من الدولِ التي تقاسمت معه الصفقات، في طياتِها رضىً عما يَجري وانتظارٌ لاستكمالِ ما هو مخططٌ له، اما خطوةُ السودانيينَ الذين نزَلوا الى الساحاتِ والميادين، فلم تخدَعْها لعبةٌ حيكت بغيرِ اِتقانٍ كما يقولُ المتظاهرونَ ويتصدرُهم المهنيون السودانيون، فكانت الدعوةُ الى التمسكِ بالميدانِ حتى تسليمِ السلطةِ لحكومةٍ انتقاليةٍ مدنية، تقودُ مصيرَ البلاد.
في لبنانَ الشهرُ الحاليُ شهرٌ دقيقٌ ان لم نقل إنه مصيريٌ بالنسبةِ للبلاد، كما انذرَ رئيسُ مجلسِ النواب نبيه بري، اما المطلوبُ فإجراءاتٌ اولُها الموازنةُ التي تُعَبِّرُ عن خطتِنا المستقبلية، معَ اعتبارِه خطةَ الكهرباءِ خطوةً بالاتجاهِ الصحيحِ لكنها غيرُ كافية..
خطواتُ لبنانَ لاستخراجِ النفطِ والغازِ ضمنَ المنطقةِ الاقتصاديةِ الخالصةِ حقٌّ لن نتخلى عنه قالَ رئيسُ الجمهوريةِ العماد ميشال عون لضيفِه اليوناني، مع تشديدِه على رفضِ الانضمامِ الى أيِ منتدىً أو آليةِ تعاونٍ تشاركُ فيها تل ابيب لا سيما منتدى غازِ شرقِ المتوسط ..
المصدر: قناة المنار