حض الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الإثنين ألمانيا على الوفاء بتعهداتها بخصوص إنفاقها الدفاعي في الحلف الذي يستعد للاحتفال بمرور 70 عاما على إنشائه وسط توتر غير مسبوق مع واشنطن.
ويلتقي وزراء خارجية الحلف في واشنطن هذا الأسبوع للاحتفال بمعاهدة تأسيسه الموقعة في العام 1949، مع طرح شكاوى واشنطن بشأن الإنفاق العسكري الأوروبي المحدود على الطاولة.
ولطالما انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الدول الأوروبية الأعضاء في الحلف لعدم إنفاقها ما يكفي في المجال العسكري، متهما إياها باستغلال القدرات الأميركية.
وتعهدت دول الحلف في العام 2014 بلوغ هدف إنفاق 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع بحلول 2024، لكن برلين أعلنت الشهر الفائت أن إنفاقها الدفاعي سينخفض في السنوات المقبلة من 1.37 بالمئة في 2020 إلى 1.25 بالمئة في 2023.
وأثارت هذه الأنباء غضب ترامب الذي أشارت تقارير إلى أنه هدد بالانسحاب من الحلف في حال فشل الأوروبيون في زيادة إنفاقهم فورا.
وحض ستولتنبرغ برلين على التزام تعهداتها وزيادة إنفاقها الدفاعي الذي التزمته خلال قمة للحلف في العام 2014.
وقال للصحافيين “أتوقع أن تفي ألمانيا بالتعهد الذي قدمته مع جميع الحلفاء الآخرين في حلف شمال الأطلسي”.
وأضاف “اتوقع منهم أن يفوا بالتزاماتهم الدفاعية ولقد قدموا للحلف خطة وطنية يتوقعون فيها كيف ستزيد ألمانيا إنفاقها الدفاعي فعليا بنحو 80 بالمئة في غضون عشر سنوات”.
وباستثناء الولايات المتحدة. بلغ الإنفاق العسكري لست دول في الحلف هي بريطانيا وإستونيا واليونان ولاتفيا وليتوانيا وبولندا 2% من إجمالي الناتج الداخلي عام 2018.
وأكد ستولتنبرغ. الذي تم تمديد ولايته لعامين حتى خريف 2022. أن الولايات المتحدة ملتزمة تماما دورها في الحلف، خصوصا تعزيز استثمارتها في القوات والموارد في أوروبا.
وفي إشارة الى رغبة الحلف في الحفاظ على الدور الأميركي، شدد ستولتنبرغ على مشروع بناء منشأة تبلغ كلفتها 260 مليون دولار في بويدز في بولندا، على بعد حوالى 200 كيلومتر غرب وارسو.
وسيتم تخزين عربات مدرعة وذخيرة وأسلحة تكفي كتيبة عسكرية في المنشأة، في وقت يواصل الحلف تعزيز وجوده على حدوده الشرقية منذ اندلاع الحرب في شرق أوكرانيا وضم روسيا شبه جزيرة القرم.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس. الإثنين خلال مؤتمر في نيويورك، إن “الأوروبيين يعلمون أنه يتعين علينا بذل المزيد من أجل أمننا، هذا في مصلحتنا”.
وأضاف “لهذا السبب قمنا في ألمانيا بزيادة إنفاقنا العسكري بنسبة تقارب 40% منذ العام 2014″، معتبراً أن هذا الجهد كاف، بينما ترى واشنطن عكس ذلك.
وتابع الوزير الألماني إن “النقاشات العامة حول تقاسم الأعباء داخل الناتو تسبب حالة من عدم اليقين، في وقت تختبر روسيا وحدتنا مرارا وتكرارا”.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية